لقد تعجلت الرحيل صديقي باركوين

بت علي قناعه تامه بان الرسل واصحاب الافكار العظيمه دوما اعمارهم قصيرة من بين هؤلاء صديقي ورفيق الايام الصعبه صلاح باركوين الذي رحل باكرا قبل ان ننجز مهام واحلام شعبنا في شرق السودان فرحيله المر هزني في العمق وكدت ان لا اصدق بانه لن يرد علي اتصالي الراتب به الذي نمزج فيه الخاص والعام فعلاقتي به علاقه فريده ومميزه تطابقت فيها افكارنا ورؤانا وحتي امزجتنا ونحن نسير في دروب النضال والعمل الثوري في اروقة مؤتمر البجا هذا الحزب الذي نذر الراحل حياتة من اجل رفعتة ليكون معبرا لصوت الفقراء والمساكين الذين ينحاز اليهم الراحل بشكل مطلق فكان يحس بالامهم واوجاعهم
ويعمل علي رفع الظلم عن كاهلهم الذي اثقلته كل الحكومات المتعاقبه
اتاحت لي ظروف العمل المشترك مع القائد باركوين التعرف علي قدراتة الاستثنائيه في المجال السياسي والقانوني فكانت البدايه عندما كان مسؤلا عن عمل المكاتب الخارجيه لحزب مؤتمر البجا ابان الكفاح المسلح وكنت انا ممثلا لجبهة الشرق في هولندا فعملنا سويا وبصحبة الاخوه في مكاتب الخارج فشكل بنا فريق متجانس لادارة العمل الخارجي فاحدثنا اختراق لعلاقة الحزب بالمجتمع الدولي فجاءت مشاركاتنا في مؤتمرات دوليه قي هولندا والمانيا لشرح قضية شرق السودان فكان لهذا العمل الكبير الذي خطط له وقاده الراحل اثر كبير ونقطة تحول في مسيرة الحزب اما محطتي الثانيه كانت في اسمرا قبل التفاوض التقينا وجها لوجه وكانت هذه اول مرة اقابله لكني كنت اعرفه بحكم العلاقة الاسريه وعلاقة الصداقه القويه التي تربطني باخيه الاصغر مامون فالراحل خرج من كسلا بعد الثانوي الي جامعة الخرطوم كلية القانون ومن ثم عمل محاميا في الخرطوم ثم انتقل للعمل في ليبيا ثم الامارات وترك الوظيفة والمرتب الكبير والتحق بالكفاح المسلح قائد ومخطط استراتيجي وسياسي وجندي في الدفاعات الاماميه وعند شارع كمشتاتو في اسمرا التقينا ومن ذلك اللقاء وبعد التحدث عن عمل مكاتب الخارج جلست استمع لحديثه عن العمل العسكري والصعوبات الكبيره التي واجها وظل يواجهها وكان الصبر والحكمه هي شعاره لحل تلك الصعوبات ثم تناول في حديثه مشكلة السودان وتلخيصه لها هي ازمة حكم عميقه حلها يبدا بالعوده بالبلاد الي منصة التاسيس يكون قوامها العدل والمساواة حتي يتحقق الرضا ومن ثم القبول بالعيش سويا في وطن واحد من تلك المقابله ايقنت بانني اعمل مع قائد استثنائي صاحب فكر ورؤيه
وبعد ذلك توالت محطات العمل مع الراحل فكانت مفاوضات سلام شرق السودان فحضرت مرة اخري الي اسمرا ووجدت الراحل في كامل حضوره والقه فكان الاجتماع الاول في حي اسبيس حيث مكتب الحزب وهدف الاجتماع هو رسم خارطة التفاوض وكان حضور الاجتماع الدكتوره امنه ضرار الاستاذ عبدالله كنه والدكتور ابوامنه وكمال طاهر ومحمد زين وشخصي فكان الراحل صاحب الافكار والمبادرات فرسم وخطط ومن ثم انطلقت المفاوضات وتولي الراحل ملفي السلطه والترتيبات الامنيه فكان مفاوض حاذق وبارع وفي تلك الفتره جلسنا سويا وبصحبة اصدقاء ورفاق اعزهم واقدرهم جميعا فتوثقت وتعمقت علاقتنا مع بعض فتسامرنا وتحاورنا وغنينا للوطن ولاول مرة تجتمع قيادات الداخل والخارج بقيادتنا في الكفاح المسلح فكانت ايام لاتنسي جمعتنا بالاصدقاء عبدالله موسي والراحل وبقية العقد الفريد وبعد انجاز الاتفاق عدنا للسودان وتولي الراحل منصب معتمد محلية شمال الدلتا وكانت محليه جديده وبرغم الصعوبات والعقبات التي وضعت امامه نجح في تاسيس المحليه من الصفر وهو في خضم العمل التنفيذي لم ينسي العمل الحزبي فتزاملنا في عضويه اللجنه المركزيه ومن ثم المكتب السياسي وكذلك المكتب الاستشاري للاخ موسي محمد احمد مساعد الرئيس وكان في كل هذه المحطات التي جمعتني بالراحل كان اداءه فيها مميز وعلي المستوي الشخصي سمحت لي الاقدار ان ازامله حتي في السكن فعندما رجعنا للعمل في السودان سكنا سويا في شقه في حي الصفاء في الخرطوم فكان لي نعم الاخ والصديق لذا فان فجيعتي فيك ياصلاح كبيره واستعير هنا تعبير الصديق المشترك وثالثنا الاخ ابراهيم اداب عندما اتصل معزيا فقال لي رحيل صلاح مسخ علينا الدنيا ولكن ما نقول الا مايرضي الله الحمدلله واعزي اسرته الصغيره زوجته وابناءه وجميع الاهل بشرق السودان واخوته بامريكا مامون ومحجوب واحمد وكل معارفه واصدقائه وزملائه ورفاقه بمؤتمر البجا والعزاء اولا واخيرا للشعب السوداني وحتما الافكار والرؤي التي تركها الراحل سوف تسهم في حل مشاكل البلاد وشعب شرق السودان وجماهير مؤتمر البجا لن تنسي ابدا قائد مثل باركوين ضحي بكل شي من اجله ونشاط الراحل المقيم لم يتوقف واشهد الله انه وقبل رحيله ونحن واخوتة واصدقائه وزملائه في الحزب مشغولين لترتيب خروجه للعلاج في الخارج كان يحدثني عن الحزب والهم العام الم اقل لكم انه قائد استثنائي
اسامه سعيد
[email][email protected][/email]
???/