ده كان زماااان

ساخر سبيل
ده كان زماااان
الفاتح يوسف جبرا
كثير من الحكم والمقولات التى ظلت تجرى على الألسنة ويتناقلها الناس جيلاً بعد جيل أصبحت ولحكمة يعلمها الخالق ما (شغالة معانا) والأمثلة على هذا (كثيرة ومسيخة) أنظر مثلاً المثل الذى يقول (حبل الكذب قصير) ! ومعنى هذا المثل أن الإنسان إذا كذب فلن تصمد كذبته طويلاً إذ سرعان ما تنكشف … (ده كان زمان) أما الأن فهذا المثل نفسه لم يصمد وأصبحت الكذبة كما المسلسل (المكسيكى) ذو المية (كم وكمين) حلقة إذ أنها تصمد سنين عددا حتى وإن كانت (غير مسبكة) أما (الكضب) المسبك فقد أصبح غير قابل للكشف حتى بإستخدام أعتى الأجهزة !
ومثل أخر يقول (صاحب بالين كذاب) وهو كناية على أن الإنسان لا يستطيع القيام (بى حاجتين) فى وكت واحد .. غير أننا قد (فندنا) هذا المثل وأثبتنا خطأه بعد أن أصبح المسئول لدينا يقوم بأعباء (تسعة) مناصب فى وقت واحد !
وهنالك كثير من الأمثال والحكم والمقولات التى أصبحت لا تنطبق على (الواقع) الذى نعيشه كهذه المقولة الشاعرية التى تقول (نعم الإله على العباد كثيرة وأجلهن نجابة الأبناء) تذكرت هذه المقولة بعد أن ثبت لدى وبالدليل القاطع أن المسألة فى هذا الزمان (المن غير ملامح) قد تغيرت هى الأخرى وأصبحت نجابة الأبناء (لا من النعم ولا حاجه) وممكن تكلف الزول الكثير دون فائدة .. كيف؟ أقول ليكم :
بالأمس القريب حضر إلى منزلى المواطن (ك. ص) وهو موظف بالمعاش يحمل (ظرفا ضخما) يحتوى على العديد من الأوراق والشهادات ، ما أن جلس حتى بادرنى والدمعة لا تفارق عينيه :
أنا مواطن بسيط اعمل موظفاً بإحدى المصالح الحكومية قبل أن أحال إلى المعاش ، لدى خمسة أبناء قررت أن أقوم بتربيتهم وتعليمهم خير تعليم مهما كلفنى ذلك حتى ينفعوا أنفسهم ويعينونى فى الكبر ، أدخلت أكبرهم إلى كلية الطب (البشرى) بإحدى الجامعات المرموقة على الرغم من الرهق والمجابدة إذ كنا نقتطع من مصاريف (المعيشة) لتلبية إحتياجاته من مصاريف دراسة وملبس وترحيل وكتب ومذكرات وخلافه .
ثم كان أن أحرز شقيقه الذى يليه نسبة عالية أهلته للدخول إلى أحدى كليات الطب البشرى بإحدى الجامعات المرموقة أيضاً فأصبح العبء ثقيلاً غير أن عزيمتى لم تهن فقمت ببيع (العربة) التى كنت أستغلها فى مشاويرى ولما لم يكن ذلك كافياً لمواصلتهم الدراسة فقد قمت بإستبدال معاشى وكل ذلك فى سبيل أن أراه وشقيقه أطباء يتبوآن أعلى الدرجات العلمية فى مجال الطب
تخرج ابنى الأكبر (م .ك) فى العام 2005م وقد سعدنا بذلك غاية السعادة ، وما لبث أن قام بأداء فترة الإمتياز وكذلك الخدمة الإلزامية متنقلاً بين عدة مراكز ومستشفيات حكومية.
وفى العام التالى 2006م تخرج شقيقه (و.ك) حيث إكتملت الفرحة وما لبث هو الآخر أن قام بأداء فترة الإمتياز وكذلك الخدمة الإلزامية ثم حاز مؤخراً على درجة الماجستير فى (الصيدلة السريرية) !!
