مقالات وآراء سياسية

استراتيجياووو

د. ناهد قرناص

في كتاب المطالعة زمان (مش زمان اووي يعني ) كانت هناك قصة اسمها (سليمة بائعة اللبن ) ..سليمة كانت تمتهن بيع اللبن لكنها لا تربح مثل جارتها التي تبيع ذات الشئ .. .. الجارة تنتهي بضاعتها باكرا بينما تبور بضاعة صديقتنا وتضطر الى التخلص منها ومن ثم شراء الجديد مرة اخرى ..فكرت سليمة جيدا وقررت الاستعانة بجارتها ..سألتها مباشرة عن سبب نجاح تجارتها بينما تخيب هي ..فكانت الاجابة ان الجارة تستعد جيدا للأمر ..اولا شراء لبن جيد ومن ثم تنظيف (البرمة) وهي الوعاء الذي يباع فيه اللبن . والتاكد من جفافها وتعريضها لأشعة الشمس ومن ثم تصفية اللبن والتأكد من خلوه من الشوائب وتغطيته بعد افراغه في البرمة ..ومن ثم الخروج في الصباح الباكر قبل شروق الشمس لبيعه حتى تضمن وجود الزبائن قبل ان يتعرض اللبن للتلف . ..

سليمة عرفت ان الامر ليس (سلق بيض) وان كان سلق البيض ايضا يحتاج الى تقنيات وضبط درجة الحرارة ..لكن المهم ان كل شئ في الدنيا يحتاج الى وضع استراتيجية للعمل والا كانت النتيجة بوار البضاعة مثل صديقتنا سليمة بائعة اللبن ..والاستراتيجيات خشم بيوت ايضا ..هناك استرتيجيات بعيدة المدى والنظر ..ترتب للمستقبل وتنظم للخروج من النفق المظلم ..وهناك استراتيجيات تضع حلول آنية تجعلك (لافي صينية ) وكأنك يا ابو زيد ما غزيت ..و يحلنا الحل بلة ..خد عندك مثلا ..استراتيجية وزير المالية للعام القادم ..التي بشرنا فيها بمضاعفة المرتبات ..وبان البنك الدولي والدول المانحة ستدعم الميزانية ببركة (المبروك حلال المشبوك ) واننا سنتلقى الدعم دون تسديد اي فاتورة من فواتير الديون ..زغردي يا انشراح ..طيب وين الانتاج ؟ وين الزراعة ؟ وين الترتيب لعودة مشروع الجزيرة ؟؟ اين هي معينات الموسم الزراعي الشتوي ؟ وبما اننا ذكرنا الزراعة ..وبما ان الشئ بالشيء يذكر نقول للسيد وزير الزراعة ( وقت سيرتك يجيبوها اهلي كتير بعزوها ..انت فين يا سعادتك ..ما بتجيش ليه ؟ ما تبقى تيجي ) ….اي ميزانية لا تتحدث عن الانتاج الزراعي واستعادة المشاريع الكبرى مكانتها ..لا محل لها من الأعراب ولا يعول عليها ..وسنستمر لافين في (صينية ) المعونات الدولية ودوخينا يا ليمونة نحن واللي خلفونا.

استراتيجية اخرى انتهجها السيد وزير الثروة الحيوانية ..وهي استراتيجية (يا ايدي شيليني ) ..وهي انه مارس الاحلال والابدال لأسماء بعينها في مواقع الوزارة ..وبس ..الطريف في الامر ان الأسماء التي جأر الناس بالشكوى منها بقيت في مكانها ولم تطالها يد التغيير ..فتذكرت لقطة من مسلسل طاش ما طاش كان فيها الممثل يوسف الجراح يريد اصدار ديوان شعري ..قال له الناشر ان شعره جميل وسيجد قراء كثيرون لكن اسمه غير جاذب ..رد عليه الممثل (خلاص اغير اسمي من خالد ماسورة ..الى علي ماسورة ) ..فضحك الناشر وضحكنا معه ..اذ ان المشكلة في (الماسورة ) وليس (على او خالد او حسين) .. السيد الوزير لم يفتح الله عليه بأي خطة عمل او استراتيجية طويلة او قصيرة لانتشال الثروة الحيوانية من (عترتها) بل استمر في ذات النهج القديم ..وفي المقابل ..اختار الوزير.. استراتيجية (البل ) لكي يسعد الجماهير ..ويرسم ابتسامة على الوجوه ..ان الدنيا دوراة ..وما دوامة ..لكنها بالتاكيد لا تشف غليل الحادبين على الثروة الحيوانية ..والتي تشكل اصل مهم من موارد البلاد ..ولو بذل فيه القليل من الجهد والاستعانة بالدراسات لكفى الوطن شر القتال .

تفاصيل قولي والمجمل يا جماعة ..ربما كان (البل) وسيلة لكسب استحسان الشعب ..لكنه لن يكون الحل الناجع بدون استراتيجية واضحة ..استعينوا باهل الاختصاص لوضع خطط اسعافية للوضع الحالي وخطط مستقبلية تعتمد على الانتاج والاستفادة من الموارد ..قصص التخدير وزيادة المرتبات ودعم الوقود والحاجات دي ..لا تسمن ولا تغني من جوع ..ويبدو اننا عما قريب سنخرج في مليونية لمجلس الوزراء تحت شعار (استراتيجياووو).

 

د. ناهد قرناص

الجريدة

‫3 تعليقات

  1. إعادة، هيكلة، إعادة ترتيب، إعادة تنسيق، إعادة بلورة، إعادة دمج، إعادة تسريح، إعادة برمجة، إعادة إعادة. الحكومة تحتاج إلى Re-re-re-re-re-re-re-re من حلفا إلى أبيي……… حتى تكون المائدة نظيفة من بقايا لعق قوم تُبع لها، وحتى يبتعد عنها ذباب وهباب الإنقاذ……….. المسألة ليست بالتمنى فالتركة ثقيلة، ثقيلة ثقيلة، تحتاج إلى مزيد من الصبر وهو صبر مارسناها وأكلنا من قصعته المليئة بالحجارة التي كنا نظن واهمين أنها لحماً مدة ثلاثة عاماً ….. أفلا نصبر عاماً واحداً؟ أشحذوا همم هذه الحكومة وادعموها بباقات الأمل والتفاؤل فهم قوم جاءوا من أصلاب هذا الشعب ويعرفون همومه لكنهم لا يملكون مصباح علاء الدين، ولا عصا موسى… لا لأي لغة محبطة فنحن في البلدان التي اخترنا أن نعيش فيها بعيداً عن السودان، يطير النوم من عيوننا عندما يكتب صفحي بيأس من أي صلاح قادم في المستقبل………………. استلمت رسالة واتس هذا الصباح تتحدث عن حادثة السودانيات للخطف والتعذيب في بنغازي وعن تعرض أحداهن للقتل بحيوان مفترس (أسد). لا يمكن أن تتخيلي كم الإحباط الذي أصابني…….. لقد نزلت للشارع أذرعه جيئة وذهابا وأدخن سيجارة وراء سيجارة وأنا في حالة هيجان وغضب وأكلم نفسي وأشير بيدي إلى أعلى وإلى أسفل… ثم أعود صاعدا للمكتب ثم أخرج………… أرحمونا يا دكتورة.

  2. لا بد لي الاعلام من دور انا لا اثق في اي كاتب من ذلك الزمان الا يثبت العكس … من اين اتيتي بالدرجة العلمية هذه لا بد من مراجعة كل الشهادات في زمن الظلام اسلوبك ركيك وضعيف وتعاني من الاستلاب الثقافي ارحمينا ي اختاه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..