( وأين صاحبي الإمام؟)

الطاهر ساتي
:: ومن أروع القصص الشعرية، ما جاد بها خيال أحمد مطر..زار الزعيم المؤتمن بعض ولايات الوطن، وحين زار حيّنا قال لنا : ( هاتوا شكاواكم بصدق في العلن، ولاتخافوا أحداً، فقد مضى ذاك الزمن).. فقال صاحبي حسن : ( يا سيّدي،أين الرغيف واللبن؟، وأين تأمين السكن؟، وأين توفير المهن ؟، وأين من يوفّر الدواء للفقير دونما ثمن؟، يا سيّدي، لم نر من ذلك شيئا أبداً).. قال الزعيم في حزن : ( أحرق ربي جسدي، أكلّ هذا حاصل في بلدي؟، شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي، سوف ترى الخير غداً)..وبعدعام زارنا، ومرة ثانية قال لنا : ( هاتوا شكاواكم بصدق في العلن، ولا تخافوا أحداً، فقد مضى ذاك الزمن).. لم يشتك الناس، فقمت معلناً : أين الرغيف واللبن؟، وأين تأمين السكن؟، وأين توفير المهن؟، وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟، و معذرة يا سيدي.. ( وأين صاحبي حسن ؟).
:: وهكذا تقريباً لسان حال قوى المعارضة التي تواثقت على ( الحوار الوطني).. أي بعد إعلان الحكومة عن حوارها، وافقت قوى المعارضة وطالبت الحكومة بالجدية وإبداء حسن النية بتنفيذ (مطالب البسيطة)، ومنها : إطلاق سراح المعتقلين وإطلاق سراح الأحزاب و إطلاق سراح الصحافة.. وافقت الحكومة على تنفيذ هذه المطالب المسماة شعبياً ب (قولة خير) أو (عربون صداقة)، وأطلقت سراح المعتقلين و الأحزاب والصحافة.. و فرح الرأي العام بهذه البشريات و فرهدت صفحات الصحف بملفات الفساد وتنفست الأحزاب الصعداء و نظمت ندواتها في الميادن العامة.. ثم تم تشكيل آلية الحوار الوطني، وهي اللجنة المسماة ( 7+7)..!!
:: وبالمناسبة، كان يمكن إختصار اسم تلك اللجنة بحيث تسمى ( لجنة أربعتاشر)، ولكن ربما لزوم الموسيقى – أو عشق اللفة الطويلة – إقتضي تسميتها بلجنة ( 7+ 7)..المهم، في خضم الإنتشاء بمناخ الحريات والحوار، تحدث الإمام الصادق المهدي عن قوات الدعم السريع، ثم أخرجت الصحف بعض وثائق فساد مكتب الوالي و آخرين، فغضبت الحكومة و أعادت الحال العام – بدون مقدمات – إلى ( المربع الأول)..ومن آثار هذه العودة، ذهاب الإمام الصادق إلى ( كوبر) و تحليق صحيفة الصيحة في فضاءات ( خبر كان)..وهكذا عاد إلى دنيا الأحزاب وعالم الصحافة مناخ ما قبل الوثبة، أي أتربة الغضب و غبار التوجس والإستياء..!!
:: ويوم الأحد الفائت، كان يوماً طريفاً.. في محاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه بحيث يعود مناخ الحريات، قصدت قوى المعارضة التي وافقت على الحوار الوطني عبر آلية تلك اللجنة ? 7+7- رئاسة الجمهورية، وقدمت للنائب الأول لرئيس الجمهورية قائمة المطالب التي تمهد الطريق للحوار الوطني، وهي ذات المطالب القديمة، أي إطلاق سراح الحريات العامة وحرية الصحافة.. ولكن من غرائب الوضع السياسي الراهن، بعد تقديم قائمة المطالب القديمة، سأل زعماء قوى المعارضة رئاسة الجمهورية: ( وأين صاحبي الإمام؟).. وهذا يعني للأحزاب والصحف والرأي العام أن تلك الوثبة كانت إلى ( الوراء)..!!
