“KLEPTOCRACY”حكم اللصوص

بسم الله الرحمن الرحيم

“KLEPTOCRACY”حكم اللصوص

محمد عبد المجيد أمين (عمر براق )
[email][email protected][/email]

ضمن أنماط الحكم الفاسدة التي رصدتها البشرية علي إمتداد تاريخها ووثق لها علم السياسة ، نمط ” حكم اللصوص” وهو إسم يوناني مركب من مقطعين : أولهما “كلبتو” (Κλεπτο) بمعنى لص، وثانيهما “قراط” (κρατ) بمعنى حُكم. وهذا النمط يعتمد علي حكم قلة تحكم تحت شعار أو هدف وهمي ، تلهي به الشعب من جهة ، بينما تعمل من جهة أخري علي تراكم الثروة الشخصية للمسئولين الحكوميين والقلة الحاكمة ، دون أن تقدم أي خدمة تذكر أو تحقق أي هدف أو شعار مرفوع وتبذل كل جهدها للتشبث بالسلطة السياسية علي حساب الجماعة. يلاحظ أن مثل هذا النمط من الحكم ، لا يتواجد إلا تحت ظل أنظمة حكم إستبدادية ، دكتاتورية قمعية.*1
في إجتماعات اللجنة الإقتصادية الأوربية المشتركة التي عقدت باستكهولم في أغسطس من عام 2003 قدمت ورقة بحث قيم بعنوان:
حكم اللصوص، قسم…وأحكم، نموذج للحكم الشخصي*2
وقد ذكر في هذه الورقة أن العديد من الدول النامية قد عانت من قسوة الحكم الشخصي من قبل نمط حكم اللصوص هذا ، حيث يتم تبني سياسات إقتصادية عقيمة وتستغل الثروة للمنفعة الشخصية علي حساب الشعب.
يعتمد هذا النمط من الحكم علي إستراتيجية : قسم ..وأحكم وهي شبيهة تماما باستراتيجية : فرق تسد ويتوقف نجاح هذا النمط من حكم اللصوص علي إضعاف قدرات مؤسسات المجتمع المدني ، ثم جذبها لصالحها أو رشوتها وبذلك ، يتم إستغلال الجميع بلا إستثناء ، بما في ذلك قوي المعارضة فلا يستطيع أحد بعدئذ ، أن يتحدي حكم اللصوص.
تذكر الورقة أيضا أن العديد من دول أفريقيا والكاريبي قد عانت ولا زال بعضها يعاني ، من أنظمة حكم اللصوص القمعية ، حيث يتم التحكم بإدارة الدولة من قبل أفراد أو جماعات صغيرة ، التي تستغل بدورها قوة نفوذها وأدوات قمعها لتحويل موارد الدولة لحسابها الخاص . ولقد عاني من هذا الحكم المقيت جمهورية الكنغو الديموقراطية ( زائير حاليا)في ظل حكم موبوتو سيسيكو وجمهورية الدومينيكان في ظل حكم رافائيل تروجيلو و هايتي في ظل حكم دوفاليه ونيكاراجوا في ظل حكم سوموزا وأوغند في ظل حكم عيدي أمين وليبيريا في ظل حكم شارلز تيلور والفليبين في ظل حكم فرديناند ماركوس ، حيث بدا أداء الاقتصاد في كل هذه الحالات، كارثيا وإنعكست آثاره سلبا علي الشعب .
ولقد بينت الدراسات التي أجريت علي أنظمة حكم اللصوص هذا أنها كارثية ومدمرة للإقتصاد ، لكونها خارجة تماما عن المعايير الاقتصادية المعروفة وغير مطابقة لأغلب فرضيات الأبحاث الإقتصادية ولا حتي لعلم السياسة الذي يفترض ، أن الحكام إنما يختارون نظام المؤسسات الذي يعتمد علي الدستور والنظام التشريعي ، مما تنعكس مظاهره علي السلوك العام للساسة والنخبة السياسية وتظهر نتائجه بشكل مباشرعلي كل مخرجات أدائهم .
من الضروري إذن أن يعرف عامتنا من الناس كيف يحكمون؟ ولكي تتم الفائدة، لابد أن يتعرفوا علي أنظمة الحكم المختلفة التي عاشتها البشرية علي وجه العموم وخبرت مساوئها ومزاياها ، ثم تلك التي عاشها الأجداد والآباء وما نعيشه نحن علي وجه الخصوص ، ثم توضع أمامهم الحقائق كي لا ينخدعوا مرة أخري .

—————

المراجع:
1* موسوعة ويكيبيديا بتصرف
2* ALFRED MARSHALL LECTURE
KLEPTOCRACY AND DIVIDE-AND-RULE:
A MODEL OF PERSONAL RULE
Daron Acemoglu Massachusetts Institute of Technology
James A. Robinson
University of California, Berkeley

تعليق واحد

  1. الآن ، نحن في السودان النموذج الأمثل لحكم اللصوص ، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني ، سرقوا كل شئ حتى مستقبل أولادنا سرقوه ولم يتبق لنا ولهم شئ ، فاعلنوا إفلاس الدولة .. لعنة الله عليهم وغضب الله عليهم واذلهم في الدنياوالآخرة .

  2. الخطورة تكمن فى أن مثل هذه الأنظمة تلائم كثير من المنتفعين من وجودها أولهم :-
    1-الشلة الحاكمة.والذباب المتطلع الى نيل نصيب من الفريسة؛وهؤلاء يزداد عددهم كل يوم راجع التشكيلة الوزارية الأخيرة تجد مجموعة من الذباب الجديد للغاية.
    2-الشركات الأجنبية التى تشترى المواد الخام أوتسرقه بأرخص الأسعار(رشوة الحاكم دائماأرخص من فيمة المسروق).
    3-أخطرهم جميعآ المسهلاتية والذين قد لا تفطن أليهم من شدة أحترافيتهم(سبدرات،أسمعيل حاج موسى،بدرية سليمان……والخ)مهمتهم تجهيز الهدف وتغليفه(أتحاد أشتراكى أشتراكييييية..مية المية،شريييييييييييعة أسلامية مية المية).وهؤلاء ليسوا من الذباب أنهم أسوأ من الذباب لأن مهتهم وضع الفريسة على مذبح السياسةوالتخدير المستمر كما فعل سبدرات للتلاميذ من المراحل الأبتدائيةوألى يومنا هذا.
    4-القوة الضاربة من مجموعة خالى الذهن التى أختصها الخالق بطاعة الدواب وتنفيذ كلما خطر بخيال الحاكم المريض والفاعلية عنه وتبريره(ربيع ع.العاطى …وآخرون ،قلة فى الجيش السودانى،كل كلاب الأمن،كتبة العرضحالات الصحفية(يسمون أنفسهم صحفيون)،قلة بالبوليس والسجون،وأخيرآ مجموعةهلمجرا الذين لا يأنفون من تقبيل يد قاتل أباهم لو أطعمهم!أنا ما بفسر وأنت ماتقصر!!!شايفك ياعمر بتاع مراجع أضف كل من وهب حتى سيف المتنبى لكافوره.

  3. IT is beyomd doubt that Sudan is a good paradigm of kleptocrats rulers . They exploit their power to run roughshod over all principles and values of the country and eventually to rob as much money as they can under various terms , for example Sharia word has been utilized by Al-ingaz to achieve their own interests under gown of religion .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..