سنحاكمك يا حلنقي

أمر الإبداع وكل ما تبعه من مستزمات امتلكها الإنسان هي مملوكة لله، الله الذي قدر له ذلك، وميزه دون العالمين بها وأعطاه منحة أن يكون أبعد رؤية وأقصى سمعاً لتتسع له مسابقة الوقت ورسم ملامح من الغد الإنساني.

تختلف القيم الإبداعية، وتتنوع المقدرات، من صوت إلى لحن إلى كتابة شعرية وما شابه مروراً بالقدرات الجسدية والبدنية، وهي كانت ميزة منحها الله لنا وقدر لنا أن نكون حاملين لها لنعلن عن قدرة الله بها ونجمل بها الحياة الدنيا ونصنع ذلك المزيج الراقي الرائع من الاختلاف والتماييز الذي يجعل للدنيا مذاق خاص يحيلها لعوالم صالحة للعيش.

وأن يمتلك شخص ما قدرة إبداعية خاصة، فهي بلا شك منحة موقتة من رب العالمين لا يجب أن يبخل بها أو يمنعها من خلقه الآخرين.

قرنفلة ثانية

في الأخبار أن المرهف إسحق الحلنقي قد منع ترديد أغنياته في كل المناسبات العامة والخاصة، وكل وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بل حتى في مناسبات الأفراح، ليس في ذلك استثناء لصوت أو مغنٍ أو صديق أو كبير أو صغير.

وفي الأخبار ذاتها ما يفيد بأن الحلنقي سيتخذ – ضد كل من يتغنى بواحدة من كلماته – الإجراءات القانونية التي تعني السجن أو الغرامة وذلك أيضاً بلا استثناء لأحد.

السنوات الطويلة التي قضيتها أنا وجيلي نستمع ونطرب ونتربى من خضم ما تجود به قريحة الحلنقي هي التي جعلتني أكتب، وعلامات الدهشة التي بدت واضحة في كل أعين الزملاء الصحافيين لحظة قراءتنا الخبر هي سبب آخر.

الحلنقي وقبله هاشم صديق وآخرين مشوا على خطاهم نعلم أنهم قد يكونون ظلموا، ويعلمون هم أنهم الآن ظالمون، وإن كانوا يشكون من تغول المغنين على حقوقهم المادية، فنحن نشتكي تغولهم على حقوقنا المعنوية وتسلطهم على وجداننا ونذكرهم بأن كل تلك القلوب الولهة ستقف أمام رب العالمين شاكية ما يقترفون الآن. وإن كانت لنا سلطة على أنفسنا لمنعناها عن الاستماع، نعم لفعلنا ذلك، لكنكم قبلاً تعلمون أننا عشاق وأشد الأذى على الأرض هو مفارقة المعشوق دون رضا.

وسيكون على الحلنقي أن يختار بين أن نسمعه برضاه أو نسمعه رغماً عنه وذلك ليس تهديداً ولكنه واقع.. نعم واقع نعيشه ويعلمه هو قبلنا، لن نستطيع أن نتوقف عن حبه والاستماع لما كتبه ويكتبه، وكما ندين له بالحب فهو أيضاً يدين لهذا الشعب بالتقدير، هذا الشعب الذي أحبه ومجده وقدره أيما تقدير، وسيكون على الحلنقي أن يتجول في كل البلد بطولها وعرضها مدينة مدينة وبيتاً بيتا وقلباً قلبا ليخرج أغنياته التي تسكن فيها.

سيدي إسحق الحلنقي.. لن توقفنا المحاكم ولا النيابات، وسنغني ونستمع ونستمتع بصوت وردي وود الأمين وخوجلي عثمان وكل الذين تغنوا ذات يوم بكلماتك، وسنتحاكم ليس أمام القانون بل في محكمة الشجن كلنا كشعب وكعشاق ومحبين وبني آدمين ضد قرارك الجائر. وسنقف ليرافع عننا الوجدان (الوجدان الذي علمته كيف يكون مؤمناً بالوردة والعصفور) كلنا في موقفٍ واحدٍ حزين لشعبٍ يظلمه شعراؤه السياسيون.

قرنفلة للخروج

سأغني الآن للحلنقي.. من يريد أن يشاركني الغناء..!!

شال النوار ضلل بيتنا

يوم بهجة وعدك ما جيتنا

وفضلنا وحالتك منتظرين

شوف وين روحتنا ..

