جريمة وأحداث

إصلاح إيه يا أبو إصلاح إنت؟

في فبراير من العام 2015 قبيل الانتخابات الرئاسية السابقة تحدث جهابذة الحكومة وأذكر من بينهم الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في مؤتمر صحافي عن أهم ملامح البرنامج الانتخابي للمؤتمر الوطني للعام 2015 وهو (الاستمرار في الإصلاح الشامل)، وكأن هناك إصلاح أصلاً… المهم قال إسماعيل أيضاً إن حزبه يؤمِّن (الحرية للجميع).. في ذلك الوقت كتبت معقباً على ذلك المؤتمر الصحافي، وقلت: للحزب الحاكم الحق في أن يقول ما يريده طالما أن الأمر مجرد كلام والسلام، ولا أحد يحاسب أحداً على (قول) أو (فعل) أو أي ممارسة سياسية، وطالما أنه متيقن من أن الناس يعيشون بلا ذاكرة أو هكذا يظن حزب الحكومة صاحب شعارات الإصلاح الشامل فيقل ما يشاء.. المؤتمر الوطني لا يزال حتى يوم أمس يتوهم أن هناك إصلاحاً شاملاً قد حدث وقد بشَّر به الناس في برنامجه الانتخابي.. أريد والله فقط أن أعرف ولو جزءاً يسيراً من نتائج الإصلاح الشامل الذي رفع المؤتمر الوطني شعاره منذ أن بشرنا بالجمهورية الثانية، ثم ببرنامج الإصلاح الشامل والذي انتهى بتغيير بعض الأشخاص فيما تبقت السياسات “المتكلسة” كما هي بل أسوأ مما كان عليه الحال قبل وثيقة الإصلاح الشامل الذي أعلنها قبل سنوات..
الإصلاح الشامل ليس هو مجرد شعارات هتافية، وكلمات تُقال ليُزين بها الباطل كي يراه الناس حسناً.. لن يصدق أحد أن هناك إصلاح شامل، والبؤس يضرب كل شيء في مجال التعليم والصحة، والسياسة والاقتصاد، ونرى التهريب وضرب المنتج المحلي والمضاربات، فأين هو الإصلاح الشامل الذي حدثنا عنه وبشر به في برنامجه الانتخابي في العام 2015م ولايزال يتحدث عنه الآن وهو يستعد لانتخابات العام 2020م.. لن نُصدق أن هناك إصلاح إلا إذا رأينا الخدمة المدنية تحررت من أغلال المحسوبية، وقيود المحاباة وأصبح فيها (أولاد المصارين البيض) مثلهم والآخرين لا تُفرق بينهم إلا معايير الكفاءة، وتحررت من احتلال وسطوة بعض الأسر والعائلات، فهل انتهت قصة الـ(60) شقيقاً بإحدى الجامعات والذين تقاسموا الوظائف ومعهم (6) زوجات وزوجين، وهل برنامج الإصلاح الشامل أنهى تكرار سيناريوهات حكاية المسؤول الذي وصل عدد تعيين ذويه إلى 112 شخص، بجميع أفرع المرفق الحكومي في العاصمة والولايات.. عفواً هذا فقط على سبيل المثال.. أما أن المؤتمر الوطني (يُومّن) الحريات للجميع فهذه، والله لا تحتاج لأي تعليق لأنها تُعلق عن نفسها.. اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة اخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين..

الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..