تجفيف السيولة

تجفيف السيولة والتقشّف Austerity Measures
تجفيف السيولة هي واحدة من آليات السيطرة على التضخم .. لكنه سلاح خطير جدا يعيق النمو لحد بعيد ويؤدي لانكماش .. و عرّابي الإقتصاد في المؤتمر الوطني يعلمون هذا الإجراء . وأذكر مدير بنك السودان السابق في المؤتمر الصحفي لشرح ميزانية 2016م قالها صراحة إنه يمتلك إجراء تجفيف السيولة للحد من تصاعد الدولار في وقتها لكنه لن يفعل ذلك خشية على مبدأ الحرية والإستثمارات والخوف من خنق الإقتصاد والتأثير على النمو .
ولكن عندما تفاقم وضع الدولارفي الفترة الأخيرة ولغرض سياسي بحت حتى لا يتأثر البشير و الحكم . لجأت للتجفيف الحاد للحد من تصاعده . وهي ليست بالإساليب المعروفة كرفع الإحتياطي الإلزامي للبنوك أو وضع محفزات إدخار وغيرها .. لكنهم يمنعوك من سحب مدخراتك من البنوك والتحويل بين البنوك في خرق لكل الأعراف والقوانين
في دول مثل أميركا لا يمكن يمنعوك أموالك حتى وإن إنهار البنك .. كما حصل مع بنك ليمان برازر وغيرها في 2008 . و للسيطرة على السيولة عندهم الاساليب والمحفزات والمعروفة ، وحيل أخرى مثلاً أن يقوم البنك المركزي بتسريب انه بصدد رفع معدل الفائدة وهو ما يدفع الناس للإدخار لإنتظار الرفع والإستثمار فيه ، وتسمى liquidity trap .
في إعتقادي لو الحكومة استمرت على اسلوب السيطرة والتجفيف على نهجها الحالي بمثلما أصبح التضخم من ثلاثة أرقام ، فالانكماش سيكون من رقمين وستزيد معاناة الناس وتنهار الاعمال وتنتشر البطالة .. والأهم ستحصل ندرة في السلع .
ما وضح إن الإجراءات التي تم تنفيذها خلال 24 ساعة للسـيطرة على الدولار هي ليست ردة عن ميزانية 2018 والسياسة المالية للدولة و حسب ، وإنما هي ردة عن نهج الاقتصاد الحر الذي بدأت الحكومة تنفيذه من عشرين سنة على يد عرّابها عبد الرحيم حمدي . وما رشح من أخبار وتلاوم وتلويح بالإستقالة من وزير المالية عقب إجتماع القطاع الإقتصادي للمؤتمر الوطني أمس الأول. يشرح بجلاء الحالة النفسية للمجتمعين الذين يعلمون إنهم الآن قد حقنوا البنج على جسد الإقتصاد دون أي رؤية لكيفية علاجه ، وما يفسر ذلك كلامهم عن إجراءات وطوارئ إقتصادية لانعلم حتى الآن عنها شئ
………………
الملاحظ إن الحكومة تتهم تجارة الكماليات ومستهلكيها في رفع أسعار الدولار وهو كلام غير صحيح :-
1- مستهلكين الكماليات هم صنفين : صنف يمتلك العملة الصعبة مثل المغتربين أو أسرهم أو المنظمات وهم أصحاب حق في الإستهلاك والحكومة تأخذ جمارك عليها ، والصنف الثاني هم اللصوص من منسوبو الحكومة والحركة الإسلامية وما دار في فلكهم والسماسرة وهولاء هم الذين نهبوا حقوق الشعب السوداني وعملته الصعبة ،أما باقي الشعب الفضل لا علاقة له بالسلع المستوردة ولا المولات والسوبرماركت.
2- السلع الكمالية في تقديري اقل من 10% من جملة الطلب على الدولار لأننا بلد فقير الطبقة الغنية القادرة على شراء الكماليات أقل من 10% من الشعب . و الإسبوع الماضي على محمود رئيس اللجنة الإقتصادية بالبرلمان ووزير المالية الأسبق قال إن 70% من الطلب على الدولار للقمح والبترول ? وما ذال هناك دواء وعلاج وسلاح وغيرها.
3- إذا كان الموضوع متعلق بالكماليات فالتقشف أولى أن يبدأ بالبشير واهله فساعة اليد التي يلبسها من الممكن إن تستورد حليب اطفال لـ 10 الف رضيع لمدة شهر .. كما إن المصروف على عمران منازل أهل البشير في حوش بانقا في كافورى من الممكن أن يوصل مياه النيل لبورسودان وهي كذبته منذ 13 سنة .. وما صُرف على مجمع النور في كافوري يمكن ينفذ كل مشاريع المياه في حوض البقارة “مياه قريضة ” والذي من المفترض أن يكفي 40% من أهل دارفور بالمياه وهو يكذّب لهم بهذا المشروع من 10 سنوات .
…………………………
بمثل ما نفذوا إجراءات أقتصادية بسبب السياسة والبشير . لكن أصلاً مشكلة الإقتصاد الاساسية هي السياسة والبشير بالذات للآتي :-
– أولاً : مشكلة الإقتصاد سببها الفساد المستشري، والبشير يحمي الفساد حتى الإجراءات التقشفية الحالية هذه لن تطبق بالتساوي ، وستزيد منسوبي المؤتمر الوطني وآل البشير غنى وستخرج العديد من التجّار من السوق ، فلو ذهب اليافع مصعب إبن أخ البشير وقدم طلب إستيراد “شوكلاتة جلاكسي وسنكر” من الممكن أن يعطوه بينما يُمكنهم منع مصنّع من مُدخلات إنتاجه
– ثانياً : نحن خارج المنظومة الدولية بسبب البشير : مثلاً كينيا وتنزانيا وأثيوبيا جميعها تعاني عجز كبير جداً في الميزان التجاري ، لكن يعوض ذلك تدفق الإستثمارات والتحويلات وهي تتلقى عون كبير مئآت الملايين سنوياً من مؤسسات التمويل والغرب لذا هناك شبه ثبات في سعر عملاتها مقابل الدولار .
– ثالثاً : البشير لا يملك المقدرة على إختيار الكادر المؤهل في مختلف المجالات ولا يمتلك إي رؤية لماذا سيحدث غداً . أهم معيار للإختيار عنده هو الولاء المطلق له ولا يركز كثيراً على أمكانياتك أو معرفتك . وإلا لما كان أحتفظ بعبد الرحيم محمد حسين كقيادي في الجهاز التنفيذي لعشرات السنين.
[email][email protected][/email]
تعقيبا” على ما ذكرت أن:
(البشير لا يملك المقدرة على إختيار الكادر المؤهل في مختلف المجالات)، أسال :
هل البشير نفسه مؤهل ليكون رئيسا” للسودان؟؟؟.
إجابتي: أنه ليس مؤهلا” ليكون عمدة ل(حوش بانقا).
تعقيبا” على ما ذكرت أن:
(البشير لا يملك المقدرة على إختيار الكادر المؤهل في مختلف المجالات)، أسال :
هل البشير نفسه مؤهل ليكون رئيسا” للسودان؟؟؟.
إجابتي: أنه ليس مؤهلا” ليكون عمدة ل(حوش بانقا).