اشتات أشياء

الاسبوع المنصرم حفل بالعديد من الموضوعات التي تستحق التعليق والمتابعة ولعل ابرزها ما أثير حول استعداد الجهاز التنفيذي للحكومة الحالية رفع الدعم عن المحروقات وتحرير أسعار الدواء وما تحدثه مثل هذه الخطوة من تأثيرات كبرى على أمن واستقرار المواطن باعتبار ان مردود ذلك الفعل محمود عند الحكومة فهي تبحث عن مخرج من الورطة المالية التي ادخلتها فيها وزارة المالية ووزيرها الحالي منذ ان افترع عمليات تجهيز الميزانيات المضروبة وغير جيدة التصميم ثم الدفع بها الى البرلمان ثم اجازتها ثم اكتشاف عطبها وخطل مهندسيها وإضطرار الحكومة الى اجراء عمليات ترقيع ورتق لعيوبها وعيوب مهندسيها وإضطرار المواطن السوداني المسكين الى تجرع نتائج ذلك.
ان الاقتصاد السوداني لن يتعافى في ظل وجود البؤس في الخبرات وجنوح الحزب الحاكم الى وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وادارة عمليات مكايدات ضد العديد من مؤسسات الدولة السودانية الامر الذي افرز اكواما من الشكاوي والازمات كلها تشير الى وزارة المالية باصابع الاتهام واصبحت هذه الوزارة مصدر ازعاج كبير للحكومة وللمواطن ولعل الخبر الصغير المنشور في صحف الخرطوم اخيرا عن تهديد وزير المالية لعدد من الوزراء بتحرير شكوى ضدهم للسيد النائب الاول لرئيس الجمهورية يكشف عمق الازمة داخل الجهاز التنفيذي نفسه تجاه سياسات وزارة المالية ومن ورائها القطاع الاقتصادي وما تشكله من تهديد مباشر لامن المواطن و النظام واجهزته ومؤسساته الحزبية وبرأيي وتعليقاً على ما يجري اقول انه رب ضارة نافعة فما يجري يسرع خطوات المواجهة الشاملة على الاصعدة كافة ويعزز مسيرة طلاب الاصلاح من جميع المشارب وربما يكون القشة التي تقصم ظهر البعير الذي ظل الخيار الوحيد الذي يفرض نفسه أمام طموحات وآمال الشعب السوداني بالرفاه والاستقرار.
ومن الاخبار التي تستحق التعليق ما نشرته بعض الصحف على هيئة تنويه من مكتب والي الخرطوم الاعلامي فقد نشر المكتب نافياً ما تردد عن رفض والي ولاية الخرطوم مقابلة لجنة سكان توتي أو امتناعه عن مقابلة اي لجنة من توتي، وبرأيي وبصفتي احد المتابعين عن كثب لقضايا توتي ولمعرفتي بخلفية المسألة وكتابتي عن هذه الحيثية بالضبط قبل اسابيع مضت فقد فهمت من تعميم المكتب الاعلامي لوالي الخرطوم انه مبادرة جديدة من الوالي لفتح صفحة جديدة مع سكان توتي تفضي لمعالجة قضايا توتي وتحقيق تطلعات مواطنيها التي اجملوها في ستة مطالب محددة ظلوا يطالبون بها مراراً وتكراراً دون ان يجدوا آذانا تصغي، ان تعميم المكتب الاعلامي للوالي مبادرة جيدة وقد رحب أعيان وسكان توتي بهذا التحول الايجابي الكبير ودبت في احياء توتي حركة نشطة تبلورت عن اجتماع الشيوخ والشباب ثم الاتفاق وتكوين لجنة موحدة تمت تسميتها ب«لجنة تطوير توتي» تضم ممثلين من اللجان الشعبية وتستعين بابناء توتي من الخبراء والمختصين والمهندسين وقيادات المجتمع بمن فيهم أئمة المساجد التسعة وقد اوكل اليها مهمة مباشرة المهام كافة بما فيها مقابلة الوالي والتشاور معه بما يخدم قضايا توتي ولعل اهالي توتي في خطوتهم تلك اقتدوا بسابقة سكان البراري حينما كونوا لجنة تطوير البراري وهي ما جلبت لمنطقة بري الكبرى كل هذا العمران والجمال والخدمات وسكان توتي يريدون تحقيق مطالبهم الستة التي من بينها بل اهمها اعادة التخطيط وفق رؤية سكان توتي لما يستحقونه من عناية تليق بأصالة مدينتهم ومكانتها السياحية القيمة واعمال سياسة التعويض بالمثل في المناطق المماثلة والمجاورة وغير ذلك من المطالب العادلة المعروفة عند والي الخرطوم وحكومته.
اما بقية التعليقات على الموضوعات فنمسك عن ذكرها حتى مطلع الاسبوع لانها تحتاج الى تفصيل محكم ومن تلك الموضوعات الندوة القيمة التي نفذتها صحيفة «التغيير» المرتقبة وأمها العديد من اساتذة الاعلام والصحفيين شرحوا فيها الوضع الصحفي الراهن تشريحاً كاملاً، ومنها ايضاً الندوة التي عقدت بقاعة الشهيد الزبير وتحدث فيها الصادق المهدي امام الأنصار ورئيس حزب الامة القومي عن «المستقبل السياسي للحركات الموقعة على اتفاقات سلام مع الحكومة».

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..