التسوية .. اجندة قطع الطريق

حسب مارشح فإن المبادرة الألمانية تهدف إلى توحيد قوى المعارضة حول مطالب موحدة ويشمل ذلك المعارضة الداخلية والحركات المسلحة ، بهدف طرح خارطة طريق لعقد مؤتمر للتمهيد للحوار فى أديس ابابا، كما انه ليس مطروحا فى هذه المرحلة الألتقاء مع المؤتمر الوطنى فى برلين أو غيرها ، وليس هناك أى مبرر لوضع ( عقدة فى منشار ) ليس موجود أساسا ، وعلى اساس أن هنالك احزاب معتبرة من تحالف قوى الأجماع الوطنى قررت المشاركة فلا معنى لاصدار التحالف لاى قرارات فى هذا الشأن ،أما الحديث المكرر عن التدخل الدولى فهو الأخر ليس مجديا ولايشكل وصمة للحوار المزمع ، لأن التدخل الدولى فى السودان لايجرى سرا ، هنالك (20) قرار من مجلس الأمن صدرت فى حق السودان وكلها تدخلات دولية خارجية بما فيها القرارات التى صدرت تحت البنود (السادس ، السابع و العاشر ) ، وجود المبعوث الدولى لحقوق الأنسان ليس شانأ سودانية ، قوات يوناميد كانت لتفادى الحظر الجوى فى دارفور، الاتحاد الأفريقى و قراراته، كل الأتفاقيات من ( بوجا ، نيفاشا ، القاهرة ، الشرق ، الدوحة ، جيبوتى) تمت برعاية وتسهيلات خارجية ، وهذا مايتفق مع دور ومسؤلية المجتمع الدولى تجاه تحقيق السلام فى السودان لاسيما أن الأوضاع فى البلاد يمكن أن تنزلق إلى مايهدد الأمن والسلم الدوليين ،كلنا نتفق ان تحقيق السلام وإيقاف الحرب هو مسؤلية الأطراف السودانية ، الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة فشلت حتى الأن فى التوصل لاتفاق يرضى جميع الأطراف ، التسوية برعاية ومشاركة اطراف دولية مطلوبة وضرورية ليس بهدف الوصول لاتفاق فحسب،وأنما لحتمية وجود ضمانات دولية لتنفيذ مايتفق عليه ، ولايخفى على احد دور المجتمع الدولى المنتظر فى أعمار مادمرته الحرب وأعادة النازحين واللاجئين والسعى لابتدار تنمية متوازنة مع أعطاء أفضلية للمناطق المتضررة من الحرب ، ثلاثة عشر حزبا (13) من تحالف قوى الاجماع الوطنى قررت المشاركة فى الورشة التمهيدية ، (4) أحزاب قررت عدم المشاركة هى ( البعث الأصل ، البعث القيادة القطرية ، البعث القومى والحزب الناصرى) ، لم يكن واضحآ تصريح الأستاذ محمد ضياء عن احزاب المقاطعة او عن حزبه فقط ، قال محمد ضياء بأنهم (يعملون على أسقاط النظام ولن نشارك فى أى تسوية مع المؤتمر الوطنى ) ، هذا فضلا عن أنه أستباق لنتائج الحوار قبل بدء الحوار ، فهو ربما كان ناتج عن ( سلفية فكرية) ترفض كل ماهو خارجى بغض النظر عن محتواه ، هل سيرفض محمد ضياء قرارا دوليا لاعفاء ديون السودان باعتباره تدخلا فى الشأن الداخلى ؟ وهل سيكون مرفوضا وجود مراقبين دولين لمتابعة تنفيذ اى اتفاق ؟ اذا تم أتفاق ؟ و كيف يضمن الاستاذ ضياء ان ينفذ النظام تعهداته دون ضمانات دولية ؟ وكيف يثق ضياء فى النظام لهذه الدرجة و يعمل على اسقاطه ؟ ياهؤلاء مضت (25)عاما وهذا النظام يحكم بمتوالية خسائر استراتيجية فى مقدرات البلاد و امكانياتها لايمكن أن تتوقف إلا بايجاد وسيلة لتفكيكه بالتقسيط ، أنقسم السودان الى دولتين ، حروب مستمرة و ربما حروب أخرى فى الطريق ، أقتصاد متدهور ، الفقر والمرض ، أرتفاع معدلات البطالة والجريمة و الفساد، فماذا تنتظرون ؟ ولماذا لاتسقطوا النظام ( وتريحونا) و (ترتاحوا) و(لاتدخل دولى ولا اقليمى) ، و قتها (سنبايعكم )على( السمع و الطاعة) ، أما حديث الأستاذ كمال عمر الأمين السياسى للمؤتمر الشعبى بأنهم يرفضون اى حوار فى الخارج فهو لامعنى له لأن الشعبى ( فاوض وأنتهى ) ، مانرجوا أن تفعله قوى المعارضة هو أن تتفق فى مطالبها لمرحلة متطالبات الحوار وأن توحد أجندتها ( لمعركة) الحوار والتفاوض و ان تدرك وضعها الاستراتيجى فى تامين السلام و الاستقرار ، وان تتحاور من اجل الاتفاق فهذا يستلزم تنازلات و تنازلات مقابلة ، فهو السبيل الوحيد الأقل تكلفة فى أنهاء معاناة الشعب السودانى ، حوار لابد أن يكون الرابح فيه الشعب السودانى والا سيعم الخراب والأقتتال ولا احد يستطيع أن يتكهن بنتائج أستمرار المواجهة دون نهاية ، أما الاطراف التى ترفض الحوار ونتائجه فعليها أحترام أرادات الأخرين فى أن يتحاوروا وهذا قطعا لايبطل سعيها لاسقاط النظام بما فى ذلك مخرجات التسوية ،،
[email][email protected][/email]