أخبار السودان

الاستصحاب مرفوض.. تولي أحزاب الوسط تحديد موضوعات الحوار ثم دعوة القوى الأخرى،،خطوة استعلائية مستفزة و ممقوتة،

د.جبريل إبراهيم محمد

بسم الله الرحمن الرحيم

انبرى عدد غير قليل من شباب المؤتمر الوطني الصاعد للدفاع عن خطاب رئيسهم الذي أحبط أعضاء المؤتمر أنفسهم ناهيك عمن هو خارج الحزب، بدفوع واهية، و لجاجة فجّة، من شاكلة أن الاعلام قد نفخ في الأمر أكثر مما يلزم، و أن الناس لم يعيروا انتباهاً لنفي مساعد الرئيس وجود مفاجأة في الخطاب المرتقب للرئيس، و أن الرئيس كارتر قوّل رئيس المؤتمر ما لم يقله، و أن نقد الخطاب قد انصرف عن المضمون إلى الشكل أو اللغة بسوء طويّة، و فوق هذا و ذلك، أن الرئيس لم يعمد إلى اعلان الخطوات العملية التي تقود إلى بناء الثقة بين الفرقاء، و تمهّد الطريق لحوار جاد، لأن الحزب إن فعل ذلك بدا دكتاتوريا فارضاً لرأيه بدلاً من اشراك الناس في هذه الترتيبات.

و إزاء هذه المغالطات الساذجة نقول: أن ما كان ينتظره الشعب، بل و العالم كله، من خطاب رئيس المؤتمر الوطني من خطوات عملية و قرارات فورية لا يحتاج فيها المؤتمر الوطني إلى شريك ليُقدم عليها، لأنها في الأساس قرارات من صميم إختصاصات من يملك مقاليد الحكم بيده، و في مقدوره الإتيان بها دون حاجة إلى استشارة أحد أو الاستعانة بالغير. و في ذات الوقت هي إجراءات و قرارات تعين المؤتمر الوطني قبل غيره، على استعادة بعض من ثقة الجمهور و القوى السياسية المفقودة بالكامل فيه بفعل سلوكه الاقصائي المستبد على مر ربع قرن من عمره المتطاول، بجانب أنها قرارات و إجراءات تضفي اتخاذها قدراً من الجدّية و المصداقية في جنوح المؤتمر الوطني هذه المرة نحو الحوار القومي الشامل.

و من أمثلة القرارات التي انتظرها الناس من خطاب الرئيس، و لم يحظوا بالحصول عليها، رفع بدعة الحظر المفروض على بعض الصحفيين و كتاب الأعمدة، و إلغاء الرقابة المفروضة على الاعلام و الصحف بصورة خاصة، و إلغاء أو تجميد القوانين المقيدة للحريات بما في ذلك قانون جهار الأمن و المخابرات، و كفالة حق الأحزاب و التنظيمات في مخاطبة جماهيرها في الساحات العامة، و السماح بالتظاهر السلمي بدلاً من مواجهته بالرصاص الحي، و اطلاق سراح كافة المعتقلين و الأسرى، و إلغاء قوائم حظر السفر لأسباب سياسية، و الإعتراف بالجبهة الثورية السودانية كمكوّن أساسي من مكوّنات المعارضة السودانية و اعلان الاستعداد للتفاوض معها، و حتى اعلان وقف اطلاق النار من طرف واحد. كل هذه إجراءات و قرارات في استطاعة المؤتمر الوطني اتخاذها في أي لحظة دون الالتفات إلى أحد، لأنها في جوهرها حقوق مقرّة و منصوص عليها في الدستور الانتقالي الذي يدعي النظام زوراً العمل به. و كان وقع اعلانها سيكون أكبر لو جاءت في صلب خطاب الرئيس بدلاً من تأجيلها إلى مناسبة لاحقة، لأن التوقيت عنصر مهم في الأثر الذي يمكن أن تحدثه مثل هذه القرارات عند الطرف المتلقي. هذه مطلوبات حد أدني لإبتدار حوار يمكن أن يتعامل معه الناس بجدّية، و يساهموا فيه بإخلاص و فاعلية. و لكن أن يُدعى الناس إلى الحوار و أفواههم مكمّمة، و أقلامهم مكسورة، و صحفهم مصادرة، و نشطاؤهم يرزحون في القيود و السلاسل وراء القضبان، و لا تستطيع الأحزاب حشد جماهيرها في ساحات عامة لشرح موقف قيادتها من دعوة الحوار التي أطلقها المؤتمر الوطني؛ فهذا أقل ما يوصف به هو، أنه عبث، و استخفاف بعقول الشعب، و تلاعب غير مبرر بمشاعره .

