إدمان الأزمات!!

من جديد مجلس الأمن يدعو الخرطوم وجوبا إلى اجتماع لحل القضايا التي لم تمضي خطوة إلى الأمام منذ توقيع اتفاق أديس، هذا مع أنباء عن فشل الاتفاق في ترسيم الحدود بين السودانين، يأتي ذلك مع تشديد الوعيد لجوبا بملاحقة الحركات المسلحة داخل حدود جنوب السودان، جوبا لم تعلق على هذه الخطوة التي تبدو أنها مفاجئة في تغير المواقف بعد فترة من الصمت المبارك، لكن تصريح الخرطوم الأخير يعني مباشرة إعلان الحرب رسمياً وداخل جنوب السودان، وقطعاً- إن حدث هذا- فلن تصمت دولة جنوب السودان وتقف متفرجة. إن لم يتحرك الطرفان باتجاه إيجاد محطات أولية يمكن الاتفاق والانطلاق منها فهذا يعني أن المشهد سيتغير خلال أقصر فترة، كما إنه يعني أن لا ثقة بنيت بين الطرفين أساساً، حيث الاتهامات والشكوك لم تبرح مكانها، لكن هذه المرة الخرطوم أعلنتها عبر أجهزتها الأمنية بشن الحرب داخل حدود جنوب السودان ما لم تكف جوبا المتهمة بإيواء الحركات المسلحة، غير أن الملاحظ أن الرئيس في خطابه الأخير لم يتطرق إلى هذا الشأن.
ربما لا نرى جديداً في الأمر- برمته- حيث إن الثقة لم تتوفر بشكل كامل بين البلدين منذ انفصال جنوب السودان، وما كان يبدو أنه ثقة كان مجرد فترات هدوء نسبي، لكن الجديد في الأمر أن السودانين يعيشان الأن أوضاعاً داخلية أكثر من مأزومة، جنوب السودان بجانب الوضع السياسي، والأمن، الذي تولد منذ تمرد مشار يعاني الآن أزمة إنسانية ارتفعت بشأنها الإنذارات الدولية، كما إن طرفي النزاع هناك لا يبدو أن هناك أملاً في أن يتفقا على نحو سريع، السودان كذلك، يخوض الآن معركة دولية على خلفية مطالبته برحيل قوات حفظ السلام من دارفور، كما إن الصراع المزدوج في دارفور يتطور بشكل شبه يومي، العمليات العسكرية في المنطقتين لم يوقفها إلا فترات التفاوض في أديس التي باتت مجرد إجازة من العمليات العسكرية، هذا طبعاً عطفاً على الاختناق السياسي والحملات الأمنية ضد المعارضة يضاف إلى ذلك، وحوار لم يصل نهاياته، وانتخابات يصر عليها الحزب الحاكم، رغم الحرب التي لم تتوقف، إذن كيف لدولة تعيش مثل هذا الوضع الداخلي ولا تزال تتطلع إلى المزيد من الأزمات الخارجية، هل هو داء أدمان الأزمات، ولمصلحة من استمرار الأوضاع كما هي عليه؟، ما ذنب هذه الشعوب- المغلوبة على أمرها- والتي لم تختر ذلك؟، وهل لا يتحرك الطرفان إلا بعد التوجيه أو الأمر من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو غيرها؟- ولو مرة واحدة- دعونا نتحرك من تلقاء أنفسنا دعوا، دعوا ضميرنا يحركنا بدلاً من مجلس الأمن أو غيره.
التيار
التحية لك أختي المناضلة الاستاذة شمائل ومشاعل النور لقد أخطأت الانقاذ في كل خطواتها طيلة ربع قرن من الزمان ولم ولن تفلح في صنع النصر بعد تصعيدها لحروب التمرد في الجنوب ولا صنع السلام بعد الذي ابتغته من وراء كواليس أغبيائها في نيفاشا وكان نتاج مخاضها في كل مساعيها الغبية خيبة الامل فحصدت الازمات و ومجابهة الحركات المتشظية في دارفور وكردفان وانفصال الجنوب بلا سلام و لا زالت تستفحل الأزمات كلما توغلت حكومة الانقاذ في عمرها الأرذل الربع قرن وينهار فيه اقتصاد البلاد من أسوأ الي الأسوأ ولم يبقى رصيدها الا ذلك الشعب الأغبش الاغبر الأكثر شعوب الدنيا صبرا وتلك الارض التي جزئتها حكومة الانقاذ بمفردها دون مشاورة أحد الي جنوب وشمال وبمفردها الان تستعد لصنع الانتخابات التي إن تمت ستأتي بالأزمات وقيامة السودان , لابد من الانتفاضة وذهاب العصابة.