شوف.. شوف وين

التغيير

تعليق واحد

  1. وعلى هذا الأساس اذا كان هنالك شخصاً أعطاه الله بسطة في الجسم فعليه ان يقوم بالعتالة مجاناً و كذلك الشخص الذي لديه موهبة إصلاح الأشياء ان يقوم بذلك مجاناً لان هذه موهبة أعطاه الله لها او غيرها من اصحاب المهن و المواهب عليهم ان يضعوا مواهبهم هذه في خدمة الجميع دون مقابل.
    في السودان استمرأ آلاف الفنانين أكل حقوق الشعراء و الملحنين وجنوا الملايين وراء ذلك و اذا أرادوا ان يستمروا في اداء الأغنيات عليهم ان يدفعوا وحكاية ان الشعراء اثروا الوجدان و الأحاسيس لا تاكلهم وأسرهم عيش.

  2. هذا من حقه ،، اذا طبقنا كلامك هذا في الحياة عامة مفروض كل شيء يكون بلاش،،،،

  3. لا يستطيع الحلنقي منع اي احد من ترديد اغنية صار عمرها 50 عاما وذلك بموجب القانون الذي يصنفها كتراث عام مملوك لجميع السودانيين … فأحسن ليهو مايتلوم ساكت ويجيب لي نفسه سمعه على آخر العمر .

  4. كل شئ فى السودان صار له ثمن المشكلة شنو فى انهم يدو الراجل حقوا مادام هم مستفيدين منه

    ليه الظلم ياجماعة الراجل كبر فى العمر وهذا سوف يكون مصدر دخله فى ما تبقى له من عمر لاتظلموه وتقعدوا تتكلموا عنه كلام فارغ الرجل لم يطالب إلا بحقه من يريد ان يتعامل بانتاجه عليه ان يدفع لانو صراحة الزمن ده مافى حاجة بلاش والراجل (عائز ياكل مما انتج )
    احسن من ناس طلقوه شعار فقط .

  5. لديه مجموعه من الاغنيات نشرت عن طريق الاذاعه وهذه ما عنده حق يوقفها لان الاذاعه قبل نشرها دفعت له ثمن هذه الاغاني ودفعت للفنان اتعابه وبذا تكون الاغنيه ملك للاذاعه وليس للفنان حق التصرف فيها – والمال الذي دفعته الاذاعه للفنان والشاعر لقاء هذه الاغنيات هو مال الشعب السوداني والاذاعه ما قصرت فقد نشرت لهم جميع الاغاني وصارت ملكا لهم كل يرددها كما يحلوا له – واذا اراد الشاعر ايقاف هذه الاغاني فليرجع المقابل الذي اخذه لقاءها هو والفنان – ما يجوز للشاعر منعه هو فقط اغانيه التي لم يقم ببيعها بعد للاذاعه هذه ملك له ويحق له منع الناس من التغني بها…

  6. هذا من حقه ،، اذا طبقنا كلامك هذا في الحياة عامة مفروض كل شيء يكون بلاش،،،،

  7. لا يستطيع الحلنقي منع اي احد من ترديد اغنية صار عمرها 50 عاما وذلك بموجب القانون الذي يصنفها كتراث عام مملوك لجميع السودانيين … فأحسن ليهو مايتلوم ساكت ويجيب لي نفسه سمعه على آخر العمر .

  8. كل شئ فى السودان صار له ثمن المشكلة شنو فى انهم يدو الراجل حقوا مادام هم مستفيدين منه

    ليه الظلم ياجماعة الراجل كبر فى العمر وهذا سوف يكون مصدر دخله فى ما تبقى له من عمر لاتظلموه وتقعدوا تتكلموا عنه كلام فارغ الرجل لم يطالب إلا بحقه من يريد ان يتعامل بانتاجه عليه ان يدفع لانو صراحة الزمن ده مافى حاجة بلاش والراجل (عائز ياكل مما انتج )
    احسن من ناس طلقوه شعار فقط .

  9. لديه مجموعه من الاغنيات نشرت عن طريق الاذاعه وهذه ما عنده حق يوقفها لان الاذاعه قبل نشرها دفعت له ثمن هذه الاغاني ودفعت للفنان اتعابه وبذا تكون الاغنيه ملك للاذاعه وليس للفنان حق التصرف فيها – والمال الذي دفعته الاذاعه للفنان والشاعر لقاء هذه الاغنيات هو مال الشعب السوداني والاذاعه ما قصرت فقد نشرت لهم جميع الاغاني وصارت ملكا لهم كل يرددها كما يحلوا له – واذا اراد الشاعر ايقاف هذه الاغاني فليرجع المقابل الذي اخذه لقاءها هو والفنان – ما يجوز للشاعر منعه هو فقط اغانيه التي لم يقم ببيعها بعد للاذاعه هذه ملك له ويحق له منع الناس من التغني بها…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..