و بجانب خلو الخطاب من الخطوات التمهيدية الأساسية التي تنبني عليها الثقة بين الفرقاء، و تبرهن حسن نية صاحب المبادرة، إكتنف الخطاب علاوة على اللغة المُتكلّفة البعيدة عن لغة مخاطبة الجمهور، عيوباً أساسية منها استنكاف الخطاب عن الاعتراف الصريح بخطايا الانقاذ و إخفاقاتها التي أوردت البلاد موارد الهلاك، و عزوف الخطاب عن الإشارة إلى الفساد المستشري و ما إذا كان المؤتمر الوطني على استعداد للوقوف في وجهه، و العمل على إجتثاثه؛ مما يعني أن المؤتمر الوطني إما أنه لا يعترف بوجود الفساد مبدأً، أو أنه يسعى لغطغطته و التستّر عليه، لأنه يمسّ قادته و خواصه. و ثالثة الأثافي إشتراط الخطاب على المقاومة المسلحة وضع السلاح حتى يسمح لها المؤتمر الوطني بالمشاركة في الحوار الوطني المزمع، مع علم المؤتمر الوطني المسبق ? و إن لم يعترف بها علناً – بأن سلاح المقاومة كان العامل الأقوى ? بجانب عوامل أخرى من بينها انتفاضة سبتمبر/أكتوبر – في إقناعه بأنه لا جدوى من الاستمرار في الركون إلى الحلول العسكرية و الأمنية في التعامل مع قضايا الوطن، و أن الحوار الجاد و الاستعداد لدفع استحقاقات السلام هو السبيل الوحيد و الأنجع للخروج من المحنة التي أوقعوا فيها الوطن.

و ما دامت هذه هي قناعة المقاومة المسلحة، و قناعة قطاعات عريضة من الشعب، فما الذي يغري المقاومة المسلحة بوضع سلاحها لمجرد دعوة متردّدة صدرت من نصف قلب رجل عجز عن أن يحتمل أعضاء حزبه الذين صدعوا ببعض الحق و طالبوه بالإصلاح عبر حوار وطني جامع، فكان جزاؤهم الطرد و الابعاد من الحزب. ثم كيف يكون شأن المقاومة المسلحة لو وضعت سلاحها أملاً في حوار جاد فإذا بالمؤتمر الوطني يغلبه الطبع، و يعود إلى ديدنه المعهود في المراوغة و الفهلوة و شراء الوقت؟! الذي يجب أن يعلمه الجميع، هو أن الذين يحملون السلاح و يعيشون في الكهوف و الأدغال، هم أكثر الناس معرفة بمضار الحرب على مستوى الأفراد و الجماعات و الوطن. و أكثرهم ميلاً و حباً للسلام. و ما أبقاهم على ما هم عليه إلا ما هو أمرّ من الحرب و هو الظلم. عليه، ليس من المنطقي و المأمول أن تضع المقاومة سلاحها قبل أن تستيقن أن دعوة الحوار هذه المرة جادة و حقيقية و لا رجعة فيها، و أن الحوار قد سلك بالفعل مساراً مقنعاً و فاعلاً يُرجّح مخاطبته لجذور المشكل السوداني، و خلوصه إلى نتائج ترفع المظالم و تردّ الحقوق، مع ضمانات كافية بعدم رغبة أو قدرة المؤتمر الوطني على النكوص عنها في منتصف الطريق، أو رفض نتائجها النهائية. حينها فقط لن تكون الحاجة إلى السلاح قائمة أو مبررة. و يكون الانخراط في العمل السياسي الناعم، الخيار الأوحد للجميع. أما إشتراط وضع سلاح المقاومة قبل أن تستبين كنه الحوار الذي ابتدره حزب استفرد بالرأي و بحكم البلاد لعقدين و نصف العقد، فهذه دعوة صريحة للاستسلام، و لن يجده النظام من المقاومة المسلحة. لأن الذي يقبل الاستسلام، هو المهزوم و ليس المنتصر.

