مقالات سياسية

النفايات.. حلول متوفرة ولكن!

مثلما تضيع الكثير من الثروات هدراً في السودان بسبب سوء السياسات والإدارة تضيع ثروة مهمة جداً ننتجها مجاناً ونعاني منها اسمها النفايات، ولم تعد هي مجرد أوساخ يتم التخلص منها بطرق تؤذي البيئة حرقاً أو دفناً ودون أن يحصد منها الناس عائداً مادياً، بل أصبحت ثروة حقيقية تحرص كل دول العالم على جمعها بعناية ودقة، والاستفادة منها كمورد اقتصادي هام فينتج منها الغاز والبترول والاسفلت والطاقة، إلا السودان ما زال حتى الآن تشكل له النفايات هاجساً ينذر بالكوارث الصحية، ويكفي أن صنفت الخرطوم بسبب النفايات أوسخ عاصمة في العالم، فهل هناك فشل رسمي أكبر من هذا.

أول أمس شهد شاهد من أهلها، ففي ندوة تقرير الوضع الراهن للنفايات الصلبة بالسودان، قال مدير عام إدارة شؤون البيئة، بوزارة البيئة والموارد الطبيعية والتنمية العمرانية، إنَّ 82% من النفايات بالبلاد لا تتم معالجتها مع افتقار معظم الولايات للمرادم. وقال إنَّ عدم التخلص من النفايات قنبلة موقوتة وإن الحكومة تتعامل مع قضية البيئة كمنشط وليس قطاعاً مؤسسياً.

وطالب بأن تدار قضايا النفايات خارج بيروقراطية الدولة، ومن خلال هذه البيرقراطية تهدر أموال طائلة دون عائد يرجى.

عبد الرحمن الخضر عندما عين والياً على الخرطوم وجد أنَّ المتعافي، صرف 18 مليون دولار على مشروع النظافة ولم ينجح، وهو فعل نفس الشيء، ففي عهده دشن آليات لدرء الكوارث وتصريف مياه السيول والأمطار ودعم أسطول النظافة بما قيمته تعادل حوالى 130 مليار جنيه سوداني، أي ما يعادل 21 مليون دولار تقريباً في العام 2015، قدمت حكومة اليابان منحة تكلفتها 18 مليون دولار لتحسين نظم تشغيل النظافة المختلفة، اشتمل على آليات متطورة لنقل النفايات وورشة متكاملة للتدريب، وبذلك فإنَّ مجموع ما صرف على برنامج النظافة يساوي 57 مليون دولار، في عهد الخضر والمتعافي فقط ولا شك أنَّ الوالي الحالي أيضاً صرف وفشل فما زال الحال كما هو، هذه المبالغ كافية جداً لأن تضع حداً لمشكلة النفايات في الخرطوم، ولكن وما أكثرها من لواكن، حرمت هذا البلد من أن يستفيد حتى من النفايات.

ما يدعو للأسف والحسرة أنَّ الاستفادة من النفايات أمر ممكن جداً وسهل وهناك حلول جاهزة لا تحتاج إلا أن توافق عليها الحكومة، ولدينا من يملك الخبرة والاستعداد وقدم للحكومة مشروعاً جاهزاً لمعالجة النفايات، عن طريق تقنية حديثة تسمى الانحلال الحراري أثبتت نجاحها وفاعليتها وسلامتها دون تلوث للهواء أو التراب.. التقنية تعالج كافة أنواع النفايات حتى الصلبة، والمشروع بين عدد من الوزراء ولكنهم لم يهتموا به وأشك أن هناك من يتاجر بالقضية على المستوى الرسمي.

الآن وللمرة الألف نضع هذا المشروع بين يدي والي الخرطوم وكل ولاة الولايات، ونرجو أن يدعموه وأن يسهلوا للمستثمرين ورجال الأعمال السودانيين أن يسهموا فيه، لتغطية جميع أنحاء السودان فهو مضمون العائد. وصاحب الفكرة الذي يعمل في شركة نفايات بالولايات المتحدة الأمريكية مستعد للمساهمة بخبرته وعلاقاته. أتسمعنا يا والي الخرطوم ووزير البيئة ومدير هيئة النظافة وكل المسؤولين، فليس هناك جرم أكبر من أن تحرموا المواطن من الاستفادة من هذه التقنية التي تنهي معاناته مع النفايات وأنتم تعلمون.
التيار

تعليق واحد

  1. بت امي ، الزول صاحب المشروع دا لو عندو كوز خليهو يدخله شريك يديهو 65% و هو يأخد ال35% عشان المشروع يتم . غير كده انصحيهو يمشي الحبشة فان فيها ملكاً لا يظلم عنده سوداني.. بتكلم معاك جد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..