الدولار الامريكى المخادع .. والجنية السودانى المنتهية ولايته!

أشرت فى مقالات سابقة عن حالة الدولار حسب وجهة نظر اقتصاديين امريكيين لاشك فى ارتباطهم بالنظام لراسمالى الامريكى ، بل وبالسياسة الامريكية من أمثال جيم ريكاردز ، الذى يعتبر الخبير الاول فى امريكا فى مجال العملات والذهب ، والذى كان ولايزال مستشارا لمؤسسات امريكية من واضعى ومنفذى السياسات مثل وكالة المخابرات . يمكنكم مراجعة تفاصيل ارآئه فى المقالات السابقة ، غير ان ملخص تلك الافكار وفى اطار هذا الموضوع ، كانت كالتالى :
– عندما فك الرئيس نكسون ارتباط الدولار بغطاء الذهب ( أوقية الذهب تعادل 35 دولار) فى العام 1971، لم يعد هناك قياس غير قوة الاقتصاد الامريكى ، أو كما جاء فى مبرر بداية الخدعة الامريكية .
– كان الدولار هو العملة التى حلت محل الاسترلينى كعملة اساس فى التبادل التجارى والمالى الدولى .
– تدهورت قيمة الدولار خلال هذه الفترة .وقد برهن السيد ريكاردز وغيره حسابيا على ان قيمته الحالية ليست اكثر من بضعة سنتات ، وذلك فى التبادل داخل امريكا .
– مع ذلك ظل الدولار هو سيد الموقف خارجيا ، مسنودا بالقوة العسكرية قبل الاقتصادية .
– فى الفترة الاخيرة ومع التدهور الاقتصادى والمالى فى امريكا ، خصوصا بعد ان فاق الدين الامريكى الداخلى عشرين تريليون دولارا فى نهاية عهد أوباما وهروب كثير من الصناعات الى الخارج، لم تعد بعض القوى الدولية وعلى راسها الصين وروسيا راضية بالوضع لدرجة ان صندوق النقد الدولى وضع دراسة جادة لتغيير الامر ، بل وبدا خطوات عمليه تجاه التغيير .
مع مجئ الملياردير ترامب بدا اتخاذ خطوات بعضها ابتزازى لبعض الجهات التى تأمل فى الحماية الامريكية ، والبعض الآخر اقتصادى مثل ” الاصلاح ” الضريبى !
ذلك فى محاولات فطيرة لانقاذ مايمكن ز
وفى آخر مقال لى فى هذا المجال ،أشرت الى رأى أحدى المؤسسات المالية الكبرى فى مجال التوقعات المستقبلية ، والتى ايضا يمكن تلخيص رأيها كالتالى :
– توقع ان يمر العالم بأسوا أزمة اقتصادية خلال الخمس سنوات القادمة (2017- 2022 ).
– تبدأ الازمة من اليابان بسبب الدين الداخلى الهائل ، الذى يحتاج سداده سنوات طويلة ، حتى لو تمكنت من توفير فائض سنوى يبلغ تريلون ين سنويا . لهذا تتوقع هذه المؤسسة هروب راس المال اليابانى الى امريكا مما سيؤدى الى انهيار الاقتصاد اليابانى .
– ثم ياتى الدور على اوروبا لنفس السبب والمرض الذى بدا باليونان وينتقل تدريجيا الى بلدان جنوب القارة الاوروبية ومن ثم الى بقية اوروبا . لهذا ايضا تتوقع المؤسسة ان يهرب راس المال الاوروبى فى المرحلة الثانية للازمة الى أمريكا ايضا.
قبل الحديث عن المرحلة الاخيرة التى تصل فيها الازمة الى امريكا فى الاعوام 2020-2022 ، لابد من طرح السؤال والاجابة عليه . لماذا تنتقل رؤوس الاموال اليابانية والاوروبية الى أمريكا بالذات ؟ تجيب المؤسسة :ان ذلك يحدث لأن الشركات الامريكية المسجلة فى البورصة لازالت تبين ارتفاعا مستمرا فى قيمة اسهمها على غير الحقيقة . والسبب فى ذلك يعود لضعف الدولار بسبب تدهور قيمته نتيجة الطباعة المستمرة ? كما حدث عندنا حسب اعتراف وزارة المالية ? ولانخفاض سعر الفائدة ، الذى لا يشجع على اللجوء الى النظام المصرفى . وهو نفس السبب الذى سيجعل رؤوس الاموال اليابانية والاوروبية تظن انها تجد ملجأ آمنا فى اسهم الشركات الامريكية .
– ثم يأتى الدور أخيرا على امريكا نتيجة انكشاف اللعبة ، اذ انه سيتضح فى نهاية الامر ان نمو الشركات الامريكية ليس ولن يكون حقيقيا وانما يمثل فقاعة ستنفجر مثل فقاعات الدوت كوم والعقار .. الخ .غير انه يبدو ان امريكا لن تستكين لقدرها بدون فرفرة ، فقد تبين ان الفيدرالى الامريكى قد حسم أمره اخيرا وبعد تردد لرفع سعر الفائدة ، ونتيجة لهذا ظهرت حتى الآن النتائج المذهلة والتى شملت كل العالم الراسمالى . تقول الاخبار بأن البورصات العالمية فقدت مايزيد على اربعة ترليون دولار من قيمة اسهمها خلال الاسبوعين الماضيين، والسبب طبعا هو اتجاه رؤوس الاموال الى أمريكا ، ولكن ليس لاسهم الشركات ، وانما الى النظام المصرفى بسبب رفع سعر الفائدة . وبالطبع ايضا فان نتيجة سلبيىة لهذا القرار ستكون ارتفاع فوائد سداد الدين الداخلى وتكلفة الاستثمارات الجديدة !
