حكومة الجنرال أو.. البكْرِزم! ?2?

(كانت المعلومات شحيحة جدا.. عن التشكيل الحكومي.. ماذا يعني هذا..؟ يعني أن السيد النائب الأول رئيس مجلس الوزراء.. الذي اعتاد على قضاء حوائجه بالكتمان.. والذي يزهد في الظهور في وسائل الإعلام.. والذي اعتاد على النأي عنها.. لم يكتف بممارسة فضيلة الصمت هذه على نفسه فحسب.. بل فرضها.. لا أدري كيف.. على كل من كانت له صلة بهذا الملف.. هذا يقودنا لسؤال كبير.. وخطير) .. هنا توقفنا بالأمس مع وعد بطرح السؤال اليوم.. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن.. كيف ستكون علاقة حكومة الجنرال بالصحافة..؟ وإن قلنا إن النائب الأول قد فرض طريقته في السرية على أحزاب لم يكن له من سلطان عليها.. كانت مفاجأة ضخمة ورئيس الوزراء يعلن في مؤتمره الصحفي عشية الخميس أن أكثر من الف وخمسمائة مرشح للحكومة طرحت أسماؤهم.. أو حملتها كشوفات.. ورغم ذلك كان سيادته قادرا على فرض نهجه في السرية..! وقلنا.. لا ندري كيف.. ولكن الأمر اليوم مختلف..!
ونحن هنا بالطبع لا نتحدث عن حرية التعبير.. فهذا شعار أجوف تجاوزه العالم المتقدم.. أو لنقل إن ممارسة فضيلة حرية التعبير.. لن تقوم إلا على شعيرة.. تبدو مقدسة في عالم اليوم.. ألا وهي مبدأ حرية تدفق المعلومات.. السؤال: لأي مدى ستفتح حكومة الجنرال أبوابها لخروج المعلومات للصحافة..؟ ولأي مدى ستفتح حكومة الجنرال نوافذها لتدخل منها أضواء الإعلام.. لتمارس دورها الرقابي على أداء الجهاز التنفيذي..؟ بل.. لأي مدى يؤمن فخامة الجنرال بأن للإعلام عموما.. وللصحافة على وجه الخصوص.. دورا في تنفيذ برنامج إصلاح الدولة.. الذي يشرف عليه هو شخصيا..؟ لن أنسى بالطبع أنني كتبت هنا قبل أقل من أسبوعين أننا نظلم العسكريين إذا قلنا إن العسكرية والدكتاتورية وجهان لعملة واحدة.. وألتزم بهذه العبارة وأنا أخوض اليوم في هذا الدرب الوعر..!
وبرنامج إصلاح الدولة هذا.. تحديدا.. هو الذي نراهن عليه.. بناء على حديث منسوب للسيد النائب الأول رئيس مجلس الوزراء القومي.. ويومها لم يكن قد تقلد منصبه التنفيذي وإن كان عمليا يقود سيادته الجهاز التنفيذي.. كان الحديث عن برنامج إصلاح الدولة.. الذي أطلق بالتزامن مع برنامج الإصلاح السياسي.. فكان أن خطف الأخير الأضواء من الأول.. كانت قناعة الكثيرين ولا تزال.. أن برنامج إصلاح الدولة هو الأهم.. الشاهد أن السيد النائب الأول يومها قال بوضوح شديد.. إن على الإعلام دورا يجب أن يلعبه في برنامج إصلاح الدولة.. وإننا نعول عليه أن يلعب هذا الدور بمسؤولية.. تراعي الله وتراعي الوطن وتراعي المصلحة العامة.. ولا نحسب أن السيد النائب الأول رئيس مجلس الوزراء يريد إعلاما تابعا يصفق للمسؤولين أينما حلوا وكيف ما قالوا.. بل نحسب.. مقروءا ذلك مع مخرجات الحوار الوطني.. والتي أعلن بوضوح أن حكومته ستتولى تنفيذها.. أنه ينتظر من الإعلام دورا اكثر إيجابية وأكثر جدية وأكثر مسؤولية.. يسلط الأجواء الكاشفة على مواطن الخلل والتجاوزات.. وينقل بصدق.. أي جهد حقيقي يصب في صالح المواطن.. فلئن كان السيد رئيس مجلس الوزراء وحكومته معنيين بمصلحة المواطن والتواصل معه.. فالإعلام هو الجسر الذي يلعب هذا الدور.. ولكن بعد تنظيف قنوات التواصل هذه من حراس بوابات تدفق المعلومات.. فابدأ بها معالي السيد رئيس الوزراء.
اليوم التالي
تانى ما فى شمارات ………Parasite