أمي : لك الرحمة وانت فينا !!

*اليوم هو عيد الأم .. تتعانق أصول التكوين ، وتتجلى القيم السامقات ، حساَ ومعنى ، فتمضي المسيرة المترعة بالمحبة والمشرئبة نحو صناعة الحياة الحية ، فكل أم تعطي منها لابنائها عطاء بلاحدود دون ان تنتظر المقابل ، تنتشي وهى ترى ثمرتها قد اينعت على يديها وهى تتعهدها بالرعاية والسقاية والعناية ..فالام دوما تمثل الاحساس المتفجر ولايعرف التحجر اليها سبيلا ..
* وفى خصوص الحالة : قد افتقدنا فى العام الماضي الام حسا وللمرة الاولى تمضي دون ان تقول ، فى صمت مهيب ، كانت تستفيق وترسم على محياها شبح ابتسامة الفناها كل عمرنا ، تتأوه بعد ان يتجاوز الالم عندها حدود الصبر ، وتحاول جهد طاقة الجسد المتخاذل ان تكتم تلك الالام ، لانملك مانقدمه لها فى حالتها تلك سوى الدعاء بان يفرج الله كربتها ، فموقفها أعجز الطبيب وانه لم يعد لديه مايقدمه جعل امامنا باطن الارض خير من ظاهرها ..
*فى تلكم الايام الاربعين التى قضتها قبل الرحيل ، أكرمتنا بالانشغال بها ، فلم نسمع عن اهانات الحزب الحاكم ، ولم ننشغل بارتفاع معدلات التضخم ، ولاسمعنا بالحاويات المقبوضة وهى ملأى بالسموم ، ولم ندرك فيم اختلف المفاوضون ولا مااتفقوا عليه .. ذلك لأنها كانت تمثل فى دواخلنا وطنا متكاملا وعالما من المحبة والجمال يتفتح عن مزيد من الزهر والثمر ..
*ولما رحلت للعالم الرحيب والرحيم ، كنا على يقين ان بصرها قد صار حديد ، فارتاحت فى برذخها ، فلم تفجع مثلنا بالتعديلات الدستورية ، واكرمها الكريم وهى تنأى بجسدها وروحها عن الانتخابات الاحادية فمضت سليمة من تسلم امانة صوتها او ان تعطي شرعية لمن لاشرعية له ، وتركت دنيانا الجيفة من ان تشهد اعلان برلين بانكساره وانحساره في تفويض من لايملك لمن لايستحق ، وارتاحت فى مضجعها من عنتريات مصطفى عثمان وتحذيرات غندور واطباء الاسنان الذين يعملون جاهدين على خلع كل الاضراس السياسية التى تستعصي عليهم ..
*امي المرحومة الحاجة / فاطمة ادريس مسند سلام عليك فى عليائك ، وانت تتابعين من هناك عبثياتنا هنا ، وصمتنا الغريب على وطن يتفلت من ايدينا شبرا شبرا وذراعا ذراع ويوشك ان تداعى علينا الامم ، والغثاء السياسي على كثرته لايجتمع على مقاومة القهر والاستبداد ..ومطامع الدول الكبرى والاخرى ..والى كل الامهات كل سنة وانتم طيبين ، فقط يجب علينا ان لاننسى ونحن نحتفل بهذا اليوم ان هنالك اطفال تركتهم حروبنا بلا امهات ولا اباء ولاحياة ولاحيوية .. فماذا سنقول لهم الان كل سنة وانتم فى انتظار الوطن الام وطن السلام .. وسلام ياااااااوطن..
سلام يا
الجامعة العربية : المناخ السياسي بعد الانتخابات سيكون ملائما للحوار الوطنى ..ياجماعة الخير الجامعة العربية دي بقت مؤتمر وطنى ؟! وسلام يا..
الجريدة الاحد 22/3/2015
الله نساله الرحمة لكل الامهات وهذا يوم تخشع فيه الاصوات وتكون همسا وتصير الارواح شفقا حبا واحتراما لهن ونرجوا الا تلوثه غياهب السياسة