ثقافة وآداب، وفنون

رحل جنتلمان السينما

[email protected]

لعله كان من بين أهل الثقافة عموماً و السينما خصوصاً الذين عرفتهم و عملت معهم أكثرهم التزاماً و عطاءً وتفانياً ومعرفة باصول العمل الجماعى. وكل ذلك فى هدوء ونكران ذات يفوق الوصف. يعطى كل ما عنده ولا ينتظر جائزة من أحد .

ذهب محمد مصطفى الأمين كضوء لماع ومض حيناً ثم خبأ فى سماء حالك. وبرحيله فقدت السينما السودانية -فى عثراتها – ما ومن لا يُعوض فى معرفته الموسوعية بالتاريخ السينمائى العالمى والمحلى والإهتمام بالتوثيق والنقد وتشجيع الأجيال الناشئة ، ولعل هذه الأجيال تدرك وتقدر وتدرس مساهماته المميزة فى ظروف صعبة. وبرحيله فقدت أنا شخصياً عزيزاً نبيلاً امتدت صداقتنا لأكثر من نصف قرن . ربما لم أك اراه كثيراً لكن كان وجوده وهو يعمل ويكد ويصارع ويبحث فى صمت يكفينى ويسعدنى .

سامى الصاوى

تعليق واحد

  1. لعمرة.. ان رحيله مر ذلك الجار ..المهذب العالم العشور.. سكنا بجواره ولم نرى منه هو وأخواته (مكه وبثينة) التان سبقتاه..الى الرفيق الأعلى..بقليل ٠الا كل خير…لقد .عاملونى كابنتهم وهم لا يعرفون عنا إلا كل قليل انا وزوجى..بل شاركونا رعايتهم وأنا أتلمس الخطوات الأولى من الأمومة قبل ٨اعوام..هى مسيرة علاقتنا بهم..وسرعان مانمت العلاقة عندما استشعر ان ثمة تقارب فكرى بيننا وأصبح يتردد علينا ويجلس بكل أريحية ليناقشنا ولتبادل معنا الأفكار..بالرغم من اختلاف تخصصاتنا.. …نحن الثلاثة( السينا..هندسة النفط والعلوم السياسية)…فى إحدى المرات حاولت ان استفزه فى تخصص السينما ..ليخرج ما عنده.. فقلت له يا دكتور محمد ..( دور السينما والافلام السينمائية فى تراجع).. فقد حل محلها..الانترنت …قطب جبينه واصلح جلسته..ليقول..لست انتى من يقول ذلك الكلام الفطير..لم أغضب لعلمى بأن ذلك أبعد ما عنده فى مجال العتاب..وهو المهذب دوما..وأردف السينما عالم لوحده..والرسالة السينمائية لاتخطىء..فقلت وكيف ذا ..قال عندما تنوين الذهاب للسينما فأنت تعدين نفسك لاستقبال الرسالة كما وكيفا..لان جو السينما بشاشته العملاقة مع انطفاء الأنوار …يحفزك للاتجاه بكلياتك دونما تشويش الى الفلم …بل فيعمل الخيال..على استيعاب الأحداث.. بكل أريحية.. ويرتفع سقف التشويق والإثارة.. بالمشاركة فى الحبكة عبر التوقعات وكأنك شاركت السيناريست والمخرج فى إخراج الفلم مستخدما حاستى السمع والبصر ..والشعور بكامله للتفاعل مع هذه الأحداث.. ثم ياتى عالم آخر هو التفاعل الجماعى مع النظارة…من خلال تعليق احدهم فى القاعة اينما كان موقعه ليضيف لك شاردة اخرى..لتثرى الرؤية عبر الاذن..اندهشت لهذا الكلام العميق واسترجعت كل كلمة قالها..وأيقنت انى امام قامة وعالم فى مجاله..اضاف إلى معرفتى المتواضعة جدا بالرسالة السينمائية..بعدا..ومسافة.. وتقوقعت فى مكانى خجلة وسعيدة ..بهذه.الاضافة.
    .د. محمد مصطفى رحلت هادئا..وقورا كما عهدناك.. كما اتمنى ان تتحفنا بحديث لم يكتمل عن التشكيليين ابتدأ بالصلحى وكمالة اسحق..بنت خديجة صفوت..كما يحب ان يقول…رحلت وانت تراجع أمهات الكتب يوميا..وتدون الملاحظات..و التى اخرها خربشات عن زهاء الطاهر ..واخرها ايضا…تصور متكامل عن اتحاد للسينما الافريقية…ودراسة عن تجربة السينما فى جنوب أفريقياو بوركينا فاسو…رحل فى هدوء تاركا وراءه ارثا.. من التجرد والحب والمشروعات والأحلام القومية..بقيام سينما سودانية افريقية رائدة..ياعاشق الغابة والصحراء

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..