الهرج!!؟؟

من فتن آخر الزمان التي حدثنا عنها الحبيب المصطفى ،مما هو كائن قبل يوم القيامة لا أثناءه،هو كثرة (الهرج) وذلك حين يكثرالجهل,ويرفع العلم ، ويقل الصالحون ، ويكثر المفسدون في الارض,وتقع الأحداث (العظام) وهنا (العظمة) ليست لشأنها،بل لهول المصيبة؟؟
حينها يكثر القتل بين الناس، كما هو الان بين الكبابيش والحمر,وينتشر (الهرج) بينهم ، في فتنِ عظيمة تدع الحليم حيران؟، ولشدة الفتنة لا يُميز الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، وإنما يتحزب الناس تبع الهوى،وتغمرهم أشاعة الفوضى،بسبب الطمع في مال الغير و التكسب غير المشروع،وإشباع أهواء النفس وشهواتها،من غير وجهة حق فيقع القتل،ولا يدري القاتل لماذا قَتَل,ولا يدري المقتول عن سبب قتلة!!
ذلك ما نراه الان بياناً عياناً،نهاراً جهاراً,,,مايجري بولاية غرب كردفان من هرج ومرج، يجسد مشاهد اكثر بشاعة من جاهلية القرون الاولى,فهو قتال الفتنة التي لا يظهر للناس وجه الصواب فيها، ويقع القتال بينهم حميةً,فلا يدري حينئذ القاتل فيم قَتَل ولا المقتول لماذا قُتِل??
يمكن ان يقع مثل هذا القتل أيام الحروب (العصبية),ايام داحس والغبراء, ايام حرب البسوس,التي يقع فيها القتل بسبب التعصب للقبيلة أو الطائفة ، ويكون المقاتل جاهلا أهوجَ شارك في القتال لاستغاثة أهل قبيلته أو طائفته في عصور ما قبل الاسلام,او يكون مقبولاً في حالة وقوع القتل العشوائي العام كما يجري في سوريا الان من قتل بأسلحة الدمار الشامل,فيصاب بهذه الأسلحة كثير من الابرياء,او يأتي من السفهاء جرأ التحرش بالناس بالقتل لسفاهتهم وحمقهم والتذاذهم، بقتل الآخرين,فيصدق عليهم الحديث،(عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ,قال رسول الله (ص)(والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا ,حتى يأتي على الناس يوم لا يدرى القاتل فيم قتل,ولا المقتول فيم قُتل , فقيل كيف يكون ذلك ؟,قال : الهرج ,القاتل والمقتول في النار)؟؟ وهي من علامات الساعة. لكن ان يقع قتل بهذه البشاعة,بين قبيلتين عريقتين، مسالمتين, فالامر،يحسس بما لا يدع مجال للشك (بدنو) اجل الساعة،والتي قال عنها الحبيب إنها ستأتي بقتة.
حقاً هو الهرج,ان تقع في القرن الواحد والعشرين حرب تذكى نيرانها بين القوم بصور المقاتلين وإستعداداتهم وقوتهم بالوسائط, وتصور فيها الاسلحة مصوبة من يدي مسلم لصدر اخية المسلم ،وتلعب الوسائط دور الطلائع والاستعداد لإرهاب الاخر,فالامر مؤسف حقا,اكثر من ثلاثة ايام من ضراوة القتال ولا دولة ولا سلطة ولا قوة رادعة لمتفلتين من الطرفين كما يحلو للسياسيين!!
لتصبح رقعة جغرافية كبيرة والتي تعرف أصطلاحاً( بدار حمر ودار الكبابيش) كلها رقعة مستباحة للطرفين ،يُطارد فيها (إبن آدم ) كالكلاب المسعورة ،ويقتل وهو لا يدري فيم قُتل!!
نعم لا يدري…لانه ربما كان في فلاةٍ واسعة يًحضر زرعه لموسم الخريف،او كان في مناطق التعدين العشوائ بديار الكبابيش او كان يرعى بغنمه وهو لا يدري ان بوادر فتنة من فتن آخر الزمان قد حلت بقومه،و(رشحته) فريسة لعصبية بغيضة هائجة إنتشرت،في الوديان بين التلال وكثبان الرمال، كإنتشار النار في الهشيم,تقتل الضالع والمكسور؟؟
على الدولة ان تحجب وبأسرع ما امكن ما تبقي من دمٍ لا يراق،وإن كان الامر قد اصبح إحتوائه يحتاج الى قوة تنتشر في مساحة بحجم دولة، تتعقب (فزع)الطرفين، المنتشر في كثبان الرمال والبوادي… الآن لا عزر،ولا وقت لمحاسبة من المخطئ ولا وقت لمحاسبة الدولة في تأخير فرض هيبتها،الآن المطلوب،وقف نزيف الدم اولاً وسلامة ما تبقي من ارواح،وتهدئة الموقف حتى تضع الحرب اوزارها،إن اسعفنا وقت وتأخرت الساعة التي علمها عن الله.
صحيفة الوان
لو كانت اى دولة ..
لانزلت لواء كامل بغطاء جوى يظهر هيبة السلطة..
قبلها الجموعية وثاراتها…
والمعاليا وانتقاماتها..
كأن السلطة تقول انشغلوا بها عنا
حرام دم بنى ادم وهذا الخرق الفج للنسيج الاجتماعى الذى يصعب رتقه بين ليلة وضحاها..