الغرب وبيع الإسلاميين بالقطاعي !

من يشتري بالرخيص.. لن ينتظر طويلاً ليربح كثيراً..خاصة حين يحس أن بضاعته المشتراة قد تخسر أو تفسد إذا ما طمع في ربحٍ وفير ..إما لإنها مرتبطة بصلاحية محددة وإما حينما يكتشف أنه أخطأ في شرائها أو تعجل في ذلك .. وهناك الكثير من الأسباب التي قد تتوفر لدى المشتري كذرائع للتراجع عن الإحتفاظ بها طويلاً وفقاً لظروف مختلفة وأزمنة متبدلة ..مثلما يتبدل مزاج الناس مع ما نسميه الموضة في الأزياء تبعاً لطبيعة المواسم !
توفر للدول الغربية الكبرى سببان لمسايرة طفو الاسلاميين فوق سطح المشهد السياسي في سنوات ما بعد سقوط المعسكر الشرقي حيث كانت الفرصة مواتية لإنبعاث دخان الحركات الإسلامية بعد أن إنكتم طويلاً تحت أرضية الحرب الباردة بين القوتين العظميين ..!
فأشتعلت من جديد نيران تلك الحركات في المنطقة على مختلف درجات إعتدالها وتشددها على عيون الغرب التي لم تصدق أن حقل الرفاق قد إنكسر منجله الأحمر وانتكى صدئاً على جدران التاريخ بعد أن سقط عنه حائط برلين !
السبب الأول ..أن..
الأسلاميين شاطرون ومزعجون في الظلام ..لذا فمن الأحسن والأسهل إنتحارهم قريباً من وهج السلطة كالفراشات الحمقاء..!
والسبب الثاني ..
أنهم لا يملكون الخبرة في محكات الحكم..لذا فمن الأفضل التعاطي مع المعتدلين منهم على غير شاكلة بن لادن مثلاً وفقاً لمرارة التجربة ..إتقاءاً لشر معاداتهم ومن ثم سهولة إحتوائهم لاسيما عبر المنظومة الديمقراطية الهشة في العالم الثالث حيث يسهل إختراقهم كالنموذج المصري الذي سقط بالأمس تحت أقدام الجماهير و أحذية العسكريين محققاً إستشراف الغرب لأهدافه البعيدة مع البقية الباقية ولو بعد حين..!
إذ أن ذلك الإختراق يحتاج الكثير من التخطيط والإرباك والدهاء والكروالفر حينما يحكم الأسلاميون ككتلة واحدة ضمن حكم شمولي ..عسكرياً أم مدنياً في لبوس دكتاتوري ثيوقراطي كنظام الإنقاذ الذي دخل على دنيا السلطة من أضيق أبوابها حاملاً بالعرض سلم الدين على صفحة الإنقلاب ..!
فلم يسهل لملمته في قفة الغرب الا بعد أن تعّثر الأمر عليه على أرض واقع العزلة الطويلة ومناورات الغرب معه من عدة بوابات لاهبة.. ومن ثم إرتخت قبضته ممدوة بالإستكانة من تحت المنضدة في البدء وفيها مجموعة من أضابير التعاون الأمني وبعدها وسع من ممرات العبور الى هناك بأزاميل ديمقراطية شوهاء كان مهرها تفتيت البلد بما يصب في مصالح الغرب الذي قال لنظام الإنقاذ ..أحسنت ولك أن تحكم ما شئت من العقود.. فقط عليك ان تسمع الكلام.. والإ فعصا الجنائية لا زالت خارج الدولاب.. وعقوبات الأمم المتحدة ..هي الطاولة الجاهزة لتنفيذ حكم الجلد !
بالأمس باع الغرب النموذج الأول في مصر القريبة الذي لم يفده كثيراً لعدم إتقانه أداء دوره في سيناريو الديمقراطية الفطيرة.. فبدلاً من أن يسهل للغرب منفذاً للإختراق .. أهدى لحيته للشارع المصري وقد شده بعيداً منها و طرحه خارج ميدان اللعبة !
الغرب بكى شامتاً بعبارات دبلوماسية تجميلية خجولة لا هي إدانه لما حدث ولا هي تملص من فرحة داخلية إنتابته حينما سقط ملك التنظيم الأكبر عن رقعة شطرنج المنطقة.. وهو ما سيسّهل سقوط رخ السودان المتوهم في طول جناحيه اذا ما حلّق بعيداً عن المدى المسموح..بعد أن أدى دوره وقد إشتراه الغرب هو الآخر أرخص ثمناً عن المركز العام في مصر..!
وفعلاً من يبع نفسه رخيصاً.. سيعاد بيعه ربما بالخسارة..!
ولكن هل يعي الغافلون على أريكة الإنقاذ المائلة، أن الإ نتظار حتى سوق العصر ليس دليلاً على عظمة البضاعة .. لان المصير حتماً سيكون البيع بسعر الخلاص وربما يكون بالكوم وليس بالوزن !
لك الود والاحترام استاذنا برقاوي
موضوع مقالك اليوم يملح ايضا لوصف الوضع الداخلي في السودان فمازال الكيزان يعملون على تقسيم الاحزاب بشراء ضعاف النفوس بالمناصب والفلوس ( وبعدها الحاصل معروف )
حاول الكيزان ايام تمرد الجنوبيين شراء بعض الفصائل وبالفعل نجحوا في بعضها وفشلوا في الكثير .
بالنسبة لبضاعتنا الرخيصة الضاربة التي ازكم فساها انوفنا نحن اولى بالتخلص منها في مزبلة التاريخ .
قريبا جدا سترى
ارجو ان تضيف الى الاخوان الاسلاميين في مصر اجبار امير قطر على التنحي بعد ان فسدت بضاعته للغرب ، سوف تري في الغريب العاجل تغير الموقف القطري من الاخوان المسلمين على يد الامير الجديد تنفيذا للأجندة الغربية .
مع احترامي للكاتب الا انني ارى الامر من زاوية اخرى ,
بالنسبة للغرب فان كلمة تيار اسلامي تعني فقط تيارا سياسيا من دولة اسلامية يحن للتاريخ الاسلامي المجيد
بالمقابل فان كلمة دولة مدنية او ديموقراطية في عالكنا تعني لهم ان هذا التيار يحاول محاكاة الغرب و لكنه لن يفلح
ما يفعله الغرب هو مثل برمامج (كا يطلبه المستمعون ) فعندما يرغب او يرغب (بتشديد الغاء) الناس في القومية العربية مثلا تفتح الموجة لاهازيج القومية العربية و القوميين و عندما يكون الجو إسلاميا تضبط الموجة للاناشيد الاسلامية و هكذا دواليك . و لكن كل هذا يتم بطريقة ترضي صاحب الاذاعة الخواجة الغربي
سنرى ان موضة الحكم في بلداننا تتغير كتغير ازياء الفاتنات حسب فصول السنة و مواسم الاحتفالات