أما القضية الإجرائية و التراتيبية المهمة و المحورية التي يجب أن ينتبه إليها مبتدر الحوار، و الذين تم التحاور معهم سراً أو علانية من الأحزاب و القوى السياسية، هو الفهم الافتراض القائل بأن الحوار و التوافق بين هذه الأطراف هو الأساس و الأصل و هو المهم، و أن بقية القوى السياسية الوطنية بما فيها الجبهة الثورية السودانية و كل القوى الجديدة الفاعلة من قطاعات الشباب و الطلاب و المرأة و سائر الكيانات المهنية و الفئوية، فروع يجوز التعامل معهم على أساس الردف أو الاستصحاب في أي مرحلة من مراحل الحوار. هذه فرضية و فهم في غاية الخطورة، و يمكنه أن ينسف مشروع الحوار برمّته، لأن الاستنتاج الطبيعي السالب الذي سيخلص إليه الذين يُراد لهم أن يكونوا مجرد ملحقين أو مستصحبين، هو أن العقلية القائلة بأن المركز و أهل الناديي السياسي القديم هم أهل الحق المطلق في حكم البلاد و رسم مسارها بحكم الشرعية التاريخية و الحق المكتسب بالممارسة، و أن على أهل الهامش و القادمين الجدد الحمد و القنوع بالمواقع الديكورية التي تجود بها عليهم هذه الأحزاب في هامش السياسة و القرار الوطني، ما برحت مكانها رغم التضحيات الجسام التي قدمها الوطن و المواطن للخروج منها. هذه العقلية هي أس البلاء و المشكل السوداني، و هي التي دفعت البعض إلى حمل السلاح لرفع الغبن و الضيم التاريخي الواقع على الأغلبية المهمشة في السودان.

أن يتولى المؤتمر الوطني و أحزاب الوسط رسم خارطة الطريق، و تحديد موضوعات الحوار و أولويات القضايا الوطنية، و تشكيل آليات الحوار، ثم من بعد ذلك تُدعى القوى الأخرى و على رأسها الجبهة الثورية للالتحاق، خطوة استعلائية مستفزة و ممقوتة، و إعادة لعقارب التاريخ إلى ما قبل لحظة اندلاع الثورة الشعبية المسلحة و غير المسلحة في كل أركان البلاد. أنا لست مخوّلاً بالحديث نيابة عن كل التنظيمات التي تدعو إلى إزالة التهميش، و بناء دولة المواطنة المتساوية، و لكن المؤكد عندي، أن الجبهة الثورية السودانية لا تقبل الجلوس في المقاعد الخلفية للسياسة الوطنية و أن يكون يدها هي السفلى. و لن ترضى بأن تكون رديفاً لأحد. و على المؤتمر و الوطني و شركائه في الحوار أن يراجعوا ترتيب مسار الحوار لتكون كل القوى السياسية الوطنية شريكة أصيلة من مبتدأ الحوار إلى منتهاه، إن كانوا يريدون لهذا الحوار أن يحقق سلاماً عادلاً مستداماً، و حلاً شاملاً للمشكلة السودانية.

3 فبراير 2014

تعليق واحد

  1. القضية الت يناضل من اجلهل السيد جيريل قضية خاسرة وان كسبها للاسباب التالية
    1-اتمني ان يكون السيد جبريل قد شاهد اللقاء التلفزيوني مع متفوقي مرحلة الاساس واجابة الطفلة عندما سالها المذيع عن هل هي مريخابية ام هلالابية فردت بغضب وقالت انا بشجع ريال مدريد وهذا يعني ياسيدي جبريل ميلاد جيل جديد بفكر متقدم ورفيع يعشق الابداع ايا كان مصدره دارفوريا او كردفانيا او تشاديا
    الابداع ياجبريل ليس في جلوس ابناء القبيلة الذين حرموا من الجلوس في المواقع السيادية منذ 1956
    انما الابداع في بلورة رؤي جديدة وفكر جديد يقتال القبليةوالعنصرية ويقاتل من اجل صون كرامة الانسان ةحقة في الحياة الكريمة وقيام دولة القانون والمحاسبة والعدالة والشفافية
    اما اذا كان الحل في نطر جبريل هو الحل في القوة والبطش والغلبة لحمملة السلاح فعلية وعلي الدنيا السلام
    الناس ياجبريل في جميع انحاء السودان ومنذ الاستقلال كارهون لكل النظم التي حكمت وليتك ياجبريل شهدت ناس الوسط في الموكب الرائع الذي اطاح بابن الوسط جعفر نميري لتفهم الحقيقة الغائبة عنك بان القضية واحدة في دارفور او الخرطوم والناس كله عاشقة للعدالة والحرية والشفافية كان الحاكم جعليا ام دارفوريا هذة لم تك قضية في يوم من الايام
    انا ياسيدي جبريل افنيت عمري في تنمية الريف السوداني وحملت كل قضاياه وهمومه ولكني الان اصبحت مفجوعا في كل المقاتلين من اجل الهامش اذ اكتشفت بان الجميع يرتزقون من مصائب اهلنا البسطاء
    ويتخذونهم مطايا للوصول الي السلطة ولك السلام
    استاذ جامعي
    متخصص في التنمية الريفية

