فوز يحفظ للإنسان ماء وجهه أمام الآلة

نجح الكوري الجنوبي لي سيدول، في هزيمة غوغل في الجولة الرابعة من مباراة من خمس جولات من لعبة ?غو?، بعد ثلاث هزائم متتالية، ليؤكد أن ?الذكاء البشري? قادر عل التفوق على ?الذكاء الاصطناعي? رغم الهزائم السابقة.

العرب
سيول ? فاز اللاعب الكوري الجنوبي لي سيدول في أول مباراة مع برنامج كمبيوتر صممته وحدة تابعة لشركة غوغل الأحد في لعبة غو ليحرم الذكاء الاصطناعي من تفوق كاسح في مباراة من خمس جولات.

وفاز لي أحد أبرز اللاعبين على مستوى العالم وحامل 18 لقبا دوليا بعد ثلاث هزائم متتالية أمام برنامج ?ألفا غو? الذي طورته وحدة ديب مايند.

وقال لي مبتهجا للصحافيين بعد المباراة ?هذا الفوز لا يقدر بثمن ولا يمكن أن أقايضه بأي شيء آخر في العالم?. وشكر مشجعيه. واعترف اللاعب البالغ من العمر 33 عاما بأنه لم يوفق في تقدير مهارات ?ألفا غو? لكنه أشار إلى أن البرنامج لا يتسم بالكمال.

وقال ديميس هاسابيس مؤسس ديب مايند للصحافيين إن الخسارة أداة تعليم قيمة ستساعد في تحديد مواطن الضعف في البرنامج التي يتعين على فريقه معالجتها. وأضاف ?أنها شهادة حقيقية على الروح القتالية للسيد لي الذي تمكن من اللعب بشكل رائع بعد ثلاث هزائم?.

وعلى مدى عقد مضى لم يكن الخبراء يتوقعون أن يهزم برنامج ذكاء اصطناعي لاعبا محترفا حتى هزم برنامج ألفا غو بطلا أوروبيا العام الماضي.

والجولة الخامسة والأخيرة من المباراة بين لي والبرنامج مقررة يوم الثلاثاء. وحتى إن فاز لي فإن النتيجة ستكون لصالح الكمبيوتر 3/2.

وتعود لعبة ?غو? إلى الماضي السحيق في الصين، ويتبارى فيها شخصان بتحريك الحجارة البيضاء والسوداء على لوحة تتقاطع فيها الأسطر الأفقية والعمودية (19 سطرا)، للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة وإعاقة حركة الخصم.

وتضم هذه اللعبة عددا هائلا من التآلفات الممكنة يزيد عن عدد الذرات في الكون، ما يعني ضرورة توافر الإلهام والإبداع للفوز بهذه المبارزة.

ويستخدم برنامج غوغل خصوصا تقنية ?التعلم العميق?، وهي وسيلة للتعلم التلقائي مصممة على أساس طبقات من ?الوصلات العصبية? الاصطناعية، في تقليد لتلك الموجودة في الدماغ البشري.

وستحصل الجهة الفائزة في المباراة على مليون دولار، وفي حال فاز الذكاء الاصطناعي فإن عائدات المسابقة ستوزع على الأعمال الخيرية.

وفي العام 1997 خسر بطل العالم في الشطرنج غاري كاسباروف في مواجهة جهاز الكمبيوتر ?ديب بلو? المصنع من شركة ?آي بي ام?.

غير أن هذه المقارنة لا تصح تماما في هذه الحالة، لأن التحدي القائم في هذه المواجهة قد يفوق بكثير ذلك الذي واجهه كاسباروف.

ويقول لاعبو غو إنه لكي تكون لاعبا جيدا في هذه اللعبة التي يبلغ عمرها 2500 عام، يجب أن يكون لديك حدس، وهي صفة كنا نعتقد أنها موجودة عند البشر فقط.

ويقول أندرو أوكوم، رئيس الاتحاد الأميركي للعبة غو ?نعتقد أن لعبة غو فعل بشري، ونستمتع جدا باللعبة التي لم يكن حتى بمقدور أجهزة الكمبيوتر الحديثة والمتطورة أن تلعبها. قبل بضعة أشهر، كان يمكن لأجهزة الكمبيوتر المتطورة أن تتعرف على وجه إرهابي في وسط الحشود، أو أن تهبط بطائرة في حالة الخطر، ولكن لم تكن تستطيع أن تهزمنا في هذه اللعبة. أما الآن فيمكنها هزيمتنا، وهو شيء محزن ولا يعجبنا أبدا?.

ويبدو أن الطُرق الجديدة في البرمجة طورت شيئا لم يسبق لأي كمبيوتر التعرف عليه، وهو الحدس وتلك الصفة هي الأساسية والمميزة للجنس البشري.

كان التحدي كبيرا أمام المطورين، كيف يمكنهم أن يجعلوا من الكمبيوتر إنسانا آليا حقا، يُمكنه التفكير والتعلّم والإدراك كما يفعل الإنسان البشري تماما.

لكن التحدي كانت له نتائج مُبهرة لا شك، حيث استطاع فريق غوغل أن يجعل الكمبيوتر يتفوق في العديد من المراكز الحسية الهامة في الإنسان، مما سيؤدي بدوره إلى إحداث ثورة تكنولوجية هائلة كما نرى في الأفلام.

كل هذا من شأنه أن يصنع عصرا تكنولوجيا لم يشهده العالم من قبل، على الرغم من أن التطبيقات التي نراها الآن هي تطبيقات بسيطة نوعا ما لكن خلال فترة زمنية وجيزة ستتمكن بالفعل من التحدّث إلى كمبيوترك كما تفعل مع أقرب صديق لك.

يذكر أنه في أكتوبر الماضي، هزم ألفا غو بطل أوروبا في لعبة غو خمس مرات متتالية. وفي الأشهر الخمسة الماضية منذ ذلك الوقت، تطور مستوى ألفا غو في اللعبة، حسبما يقول البطل الكوري كون كاب يونغ. وأكد يونغ في حديثه معنا أن ?التطور مرعب? ويبدو أنه من فيلم ?Terminator?.

ويعتقد مصممو الكمبيوتر العملاق أن ألفا غو هو خطوة نحو شيء أكبر بكثير في علوم الكمبيوتر. ويؤكدون أن الذكاء الاصطناعي يواصل سيطرته على الخيال البشري. في لعبة التحدي هذه، يبدو أن الخيال العلمي اقترب خطوة من الواقع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..