ايهما الاولى بناء الاساس ام التشطيب

ايهما الاولى بناء الاساس ام التشطيب
مدحت عروة
[email][email protected][/email]
بناء الدول يكون بالآتى:
بناء الهياكل الاساسية للحكم من دستور وقوانين مع تحديد نوعية الحكم طبعا من خلال الدستور
يتم ذلك بالتراضى بين جميع مكونات الوطن اى انه يكون عقد بين الشعب والحكومة
الدستور يراعى حقوق الجميع ولا تضعه الاغلبية لصالحها خصوصا فى الدول ذات التنوع الاثنى والدينى ليكون دائما
اضافة او تعديل اى مادة فى الدستور تكون من حق المجلس التشريعى القومى وبآلية معينة
النظام الديمقراطى الليبرالى الذى يقوم على فصل السلطات وعدم تغول سلطة على اخرى والحريات العامة وحرية الاعلام هو افضل نظام ولا يوجد كمال لان الكمال لله وحده والى ان تقوم الساعة الناس تعدل وتصلح اخطائها حسب المعطيات والظروف
ابعاد الدين عن اللعبة السياسية وليس عن الدولة حتى لا تكثر الفتن والقلاقل
بعد ذلك تقوم الاحزاب التى هى مؤسسات لخدمة الوطن والمواطن بطرح برامجها ويختار الشعب عن طريق صندوق الانتخاب البرنامج الذى يناسبه ويراقب ادائها من خلال مؤسساته المختلفة
الحركة الاسلامية التى يريد ناسها ان تكون قدوة ونموذجا للحركات الاسلامية فى العالم فى الحكم وذلك لتحقيقها التنمية والتعمير والتعليم والثورة الزراعية فضلا عن البترول(كذا) يبدوا انهم بدأوا بالتشطيب قبل وضع الاساس وهيكل البناء
وحتى هذه الاشياء الذكروها لم تتحقق بالطريقة المثلى التى تجعل من الوطن قوة اقتصادية كبيرة لان الاولوية عندهم تثبيت السلطة ومنعها من السقوط وبالتالى الصرف الكبير على الجيش والامن لمحاربة ومطاردة المعارضين من ابناء الوطن
السياسيين الكبار والعظماء هم الذين يحققوا البناء الدستورى الذى تقوم عليه النهضة للوطن
مهما عملت الحركة الاسلامية من تعمير وبناء بدون بناء دستورى يحقق الاستقرار السياسى وبتراضى جميع مكونات الوطن لا يمكن ان يتحقق لها الاستقرار ولو حكمت لمائة عام واهو المثال قدامكم 23 سنة والحال ماشى من سيىء لاسوأ!!!
هل حقيقة يظن هؤلاء الاسلاميين انهم سيحققوا الاستقرار والتنمية المستدامة بطريقة تفكيرهم هذه؟؟؟
مع كثرة متعلميهم ودكاترتهم وبروفسيراتهم لكن لا يوجد واحد بالغلط فى هذه الحركة عنده رؤية لكيفية ادارة بلد مثل السودان(ادارة التنوع) لان فكرهم اساسا قايم على الفكر الآحادى الشمولى وزى ما قلت قبل كده لو اعطوهم بلد من اثنية واحدة ودين واحد او طائفة واحدة لمزقوه واهله شذر مذر!!
اننى والله استغرب من كلامهم وتعليقاتهم وكلام ضيوفهم كانهم يتكلموا عن تجربة غير السودان وحركة اسلامية غير الحركة الاسلامية السودانية!!!
واحد من اتنين يا انهم ما بيحترموا الشعب السودانى او انهم لا يحترموا انفسهم!!!!
الا يعلم هؤلاء ان الدول التى تحكم بفكر او تنظيم واحد لا يمكن ان تستمر مهما بلغت من البناء المادى وهل هم احسن من الاتحاد السوفيتى؟ ولا تقولوا التجربة الصينية لان الصين الجاييها سياسيا هو بركان ابتدأ غليانه وحممه فى التطاير من الآن واسالوا اى واحد عنده بصيرة(الاسلاميين ماعندهم بصيرة)
لماذا الدول الديمقراطية هى اكثر تماسكا ووحدة ورخاء وتقدما فى جميع المجالات وكلما تحصل عندهم مشاكل او كوارث نظامهم الديمقراطى يجد لها الحلول حتى لو عانوا الى حين يعنى النظام الديمقراطى بيصحح نفسه واخطاؤه ويمشى للاحسن ولى قدام!!!
السؤال الاخير فى هذا المقال هل وجدتم يوما اى واحد فى الحركة الاسلامية بيفهم فى السياسة وادارة التنوع او بناء وطن متحد قوى مزدهر حر؟؟؟
انا غايتوا ما شايف واحد منهم سياسى عملاق عنده نظرة(VISSION) لعمل شىء مثل ذلك بل كلهم وبلا استثناء اقل من اقزام!!!
ما تشوفوا تصريحاتهم وكلامهم وافعالهم؟؟
لكن اعترف لهم بشىء واحد ومع انه الى زوال حسب طبيعة الاشياء(يعنى هم اقوى من الاتحاد السوفيتى؟؟؟) وهو انهم عمالقة فى عمل الانقلابات والحفاظ عليها الى حين!!!
وما يقولوا ان الله سينصرهم لانهم لم ينصروا الله ولا يمكن ان يستهبلوا عليه كما يستهبلوا على خلقه!!!!
للاسف نحن بدينا بالتشطيب واخر حاجة في التشطيب الدهان ( الصبغ ) وصبغنا بلون مابيشبهنا اوماقادرين نغيره