أدخل ضيفى يده المهتزة داخل الظرف وهو يخرج لى مجموعة من الشهادات والمستندات التى تخص ابنيه فى ذات الوقت الذى كنت أساله فيه :
طيب المشكلة وين؟
المشكلة إنهم ما لاقين شغل ! ما لاقين وظيفة ثابتة !
نظرت إلى الرجل مندهشاً ولسان حالى يقول (يا راااجل قول ليكا كلام تانى) إلا أننى عندما رأيت الدموع تنهمر من عينيه آمنت بأن الرجل لا يكذب وأنها الحقيقة المرة !
وضع الرجل الظرف جانباً وكفكف دموعه بمنديل فى يده وقال لى وهو يمسك بإحدى الأوراق التى أخرجها من الظرف :
أنا هسه يا أستاذ ما جيتك عشان الموضوع ده !
(مندهشا) : طيب جيتنى عشان شنو؟
جيتك يا أستاذ عشان أخوهم الصغير (يمد لى الورقة) السنة دى كان ممتحن علمى وجاب مجموع كويس بيدخلوا طب !
(وأنا أقرا فى الشهادة) : وبعدين !
بعدين قلتا ليهو إنتا ما شايف أخوانك ديل عواطلية وما إشتغلوا؟
أها قال ليك شنو؟
قال ليا خلاس ورينى كلية أول ما إتخرج أشتغل طوااالى
أها وقلتا ليهو شنو؟
قلتا ليهو كدى النمشى نسأل عمك الفاتح جبرا ده إحتمال تكون عندو إجابه ويورينا ندخلك ياتو كليه عشان لامن تتخرج تلاقى شغل طوالى !
فيا جماعة الخير (المسئولين) نقول لأخونا المواطن (ك.ص) ده يدخل ولدو ده ياتو كلية عشان بعدين يلاقى شغل طواالى وما (يصيع) ويلحق أخوانو (الدكاترة ديل) ؟ مش إنتو(الحكومة) وعارفين كل حاجة ؟
كسرة :
قال أيه : (وأجلهن نجابة الأبناء) .. ده كان زماااان
الرأي العام
أستاذ الفاتح نرجوك بطل أونطجية وجاوب الراجل بشفافية، والراجل أحسن الظن فيك ، ومعقول تكون فايتة عليك بالله , والغريب يا أستاذ إنه الكلية دي من شدة ما مرغوبة يدخلوها الناس العجايز ويتخرجوا منها ناطقين رسميين على طول بعدما يكونوا بيتوا في كلياتهم القديمة عشرات السنين، أظنك عرفتها وأنا ما بفسر وانت ما تقصر.
الحل بسيط خالص خالص وفى عدة حلول ممكن ابوهم يعمل دقن ويعش فى كذبة كبيرة انه كوز لو اننا سمعنا ان الكيزان بقو خشم بيوت ومنهم الكوز الواصل ومنهم التايون والمصرى والصينى
والحل الثانى اولاده ديل ابوهم يوجه لهم نصيحة ان لايناقرون الكيزان يعنى يعملون طرش وعمى ويبطلون فلسفة اولاد الافندية والمبادىء
وعندك كلية المؤتمر الوطنى للمواسير بس دى عايزة زول ابوه مش موظف شريف كان ودى مشكلة ابوكم يااولادى
:lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :lool: :
استاذ الفاتح اجدني اقول ما سبق ان ذكرته لك وهو ستاذ الفاتح انا فارئة مداومة لك . اصبحت لا تثير الدهشة لدي ربما يكون من تكرارك لما تكتب وهذا ليس رأئي وحدي بل رأي الكثيرين من معارفي الذين يقرأون لك. اصبحت مقالاتك تتشابه كثيرا ونفس تكتيك الكتابة . ارجو ان تتحمل رأئي بصدر رحب. ولك احترامي.
استاذ الفاتح اريد ان اخبرك باني من الذين يقرون عمودك كل مره اجد نفس الكلام ونفس الصيغة يبدو انك لم تعد تصلح اين ايام زمان :mad:
استاذ الفاتح جبرا لك التحية والتقدير ومتعك الله بالصحه والعافيه وانت تمنحنا الابتسامه في صار اصعب شي فيه الابتسامة _ انس حمد
لسه مالقيت حل للاستاذ ده يا استاذ …. يعرس ليهم وينتهى من الموضوع ده