كما يفكر الامريكان …

ورفع الحظر الاقتصادى الجزئى من قبل امريكا لم يكن عبطا او عاطفة جياشة تجاه شعب ظل صابرا عشرين عاما هى عمر بداية هذا الحظر ، وليس مرتبط بموقف الحكومة او تنازلاتها الكبيرة والكثيرة للسيدة امريكا بل نتاج دراسة جدوى اقتصادية وامنية فى المقام الاول ، وحسابات ربح وخسارة القاسم المشترك فيها ليس النظام الحاكم بأى حال من الاحوال وبمثلما فرض الحظر سابقا بأسباب كانت كفيلة بزعزعة المنطقة من وجود بن لادن وغيره من المطاردين امنيا بدرجة ( خطر على الامن القومى الامريكى ) على الاراضى السودانية ، فان رفع الحظر لم يخرج من هذا الاتجاه ذو الشقين الامنى والاقتصادى ، بعد البحث عن بدائل للنفط وانشغال منطقة الخليج بحروب ستستمر طويلا.
فإن التفكير الامريكى كما اسلفت لاعلاقة له يتنازل او تنازلات او تعاطف مع شعب كبلته امريكا بالقيود لنحو عقدين من الزمان ، بحظر التعاون الاقتصادى منه ، فتوقفت الحياة الزراعية ، والعلمية والصناعية وكذلك الصحية ولو كانت المشكلة فى الحكومة ويهم الامريكان امر الشعب طيلة هذه المدة لتدخلت لايصال دعمها للشعب ولو من باب الفصل السابع ولكن ، بحسابات دقيقة محورها ( الارض) وتوفير( الحماية اللازمة لظهر حلفاؤها فى المنطقة بالاطمئنان بعدم دعم الحكومة لاى طرف يمكن ان يؤثر دخوله فى المنطقة خطرا على الامن القومى الامريكى هناك ، والمارينز مشتتون فى بقاع الارض حروبا بتكلفة عالية وصرف ارهق الخزينة الامريكية.
فموقع السودان يختصر الكثير من المسافات فى العبور ذهابا وايابا الى اى منطقة تستهدفها امريكا وتمر عبرها تجارتها سواء فى قلب افريقيا او منطقة الشرق الاوسط.
فرفع الحظر جاء نتيجة لدراسة ان النظام لم يعد بإمكانه ان يتخذ موقفا معاديا يؤثر فى الاقليم ، ووصوله مرحلة من التفكك يستحيل معها عودته لرفع تلك الشعارات المعادية للغرب ذات الطابع الجهادى،.
فحاجة امريكا للارض السودانية اليوم باتت اكبر من حاجة السودان لمد جسور الثقة معها ، بعد ان توغل شرقا وأغرقت اسواقه بالمنتجات التى يمكن ان توفره له امريكا ، سواء كانت صناعية او زراعية او طبية او وسائل نقل حيث تغيرت البنية التحتية السودانية من حيث المنشأ ، بصورة يصعب النكوص عنها على الاقل فى العقد القادم ، مع عدم الاستعداد للبحث عن بدائل فى ظل الديون التى طوقت عنق السودان من قبل الصين وغيرها.
فالدخول الامريكى بهذه الصورة المرنة ، هو نتاج دراسة باهمية السودان فى المنطقة و لا اعنى النظام بل الجغرافيا والثروة ، التى خسرت امريكا الكثير منها طوال عقدين كما كلفتها صعوبة التحرك فى المنطقة بحرية للموقع المميز الذي يتميز به السودان فقد خسرت امريكا طوال هذه السنوات على الاقل معبرا ، كان بالامكان ان يحكم سيطرتها ويضع يدها على مناجم الذهب والنحاس فى وسط افريقيا والبترول فى غربها كما يسهل الحركة من والى منطقة الخليج العربي دون الحاجة للدوران عبر كيب تاون او تركيا وسوريا المستعرتين عبر المتوسط.
فهذا الفكر البرغماتى لابد ان يقابل بفكر اكثر برغماتية بحيث تدرس الحاجة الامريكية للسودان فى هذا التوقيت وفى نفس الوقت حاجة السودان كى يخرج من كبواته الاقتصادية وهو بالتاكيد يحتاج لعقول متخصصة فى المجالين الاقتصادى البحت والسياسي بعيدا عن اى انتماء يضيق واسعا ، فالنظام مطالب اليوم قبل الغد بالتخلى عن الخيارات المبنية على الولاء للحزب ولاتملك فكرا يؤهلها لادارة ملفات عالية التخصصية ، فالفرصة قد حانت للتخلى عن نظام الكوتات والكيمان الجهوية والقبلية التى لم تضف سوى المزيد من الوهن والضعف وتفجر الصراعات حتى داخل الحزب الحاكم نفسه..
[email][email protected][/email]
نعم المرحله مرحلة مصالح حاجتنا لعقول متحرر من اي أيديولوجيا لا تضع مصلحة الوطن اولا
الاهتمام باللغة يا اخوان : ظهر حلفاؤها خطأ – الصحيح ( ظهر حلفائها )
نعم المرحله مرحلة مصالح حاجتنا لعقول متحرر من اي أيديولوجيا لا تضع مصلحة الوطن اولا
الاهتمام باللغة يا اخوان : ظهر حلفاؤها خطأ – الصحيح ( ظهر حلفائها )