حينما يصبح الخاص .. شأنا عاماً ..!

لكل إنسان في الحياة حريته الشخصية ولكن بالتأكيد فإن حدودها تنتهي عند ملامسة حريات الآخرين حتى على المستوى الفردي.. فما بالك حينما تحاكك تلك الحرية الخاصة الشأن العام للمجتمع أو الوطن !
فليس من شأننا أن نقدح في حق شقيق رئيس جمهورية السودان أن يتزوح مثنى وثلاث و رباع إن كان في إستطاعته الباءة ثقة في المقدرات الذاتية التي يهمنا في المقام الأول ما فاح من رائحة جانبها المادي البذخي الذي لم يكن يعنينا لو أنه من حر مال الرجل كسباً من عرق جبينه في مهنته الأساسية .. التي زعم في غير لقاء أنه يعتمد عليها في عيشه مثل سائر الذين يتقاضون راتباً معيناً ممن يشغلون مهنته الإنسانية ، نافياً أي تميزٍ عنهم بثراء أو إختلاف يتفاوت في مأكله وملبسه وما يمتطي من دابة في الأرض بل وزادنا من الشعر بيتاً وكان وقتها على سفر إنه لا يملك قيمة تذكرة الطائر الميمون الذي ينوي ركوب أجنحته الى وجهته حينها !
فذاكرة هذا الزمن الحديث التقنيات لا تسقط عن شريحتها ما تسجله بالصورة والصوت أو حتى بالقلم !
بيد أن ما رشح في الأسافير التي تستنشق رائحة (الشمارات ) وإن كانت خضراء لم تقطف بعد من شجرتها ، فإن استعدادات تلك الزيجة الثالثة التي قيل اليوم أن رئيس الجمهورية نسفها بقرار ملكي .. قد بلغت الملايين من الجنيهات من حيث تكلفة الشيلة والمهر و إعداد القاعات الفاخرة و تجهيز بيت الزوجة الصغيرة إسترضاءً لدلالها المستحق !
وهنا يتداخل الطعن في اللحم الخاص بصورة مباشرة مع تكسير عظم الشأن العام الذي يعطينا الحق على الأقل كمواطنين مقهورين للحديث فيه .. لسبب هام وهو أن العريس ليس تاجراً من عمق أو طرف السوق وليس من العائلات التي ورثت المال أباً عن جد .. بل هو شقيق رئيس جمهورية المشروع الحضاري المنسوب للتوجه الإسلامي المزعوم وينادي بتطبيق الشرع وينكر وجود الفساد سواء في بلاطه السلطوي أو في حرملك زوجاته أو حوش العائلة الذي بات معلماً بشاهق بنيانه و علو مآذنه ، في بلادٍ أوصلها ذات الرئيس الى حافة الهاوية سياسياً واجتماعيا وأخلاقيا ومعيشيا وخدميا الى درجة أن تلاميذ المدارس الدنيا زغب الحواصل لا يجدون ما يسدون به الرمق أو يفكون به الريق في صباحاتهم التعيسة .. ويموت الفقراء أمام المستشفيات الحكومية العامة لآن صبية الأمن الصحي من عسس الحظوة والتمكين يمنعونهم من الموت داخلها مالم يسددوا مقدماً قيمة الهلاك للدولة الرسالية التي يبشرنا بها أهل الحكم في دورة الرئيس القادمة تحقيقاً بعصا الإنتخابات السحرية التي ستجبر كسر الظهر الذي أقعد البلاد ربع قرن في تخبط هذا الرئيس وهويجاهد ضد شعبه ووطنه في كل أطرافه التي بترت أوتلك التي تتقيح في غرغرينا التأرجح للسقوط التلقائي بعيداً عن الجسد إذا ما قدر لهذا الرجل وعصابته الماكرة أن يستمروا في السلطة عاماً أو عامين آخرين !
لايهمنا إن الغى الرئيس زيجة أخيه لأي سبب كان !
فسيان عندنا إن تزوج الشقيق الرئاسي صبية يافعة أو حيزبوناً شمطاء أو طلق كل زوجاته وتزوج أخريات جدد..!
فذلك شأن يخصه لو كان هذا الفرح المتوهم يتم بعيداً عن مد اللسان لكل أحزاننا التي بات مشهد سرادقاتها ليس في كل بيت أو شارع بل في كل نفس آذاها إستفزاز هذا النظام و أقلية منتفعيه المترفة الذين يقيمون أفراحهم فوق مذلة الغالبية العظمى ممن نسميهم مواطنيين يستحقون الحد الآدنى من كرامة المواطنة وهم يعتبرونهم رعية يجب أن ترضى ممتنة بفتات مآدبهم الفخيمة هذا إن هم تجمعوا قريباً من مكبات النفايات التي يرمون بها اليها في خاتمة ليالي أفراحهم المِلاح … فيما الآخرين غيرهم يكدون كأسراب النمل لهثاً و شتاتاً في الأرض القاحلة وراء ما يمكن أن تُسمى مجازا ً بحلة الملاح ،هذا إن همُ وجدوا لها ناراً توقد على أثافي الوجع ثلاثية الأبعاد .. الجوع والمرض والفقر !
أحسنت أخي الكريم برقاوي
فقادتنا لا يرتجى منهم عز وهم أهل ذل وهوان .
فكل ما أقوله في ابداعك لا يفيك حقك..
مع أمنياتي لك بالسعادة والفرح
حقائق دامغة ،، بلاغة ممتعة ،،، رصانة في النقد ،،،، منطق مبهر،،، أناقة في التعبير ،، قوة في البيان ،،، تربت يداك يا رجل !!!
استاذنا البرقاوي أنت كاتب مخضرم ، لكم التحية ..مزاهر نجم الدين
سلام يا أستاذ ولك التحية والتقدير، وأسمح لي أن أقول لك بأنك قد خيبت أملي فيك، وعلى غير العادة، فاليوم هو يوم الاحتفاء بيوم الشهيد الأستاذ محمود محمد طه، وكنت أتوقع منك أن تكون أول المبادرين بتحيته وتنبيه السودانيين لذكراه، وأنت الذي عرفت بمواقفك وكلماتك النيرة والهادية في مسيرة لوعي والتوعية بين أبناء هذا الشعب.
لا تزال الفرصة متاحة في عمود الغد، فأن تأتي أخيراً خير من أن لا تأتي، ولك غيابك الكامل مرفوض ولا يشرف أمثالك.
لك التحية أستاذ برقاوي…دائما كما عهدناك وأكثر…طبت وطابت ايامك سيدي
لك التحية أستاذ برقاوي…دائما كما عهدناك وأكثر…طبت وطابت ايامك سيدي