مقالات سياسية

أزمة اقتصادية..!!

ما يفوق العشرين يوماً مرت على احتجاجات المواطن السوداني والتي أفرزتها الظروف الاقتصادية التي هلت كل دروب الاقتصاد حيث لم تجعل للدولة طريقاً واحداً معافى لكي يكون لها أمل أو خيط يقودها إلى لملمة ما سقط منها بفعل بعض ساستها أنفسهم وإلى اليوم لازال السوق يواصل ارتفاعه والأدوية تكاد شبه معدومة.

الأحداث التي تمر بها البلاد الآن تحتاج من السلطات الأمنية مزيداً من ضبط النفس والتعامل مع الاحتجاجات وفق القانون وفي تقديري أن التصرف المباشر من الأفراد سيقود إلى مزيد من النتائج الكارثية فلا يعقل أن تتم مطاردة المتظاهرين إلى داخل بيوت الله التي احتموا بها وإطلاق الغاز المسيل للدموع عليهم داخل المساجد فعندما دخل أولئك المحتجين إلى بيوت الله أعتقدوا أن القوات المطاردة لهم لن تطلق عليهم البومبان باعتبار حفظ حرمات المساجد في تقديري إن هذا الفعل يحسب على القوات النظامية فيجب أن تكون هنالك تقديرات للمواقف لأن استخدام القوة المفرطة في بعض الأحيان تزيد الأمور سوءاً

لقد ألقت الأزمة الاقتصادية والأمنية بظلالها على الحياة وبات أمراً واضحاً للعيان إذ تحولت أحياء بكاملها إلى مناطق منزوعة الأمن إن جاز التعبير حيث  يعيش المواطنون فيها حالة الطوارئ كل يوم وهذا ما يستدعي وقفة مراجعة للسياسة الأمنية

ووفق علماء دين إن  “الاعتداء على المساجد بأية صورة كان هو من أشد صور الإفساد يالأرض، فالمسجد مكان للتعبد والأمان، ولا يجوز تحويله إلى مكان تهجم وتهديد”.

بقوله الله: “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِى خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِى الدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

وكذلك الأمر على المنازل تأذت عدد كبير من الأسر بسبب عدم تصويب الغاز المسيل للدموع في الاتجاه الصحيح يفترض أن يكون فض التظاهرات السلمية بأستخدام الأدوات المتفق عليها دولياً.

للفساد أبواب وضروب متعددة أشهرها الفساد السياسي الذي يعتبر أس البلاء حيث يعني إساءة استخدام السلطة  في أهداف غير مشروعة وعادة ما تكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية كل أنواع الأنظمة السياسية معرضة للفساد السياسي التي تتنوع أشكاله إلا أن أكثرها شيوعاً هي المحسوبية والرشوة والابتزاز وممارسة النفوذ والاحتيال ومحاباة الأقارب. كما إنه  يولد تشوهات اقتصادية في القطاع العام عن طريق تحويل استثمار المال العام إلى مشروعات رأسمالية تكثر فيها الرشاوى وهنالك نماذج عديدة لقضايا خرجت منها روائح فساد.

حديث أخير

الإنشغال بفض الاحتجاجات ساهم في تفاقم الأزمة والانصراف عن معالجة أس المشكلة.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..