مقالات سياسية

الشعب السودانى ينتظر اجابات قاطعة من قوى الاجماع ونداء السودان

الآن ، وقد انتهى حوار الوثبة الى ماكان متوقعا ، من تكوين لجان و.. و.. مماكان متوقعا من النظام الذى عرف بشرائه للوقت وبالمماطلة والمماحكة ،انتظارا لحدوث انفراج ما ، باذن الله . وانتهت محاولة الوساطة رفيعة المستوى بعد توقيع خارطة الطريق الى ماانتهت اليه بما اقنع اطراف نداء السودان بعدم جدوى الحوار والتفاوض دون تحقيق نفس الاشتراطات التى رفضت قوى الاجماع الحوار مع النظام بسببها .
وهكذا نرى ان وجه الخلاف الرئيس بين القوتين الرئيسيتين قد زالت تماما . وقد اشار الى هذا السيد آركو مناوى والدكتور جبريل والاستاذ عبدالواحد والاستاذ عرمان وحزب الامة فى بيانه الاخير . وكذلك اثبتت بيانات القوى السياسية المكونة لقوى الاجماع ، فى تعليقها على مخرجات حوار الوثبة ، انها مازالت على موقفها من ان الحوار المجدى لابد ان تسبقه شروط الحريات واطلاق سراح المعتقلين وايقاف الحرب والاتفاق المسبق على كل مايتصل بالحوار وليس فرضه من طرف واحد يمسك بتلابيب كل شئ !
اذن السؤال الاول والاساسى الذى ينتظر الشعب الاجابة عليه من القوتين وبوضوح كامل ، اذ ان عدم الكشف يضع هاتين القوتين فى نفس موقع قوى حوار الوثبة الذى جرى فى القاعات المغلقة ، ولم يسمح لعامة الناس الا الاطلاع على ما ارادت السلطة وتابعيها الاطلاع عليه ، السؤال هو : ما الذى يمنع اندماج القوتين فى كيان واحد للمعارضة ، خصوصا ان مايصدر من كليهما يعبر عن الرغبة والعمل على ازالة النظام مع الاختلاف على الوسائل الذى نظن ان التطورات الاخيرة قد ازالته تماما؟
بعدم الاجابة الواضحة ، يحق لجماهير الشعب ان تعتقد ان السبب هو التكالب على المناصب القيادية فى الكيان المتحد . وذا كان الامر كذلك فما الفرق ؟ الذين يتخاصمون من اجل مناصب فى المعارضة ، كيف سيكون حالهم عندما يصبحون فى السلطة ؟!
السؤال الثانى ، الذى لايقل أهمية ، والذى الححت فى كل مقالاتى السابقة عليه هو : ماهى خطط المعارضة بشقيها لمابعد انتهاء النظام ؟ سمعنا كثيرا عن ان هناك خطة معدة واخرى فى سبيل الاعداد ، ولكننا ظللنا نسمع ضجيجا ولانرى طحينا . هذا الموضوع هو مفتاح مشاركة المترددين والمحايدين والجالسين على الحائط بسبب ما جربوه فى مرات سابقة . ويكتسب الامر اهمية أكبر هذه المرة بسبب الخراب الذى تم ، والذى يحتاج اصلاحة الى خبرات جديدة وفترة طويلة بدون خلافات ومنازعات . الاتفاق الآن اسهل بكثير من الوصول الى السلطة ومشاكل تقسيم الكيكة الضعيفة !
السؤال الثالث ، وهو ايضا بنفس اهمية السؤالين السابقين : اين القناة الفضائية المعارضة؟ وهنا اذكر المحاولة حسنة النية من احد قروبات الواتساب التى بدأت بجدية كبيرة ثم انتهت الى تبادل التحايا والونسات والاشادات ..الخ، هذا المثال يدل على صعوبة الاتفاق بين المعارضين حتى على ماهو متفق على اهميته .
اذا تمت الاجابة على هذه الاسئلة يتبقى الاجابة على سؤال معاصر : ماذا ترى المعارضة فى اضراب الاطباء ، وما هى الدروس المستفادة ؟
ممالايختلف عليه اثنان ان الايجابية الاولى من الاضراب هى كسر حاجز الخوف واثبات انه لايفل الحديد الا الحديد واننا بالوحدة نستطيع . غير ان هناك بعض الملاحظات الجديرة بالنظر من طرف المعارضة السياسية :
– يبدو انه ، بالرغم من ان بعض اطراف المعارضة ونضالاتها السابقة والمستمرة قد لعبت دورا فى وصول الاطباء الى مرحلة الاضراب ، الا ان المعارضة فى كثير من اطرافها قد استعجلت نتائج الاضراب وسعت الى جعله الشرارة التى تشعل فتيل الثورة. والعجلة تؤدى غالبا الى عدم اصابة الهدف !
– بعض هذه المواقف اعطت السلطة سلاحا خفيفا فى مواجهة الاضراب . الم يكن كافيا لتصعيد العمل المعارض نقله الى جبهات اخرى لايقل فيها الخلل عن المجال الصحى ؟
– دلل الاضراب على ان التنظيم والثبات ومرحلة المواقف هى من اسباب النجاح وشل يد الجهة المعادية .
– كذلك أكد الاضراب ان السلطة ليست ضعيفة بالمستوى الذى يعتقده أو يتمناه البعض ، وذلك لاسباب بعضها ذاتى وبعضها مساعد : اما الذاتى فهو ان وحدة السلطة نابعة من وحدة الهدف ، الذى هو الاستمرار فى اعتبار الدولة من املاكهم الخاصة وحلبها ليلا ونهارا وعلى عينك ياتاجر ! ولعلك تلاحظ ان قضايا الفساد بكل اشكالها لاتنتهى الى ادانة . ذلك لان الادانة سينتج عنها سلسلة ادانات قد تصل الى اعلى عليين ، وبالتالى الى تفتيت الوحدة .
اما المساعد فهو الموقف الاقليمى والدولى : الدول العربية جميعها اما متوافقة تماما مع مواقف السلطة واما لاتفعل ما يؤكد معارضتها حتى لبعض الجوانب اللاانسانية ،مثلما يحدث فى دارفور وغيرها . غالبية الدول الافريقية تقف مع السلطة على مبدا تقديم السبت انتظارا للاحد المتوقع . واقول غالبية بسبب الانقسام الذى حدث فى مواقفها فى لجنة حقوق الانسان مؤخرا .
وبالنسبة للموقف الدولى فهناك اتجاهان : الموقف الامريكى والاوروبى الذى يتعامل على اساسين يتعارضان احيانا . الاتجاه الاول وهو الغالب :هذا مقابل ذاك ، أو مايعبر عنه فى الانجليزية الكلامية ب “Tit for tat”، والثانى ، وهو اتجاه خجول : الدفاع عن حقوق الانسان والقانون الدولى .
الموقف الصينى والروسى : وهو موقف ينبع بدون مواربة من المصالح فحسب .
وعلى اى حال فان المواقف الداخلية والاقليمية والدولية ستتغير تماما مع تغير توازن القوى الداخلى . واول مايجعل التوازن فى مصلحة معارضة النظام هو وحدة المعارضة : وتبدأ هذه الوحدة باجابة الشعب على الاسئلة اعلاه ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..