[email][email protected][/email]
الاستاذ ساتي لك التحيات ، ما نأمله أن يبدىء ابناء قبيلتكم الصحافة في لعب دور ماسحي الاحذية في الترويج لنتانة الجنجويد و تحت اي إسم إذ لا يستقيم أن تذهب اميرة الجعلي لتتغزل في حميدتي بكامل الاوصاف (غزير الشارب ) إلخ ، و إلا سنسأل أي اصحابنا أمثالكم قبل ان يجف حبر الكلمات
انت متأكد انو العلامة بين السبعتين دى علامة زايد؟؟
عشان ما تفهموا الحكومة غلط
( هاتوا شكاواكم بصدق في العلن، ولاتخافوا أحداً، فقد مضى ذاك الزمن).. فقال صاحبي حسن : ( يا سيّدي،أين الرغيف واللبن؟، وأين تأمين السكن؟، وأين توفير المهن ؟، وأين من يوفّر الدواء للفقير دونما ثمن؟، يا سيّدي، لم نر من ذلك شيئا أبداً).. قال الزعيم في حزن : ( أحرق ربي جسدي، أكلّ هذا حاصل في بلدي؟، شكرا على صدقك في تنبيهنا يا ولدي، سوف ترى الخير غداً)..وبعدعام زارنا، ومرة ثانية قال لنا : ( هاتوا شكاواكم بصدق في العلن، ولا تخافوا أحداً، فقد مضى ذاك الزمن).. لم يشتك الناس، فقمت معلناً : أين الرغيف واللبن؟، وأين تأمين السكن؟، وأين توفير المهن؟، وأين من يوفر الدواء للفقير دونما ثمن؟، و معذرة يا سيدي.. ( وأين صاحبي حسن ؟).
حسن ذهب الى السجن حبيسا
والرئيس للقصر رئيسا
ولم يترك هو واخوته لنا رغيفا
اللبن احتكرناهو في مزارع المسئولين بالتبن ***
السكن فهاجروا ففي الاسفار اربعة فوائد تمنع العفن
المهن فهي لكل مؤتمرجي او ذليل يقبض الثمن
الدواء ما يفيد في حكم القدر فالمسلم ممتحن
أما صاحبي حسن فيجري حوار متين يلازمك مر الشجن
*** التبن : جمع تبنة تحمل على خرجي حمار أو توضع في الكارو أو على رقشة في أحدث الاحوال،،
إقتباس: في خضم الإنتشاء بمناخ الحريات والحوار، تحدث الإمام الصادق المهدي عن قوات الدعم السريع، ثم أخرجت الصحف بعض وثائق فساد مكتب الوالي و آخرين، فغضبت الحكومة و أعادت الحال العام – بدون مقدمات – إلى ( المربع الأول).
——
لا يا أستاذ ساتي.. الحكومة لم تعد الحال للمربع الاول فمازالت الصحافة حرة وخرج الرقيب الصحفي من المطابع ومازالت الاحزاب تقيم ندواتها في الميادين العامة وقبل يومين أقام الشيوعي ندوة عامة حرة في ميدان الرابطة إستمرت حتي 12 مساء ثم تفرقوا إلي ديارهم آمنين.. كل ما حدث هو أن (البعض) كما قلت أنت (إنتشي) بمناخ الحريات وظن أن الحكاية (بقت فاكة) وكل زول يشتم كما يحلو له، مثل قضيتي الأمام المهدي (الذي شتم قوات الدعم السريع) وصحيفة الصيحة (التي شتمت وكيل العدل)، وده غلط وغير مقبول ولن تسمح به الحكومة.
الإمام المهدي كان من الممكن أن يقول (القوات دي غير دستورية ولازم الحكومة تفككها، ومن حقو يقول كده، ولكنه (تجاوز الخط الأحمر) وقال: القوات دي إغتصبت وقتلت ودمرت!!
وصحيفة الصيحة كان من الممكن أن تقول (وكيل وزارة العدل يمتلك 6 قطع أراضي ونطالبه بأن يثبت من أين له هذا)، ولكنها (تجاوزت الخط الأحمر) وقالت: وكيل وزارة العدل “يستولي” علي الأراضي – أي حكمت علي الرجل أنه تهبها بطريقة غير شرعية حتي دون الإستماع لمرافعته ودفاعه ورده.
كل حاجة في الدنيا عندها حدود ولازم الناس تعرف حدود حقوقها وواجباتها كويس.