مصر: على خطى سائق «التوك توك» الشهير? «صاحب محل» يشكو الأزمة الاقتصادية

محمد علي عفيفي

القاهرة : على خطى فيديو سائق «التوك توك» الذي انتشر مؤخرا وأحدث ضجة عارمة في مصر، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو عرضه برنامج «العاشرة مساء» لرجل اشتهر بـ «صاحب المحل» خرج على المعاش من محافظة بورسعيد شاكيا سوء الأوضاع الاقتصادية الحالية. وأثار الفيديو موجة ضخمة من التعاطف عبر «فيسبوك» حيث قال الرجل: «لما طلعت معاش طلعولي 100 ألف جنيه، فأجرت بيهم محل 10 شهور فتحت منهم 6 شهور وقفلت تاني بعد ما وضبت وعملت الديكورات، ومع الوضع الموجود في البلد لقيت نفسي غرقت واضطريت أسلم المحل وأصبحت دلوقت بعتمد على المعاش مع الغلاء والرعب اللي احنا فيه، كل يوم والله ما بنام عايش في رعب، اكل ايه ونجيب منين؟».
وأضاف: «همشي اشحت بعد العمر ده كله؟ أنا كنت عايش بكرامتي النهاردة اللقمة مش لاقيينها يعني ناكل كل يوم فول وعيش.. أقولك ايه؟ عيب أقول الكلام دة.. لازم الدولة تحس بينا مع الغلاء دة كله نعمل ايه وذنبنا ايه؟ معنديش حاجة أبيعها.. مش قادر وصاحب مرض وتعبان، بمشي أقع في الأرض، الكرامة بتتفقد كل يوم عن يوم هتحول لحرامي أو مجرم في السن دة؟.. أنا بطلب من ربنا الموت.. يرحمني بدل الذل اللي أنا فيه».
أما عن سائق «التوك توك»، وفي أول حوار له بعد الاختفاء الذي بدأ مع انتشار الفيديو الذي تحدث فيه بغضب عن الأحوال التي تمر بها مصر، والغلاء وزيادة الأعباء على المواطنين، بدا المواطن «مصطفى» والمعروف بـ»خريج التوك توك»، في حالة ذعر من غضب المسؤولين في أعقاب الانتشار الواسع لفيديو، عبر فيه عن غضبه من أداء الحكومة والرئيس وتدهور الأحوال الاقتصادية في مصر.
ورفض في اتصال هاتفي مع موقع «هافينجتون بوست عربي»، أن يلتقي رئيس الوزراء المصري ومحاولا التورية حيال أوضاعه الاجتماعية ومحل إقامته، فقال في الاتصال الهاتفي المقتضب، «إنه لا يرى نفسه بطلاً ولم يرغب أن يأخذ الأمر هذا الحجم « الفيديو ما هو إلا كلمتان من القلب خرجوا للناس، ولهذا صدقوهم وأحسوا بهم، وهو مجرد تعبير عن مصلحة الناس والطبقات المتوسطة والتعبانة».
وأشار مصطفى، إلى «أن تضخيم الأمر عن ذلك مثلما تحاول وسائل الإعلام أن تفعل يمكن أن يضره ويتسبب في أذى له من قبل الأمن المصري».
وخلال الساعات الماضية، انشغل الإعلام المصري والشبكات الاجتماعية بسائق «التوك توك» مصطفى، ورغم الإشادة الكبيرة التي قالها بسبب ما وصفه نشطاء بـ«شجاعته وكلماته التي عكست واقع يعيش فيه أغلب المصريين»، إلا إن البعض بدأ يوجه له أسهم الاتهامات بأنه ينتمي لجماعة الإخوان، أو بأنه مدفوع من جهات سيادية، وذكر آخرون أنه مدفوع من المذيع لتقديم حلقة مثيرة.
وبدا مصطفى خلال الحوار متحفظا في الحديث عن أسرته، قائلا «ليس عندي أولاد» نافياً بذلك تأكيدات جيرانه الذين أخبروا وسائل الإعلام، أنه رب أسرة من زوجة وطفلين، وقال: «إنه شاهد الحلقة بنفسه ولم يكن يتوقع إذاعة الفيديو، مضيفاً أنه لم يغادر منزله «أنا في بيتي وأخرج كالمعتاد لقضاء حاجاتي ولم يستوقفني أحد أو يسألني عن أي شيء».
وتعجب مما تردد عن رغبة رئيس الحكومة المهندس شريف إسماعيل في مقابلته، قائلا: «لماذا يسأل عني؟.. الحكومة حين تحب الوصول لأحد ما، لن تسأل الإعلامي عمرو الليثي ولا غيره عنه، ستعرف كيف تأتي به طوعاً أو كرهاً»، معتبراً أن حديث المسؤولين عنه نوعاً من «الشو الإعلامي» للدولة.
وأضاف، «إن تعليمه توقف عند المرحلة المتوسطة وإنه بدأ العمل سائق «توك توك» قبل فترة قصيرة»، ورفض مصطفى التعليق على ما نشرته الصحف حيال انتقاله إلى مسقط رأسه، وفضل أن ينهي الحوار القصير وقام بعد ذلك بإغلاق هاتفه تماماً.
من جانبها، تكثف الأجهزة الأمنية في مديرية أمن سوهاج، تواجدها في قرية «أم دومة» التابعة لمركز طما شمال محافظة سوهاج، بحثًا عن مصطفى، سائق «التوك توك»، خاصة بعد ورود معلومات تفيد باختبائه داخل أحد منازل أقاربه في القرية.
وفي الوقت ذاته تشهد القرية حالة من عدم الاستقرار، خشية اقتحامها من قبل قوات الشرطة، بسبب تواجد مصطفى فيها، كما يتواجد العشرات من المواطنين بمحيط المنزل الذي يتواجد به مصطفى وزوجته وطفلاه، لمنع أي شخص غريب يحاول دخول القرية، وتتردد الأنباء حاليًا داخل القرية، أن مصطفى سائق «التوك توك» مطلوب لدى الجهات الأمنية.

القدس العربي