هذا ماكان من أمر الخداع الدولارى الذى لايزال ، ورغم هذا التحليل الامريكى تماما ، يواصل دوره فى ارتفاع خارج الحدود الى ان يقضى الله أمرا كان مفعولا باذنه . فماذا عن فقدان الجنيه السودانى لولايته ؟!
طبعا لم تعد هناك حوجة للحديث عن فقدان القيمة ، فقد اصبح هذا أمر ملموس باليد المجردة كلما أدخل أحدهم يده فى جيبه أو جزلانه أو خزانته . بل والأنكى ان كثيرا من الناس فى السودان ،الذين لايزالون يمتلكون حسابات بنكية ، قد عز عليهم حتى لمسها ، اذ لم تعد موجودة فى ماكينات الصرف الالية ولا فى بعض خزائن البنوك نفسها ، كما أخبرتنا آخر الأخبار الخرطومية . ومع ذلك يحدثنا رؤساء تحرير بعض الصحف ،الذين جاءوا فى معية الرئيس فى رحلته الاخيرة ?ان شاء الله!- من أديس، ان الهم الاكبر الذى تناوله حديثه معهم كان عن احوال الاقتصاد ، أو بالأحرى عدمه! غير ان الانكى من هذا وذاك ،هو ان الجنيه السودانى لم يفقد قيمته فحسب بل ، ولأول مرة فى تاريخ الامم ، حسب علمى ، فقد ولايته . فلم نسمع من قبل بأن بلدا قد حدد سعر عملة بلد آخر وباعلان مباشر ، مثلما حدث من سفارة الولايات المتحدة فى الخرطوم!
فقد جاءت آخر الاخبار ، التى لم يعد احد يستغربها عندما تأتى من الخرطوم ، بأن سفارة الولايات المتحدة حددت سعرا للدولار الامريكى فى السودان بمبلغ اربعين جنيها ، وهو ما يزيد على ما يسمى بالسعر التاشيرى بتسعة جنيهات ، ولا أدرى الى أى شئ يؤشر ! قبل سقوط موغابى بايام قليلة أحل الدولار الامريكى محل العملة المحلية بشكل مباشر، وهو أمر غريب لكنه يظل فى اطار الولاية اذ ان من قام به هو رئيس الدولة وليس الرئيس الامريكى !!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. يا عبد المنعم عثمان
    أنا سوداني أعيش في السودان و لا أكترث كثيراً لسعر أبو صلعة ولا يهمني قول ظعيط و معيط
    لو الدولار أصله ضعيف كده ليه حكومة السودان قامت تجقلب و رفعت قيمته أو دقت الدلجة بقيمة جنيهنا ؟؟؟
    قول لينا بالدارجي إن الحكومة ما عندها دولارت عشان تستورد القمح و كمان نشفت الأراضي الزراعية و باعتها و رفعت قيمة تكلفة الإنتاج عشان يرفعوا الأسعار
    باعوا السودان و قاعدين يبيعوا في الإنسان السوداني دحين المخادع منو الدولار و الا الكيزان ؟
    من حقي أن أتعلم مجاناَ و أتعالج مجاناً و أن أجد وظيفة أعمل بها و أتقاضي مرتب يكفيني و يكفي أسرتي و أن أعيش بحرية و لا يتسلط علي أمنجي لا يعرف شيئاً أو رجل بوليس جاهل بالقانون و لا أنام و أصحو لأجد ان عسكري مريض قد إستولي علي الحكم
    إذا توفر كل ما سبق فسنبي السودان الحديث و حينها لن يهتم أحد إذا إرتفع الدولار أم هبط
    إزالة الإحتلال الكيزاني هي أولوياتنا و ليس إثبات خداع الدولار و حتي إن أثبت ذلك فلن تنخفض قيمته
    عليك الله في طول حياتك شفت حاجه ثمنها إرتفع في السودان ثم عاد و إنخفض ؟؟؟؟
    معاً لكنس الكيزان .

  2. يا عبد المنعم عثمان
    أنا سوداني أعيش في السودان و لا أكترث كثيراً لسعر أبو صلعة ولا يهمني قول ظعيط و معيط
    لو الدولار أصله ضعيف كده ليه حكومة السودان قامت تجقلب و رفعت قيمته أو دقت الدلجة بقيمة جنيهنا ؟؟؟
    قول لينا بالدارجي إن الحكومة ما عندها دولارت عشان تستورد القمح و كمان نشفت الأراضي الزراعية و باعتها و رفعت قيمة تكلفة الإنتاج عشان يرفعوا الأسعار
    باعوا السودان و قاعدين يبيعوا في الإنسان السوداني دحين المخادع منو الدولار و الا الكيزان ؟
    من حقي أن أتعلم مجاناَ و أتعالج مجاناً و أن أجد وظيفة أعمل بها و أتقاضي مرتب يكفيني و يكفي أسرتي و أن أعيش بحرية و لا يتسلط علي أمنجي لا يعرف شيئاً أو رجل بوليس جاهل بالقانون و لا أنام و أصحو لأجد ان عسكري مريض قد إستولي علي الحكم
    إذا توفر كل ما سبق فسنبي السودان الحديث و حينها لن يهتم أحد إذا إرتفع الدولار أم هبط
    إزالة الإحتلال الكيزاني هي أولوياتنا و ليس إثبات خداع الدولار و حتي إن أثبت ذلك فلن تنخفض قيمته
    عليك الله في طول حياتك شفت حاجه ثمنها إرتفع في السودان ثم عاد و إنخفض ؟؟؟؟
    معاً لكنس الكيزان .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..