أخبار السودان

الساعة كم .. بالله ..!

حينما تم تقديم التوقيت المحلي ساعة إنفاذا لسياسة البدعة التي سميت بالبكور .. وما أن يسأل أحدهم آخراً عن الزمن ..يجيبه صاحبه ساخرا ..متسائلاً بالقديم أم بالجديد !
ذات السخرية التي اصبحت سمة يتميز بها السودانيون في التعبير عن سخطهم ونقمتهم بعد أن بلغ السيل الزبى ووصلت الروح الحلقوم من سياسات التجريب التي ما أثمرت الإ الحصرم والحنظل..هاهي تطل براسها مع قرار إعادة الساعة الى سابق عهدها بتأخيرها ستين دقيقة ابتداء من منتصف ليلة اليوم الحادي والثلاثين من أكتوبر ..فتترى مع استشراف الحدث تلك الطرائف والنكات التي تكون أحيانا ابلغ من مقال بحاله أو قصة كاملة على راي شاعر أغنيةالجريدة ..فتقول إحدى النكات التي إنتشرت عبر تطبيق الواتساب .. إن مسطولا كان يتابع في غمرة سرحانه نقاشا بين أصحابه حول ارجاع الساعة.. فقال أحدهم ..وماذا لو عادت بنا الأيام الى عهد اسماعيل الأزهري او عبود خاصة وهاهو كمال شداد قدعاد ليتسلم رئاسة اتحاد الكرة من جديد ..!
فانتفض المسطول من سرحته في ذلك العالم الخاص وتساءل ببراءة الأطفال .. ومتى سيعود الإنجليز.. يا جماعة !
بالطبع لا أحد يتمنى أن يعودالإستعمار الغريب ولو كان عقله في غياب ذلك الرجل الى بلاده إلا إذا أحس بأنه يعاني الامرين من ظلم ذوي القربى الذين يفترض انهم بنو جنسه ونبتوا و تربوا في تراب وطنه وتعلموا من جيب الكادحين فيه ..ولكنهم حينما أتت رياح السلطة اليهم لم يغتمنوها لرد الجميل لهذا الوطن وأهله .. بل استغلوها لمنفعة ذواتهم و تنظيماتهم وحموا أنفسهم بالفتاوى التي خالفت مقاصد الشريعة السمحاء وقد رفعوا في استهتار واستخفاف شعاراتها بعد أن أفرغوها من قداستها وعدالتها !
فعادوا بالبلاد القهقري الى عهود سحيقة تجاوزتها الكثير من الدول التي بنت نفسها بالسير الى الإمام لا بإعادة الزمن الى الوراء!
فالمسالة ليست ساعة تجر الى الوراء أوتقدم الى الأمام بمزاجية التنظير القائم على نرجسية الفكر المتحجر في إحتقاره لعقول الآخرين منصباً نفسه ناطقا حصريا بقول الفضيلة وهو الذي يسحقها بكف التسلط ..وإنما العبرةهي في تحرك العقليات الحاكمة الى مربع الحكمة وتدبر سبل الخلاص من سياسات النكوص بنماء الوطن ونهضته وتحريك خطواته الى الأمام ..دون النظر الى ساعة صدئة ظلت عقاربها واقفة في معصم هذا النظام دون أن يسعى الى تحسس نبضها إن كانت تدور في إتجاهها الصحيح أم أنها لاتعمل اصلا فيسعى الى اصلاحها لتمضي قدماً..لان طبيعة الزمن في منطق الحركة هي التوجه الى الأمام .. ونحن ندرك بكل اسف اننا قد خسرنا زمنا طويلا من عمر وطننا لن تعيده كل ساعات العالم لو إجتمعت بغرض تعويضنا خسارتنا تلك الفادحة .. !
ومنذ الغد سيعود السؤال الى شارعنا الهائم عكس الزمن .. بالله الساعة كم .. فتكون الإجابة بذاك السؤال الساخر .. بالقديم الجديد أم بالجديد القديم !

محمد عبد الله برقاوي ..
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا ليت لو بقت على الساعة بس أستاذ برقاوي ، ديل ضيعوا بلد كامل لعنة الله عليهم دنيا وآخرة ، اللهم ألعنهم بقدرما سرقوا ونهبوا ودمروا وأجرموا ، اللهم ألعنهم لعنا كبيرا

  2. نعمل شنو ؟؟؟ ربنا إبتلانا ببهائم تعشعش فيهم السزاجة والعبط.
    أيدوا فكرة جر الساعة فقط لأنها توافقت مع توقيت مكة المكرمة ، ضاربين بعرض الحائط موقع السودان الجغرافي ومخالفين لطبيعة الأشياء فى الطريقة العلمية لحساب الزمن ومدي إختلافه (بلص أو ماينص ) مع توقيت جرينتش ، حتي الشخص صاحب فكرة جر الساعة تنكر للموضوع بكل غباء وكأن شي لم يكن…..

  3. يا ليت لو بقت على الساعة بس أستاذ برقاوي ، ديل ضيعوا بلد كامل لعنة الله عليهم دنيا وآخرة ، اللهم ألعنهم بقدرما سرقوا ونهبوا ودمروا وأجرموا ، اللهم ألعنهم لعنا كبيرا

  4. نعمل شنو ؟؟؟ ربنا إبتلانا ببهائم تعشعش فيهم السزاجة والعبط.
    أيدوا فكرة جر الساعة فقط لأنها توافقت مع توقيت مكة المكرمة ، ضاربين بعرض الحائط موقع السودان الجغرافي ومخالفين لطبيعة الأشياء فى الطريقة العلمية لحساب الزمن ومدي إختلافه (بلص أو ماينص ) مع توقيت جرينتش ، حتي الشخص صاحب فكرة جر الساعة تنكر للموضوع بكل غباء وكأن شي لم يكن…..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..