كتمة الملح

الانتخابات هي الطريق الأمثل للتداول السلمي للسلطة، وهي الوسيلة الأنجع لغاية أنبل إذا تكافأت الفرص بعدالة للمتنافسين وخلت من التزوير والتلاعب وما إلى ذلك من الأساليب الفاسدة … الانتخابات بهذه الطريقة أمر مطلوب بشدة للانتقال السلس للحكم…لكن قبل ذلك لابد من القول إن إجراء الانتخابات يحتاج إلى بيئة مستقرة سياسيًا، واقتصاديًا، وأمنيًا لأن ذلك يخلق مناخًا يساعد على نزاهتها ونتائجها و بالتالي تحقيق أهدافها …
إجراء الانتخابات في بيئة مضطربة سياسياً يعني “الدغمسة”، وكل الأساليب الملتوية لما يوفره هذا المناخ الغائم من أجواء مشجعه للتزوير والفساد وشراء الذمم في ظل الغلاء الطاحن وإفرازات الضائقة المعيشية .
وإجراء الانتخابات في بيئة تئن بأثقال الأزمات الاقتصادية،والضائقات المعيشية، وغلاء الأسعار وانفلات السوق، وجموح الدولار تبدو أشبه بعملية “الترف السياسي”، وسباق الحمير في يوم كريهة ،لأن أولوية المواطن وشواغله في هذه الحالة لن تكون الانتخابات بل رغيف الخبز وقفة الملاح،وحليب الأطفال،ودواء المرضى، وتوفير الضروريات التي تشكل شريان الحياة.. في مثل هذه الأوضاع المعيشية التي تأخذ بتلابيب الشعب لن يشغل المواطن تفكيره بانتخابات ، ولعل هذا ما يعكس البون الشاسع بين الحماس الشعبي الطاغي لإجراء الانتخابات في الستينات والثمانينات وبين “الموات” الذي عايشناه في فترة التسعينات، وسنعايشه ـ لو مدّ الله في أيامنا ـ في الانتخابات التي يبشرنا بها الآن نائب رئيس المؤتمر الوطني د. فيصل إبراهيم ،وكأن الشعب السوداني اليوم لا يشغله شاغل غيرالانتخابات..!!.
وما ينسحب على إجراء الانتخابات في ظل ظروف مضطربة سياسيًا واقتصاديًا ينسحب أيضاً على إجراء أي انتخابات في ظل الاضطرابات الأمنية.
العنوان الذي طالعناه اليوم في بعض الصحف ” المؤتمر الوطني يؤكد قيام الانتخابات في موعدها”… هذا العنوان سيكون طبيعيًا إذا كانت الأمور في بلادنا طبيعية ، لكن في ظل الظروف الحالية التي تلاحقنا فيها الأزمات ، وما نكاد نلتقط أنفاسنا بعد الخروج من أزمة إلا ونلج مرغمين في لُجة أخرى، في ظل هذه الظروف القاهرة يصبح الحديث عن الانتخابات أشبه بتنظيم مهرجانات سباق الأرانب في أوقات “الكتمة”….كتمة في البنزين، وكتمة في الجازولين،وكتمة في الغاز، والأسعار والدولار وكل شيء، حتى الملح نتوقع منه “كتمة”..ليه لا مُش أسعار كل شيء “طارت”…لو استفتينا أي مواطن اليوم وقلنا له أيهما أفضل: إعلان فوزكل مرشحي المؤتمر الوطني والموالين والتابعين له بدون انتخابات،أم إجراء إنتخابات محسومة ومعروفة النتائج؟..أنا على يقين بأن الإجابة الغالبة ستكون الخيار الأول…على الأقل نوفر مليارات الجنيهات نحتاجها لتوفير الدواء لأطفالنا ، وتاني كل شيء يهون…اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائمًا في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله،وثق أنه يراك في كل حين.
الصيحة
تعليقا” على ما ذكر ماتب المقال المحترم، أقول انه لو طرح أحدهم علي ذلك السؤال فان ردي سيكون موافقا” لرد الغالبية: أوافق على أن يفعل المؤتمر الوطني ما يريد دون قيام اتخابات وصرف المليارات دون قائدة.
ولي ملاحظة على ما يختم به مقاله تحت مسمى نبضة أخيرة:
هل أنت تفعل سيدي ما تطلب فعله من القراء؟، وهل القراء بحاجة الى أن تكرر عليهم كل يوم هذه النصيحة؟ وهل تعتقد أنهم سيفعلون ما توصيهم به بمجرد تكراره يوميا”؟ ثم وهو الأخطر هل تظن أن القراء يشكون في أن الله يراهم في كل حين ، حتى تطلب منهم أن (يثقوا في أن الله يراهم)، هل عبر لك أحدهم عن عدم قناعته بأن الله يراه.
وأخيرا” وهو الأكثر خطورة: ألا يبدو من تلك النبضة أنك تضع نفسك خارج دائرة القراءالذين توصيهم بتلك النصيحة؟؟
نبصة أخيرة:
يفقد الكلام معناه والتوجيه روحه، ومن ثم تأثيره اذا ظل الناصح يسجعه بتكرار ممل.
تعليقا” على ما ذكر ماتب المقال المحترم، أقول انه لو طرح أحدهم علي ذلك السؤال فان ردي سيكون موافقا” لرد الغالبية: أوافق على أن يفعل المؤتمر الوطني ما يريد دون قيام اتخابات وصرف المليارات دون قائدة.
ولي ملاحظة على ما يختم به مقاله تحت مسمى نبضة أخيرة:
هل أنت تفعل سيدي ما تطلب فعله من القراء؟، وهل القراء بحاجة الى أن تكرر عليهم كل يوم هذه النصيحة؟ وهل تعتقد أنهم سيفعلون ما توصيهم به بمجرد تكراره يوميا”؟ ثم وهو الأخطر هل تظن أن القراء يشكون في أن الله يراهم في كل حين ، حتى تطلب منهم أن (يثقوا في أن الله يراهم)، هل عبر لك أحدهم عن عدم قناعته بأن الله يراه.
وأخيرا” وهو الأكثر خطورة: ألا يبدو من تلك النبضة أنك تضع نفسك خارج دائرة القراءالذين توصيهم بتلك النصيحة؟؟
نبصة أخيرة:
يفقد الكلام معناه والتوجيه روحه، ومن ثم تأثيره اذا ظل الناصح يسجعه بتكرار ممل.