  2. برافو يا دكتور كلام يحمل فى طياته كل المنطق و العقلانيه و تشخيص مزهل لمشكلة السودان منذ الاستقلال الامر الذى لم يرتقى إليه قادة الخرطوم الى نصيفه نسبة للغشاوه التى تكسو قلوبهم و عقولهم بسبب اوهام تعشعش فى دواخلهم و ظلم اظلمت عليهم كل شئ حتى ذواتهم . أرى انكم قاب قوسين من حكم السودان بما تحملونه من هموم هى نفس هموم اى فرد فى السودان . بالعكس تماما لهموم المؤتمر الوطنى الذى انحصر فى كيف يطول امر بقاءه فى السلطه حتى ان كان ذلك على اشلاء و جماجم جميع اهل السودان , قمة التبلد الحس الوطنى و الانسانى و الدينى.

  3. *********** (( أن الجبهة الثورية السودانية لا تقبل الجلوس في المقاعد الخلفية للسياسة الوطنية و أن يكون يدها هي السفلى. و لن ترضى بأن تكون رديفاً لأحد. و على المؤتمر و الوطني و شركائه في الحوار أن يراجعوا ترتيب مسار الحوار لتكون كل القوى السياسية الوطنية شريكة أصيلة من مبتدأ الحوار إلى منتهاه، ))******* دا الكلام الواضح و الصريح ****** لا فيهو لف ولا دوران ******** وين لناس الامام الجهاد المدني ***** الهبوط الناعم **** تذكرة التحرير ***** دي اللغة الممكن يفهمها الكيزان ***** سيروا يا ثوار الجبهة الثورية و عين الله ترعاكم ************

  4. اراهنكم اذا سقط المؤتمر الوطني هذه الحركات ستحمل السلاح لان عدوها ليس المؤتمر الوطني بل كل الجلابه بما فيهم ناس التوم هجو و نصر الدين الهادي و ياسر عرمان ،
    الاحزاب القاصده دي مهما تكون ضعيف في النهايه احزاب مدنيه و بها مؤسسات لكن انتو جبتو لينا كلام خارم بارم و قلتو فجر جديد.
    انتم ليس لكم مقدره على الحكم دوركم فقط ترويع الآمنين و الهجوم علي شوية عساكر .

  5. الدكتور جبريل باسلوبه الراقي في الكتابة طرح مشكلة الحكم في السودان واحتكار السلطة, حقيقة لا يمكن القبول باعادة انتاج ازمة الحكم مرة اخرى, فالجميع اصلاء في هذا الوطن, ولا سبيل لاستعلاء مركزي بعد الان

    * الدكتور جبريل صاحب افكار مرتبة وموضوعي لحد بعيد في مقالاته, مما يعكس خطاب الجبهة الثورية حيث هو رئيس لحركة العدل والمساواة ونائب رئيس الجبهة,

    * اذكر انني شاهدت له فيديو يخاطب فيه قواته قبل دخولهم لاحد المعارك , وهو يتلو عليهم اخلاقيات الحرب ويشدد عليها بصورة مذهلة , فلو قارنا ذلك مع خطاب الحكومة مثل احمد هارون الذي يقول ما تجيبو حي وما تعمل لينا عبء اداري باحضارك للاسرى, وعمر البشير العنصري الذي يقول ان اغتصاب الحرائر من نساء غربنا الحبيب هو شرف لهن والكثير من هذا المرض والجهل , فلو قارنا ذلك لتبين رقي وتقدم خطاب الجبهة الثورية

    * فيديو خطاب الدكتور جبريل في قواته:

    [SITECODE=”youtube rUvTVjqRUtQ”]..[/SITECODE]

  6. الصادق المهدي والميرغني والترابي وجوه لعملة واحدة
    الحركات المسلحو لم تحمل السلاح حباً فيه أو رغبة في قتل أهلهم وانما لوجود مطالب مشروعة وعادلةوالأساس فيها ازالة سيطرة المركز والتهميش المتعمد
    الحل في الحوار القائم على المساواة التامة بين كل الفصائل مهما كان الحزب صغيراً فالكل له الحق في تقرير مصير السودان لأن السودان ليس ملكاً للسادة وللشيخ الترابي الذين أثبتوا فشلهم في النهوض بالسودان

  7. كلام منطقي يادكتور في ان تكون قوي الهامش لاعب اساسي وهذا من حقها!!! لكن في رايي هنالك نقطة يجب ان تسطحبونها ان كان هنالك حوار وهي ليس هنالك ولن يكون هنالك منتضر في هذه الحرب!!! اي لاتجلسوا للحوار وكانكم الطرف المنتصر كما يجب علي الحكومة ان تكون كذلك لانكم جميعاُ والوطن خاسرون. هذه الحقيقة قد تساعد كثيراُ في تقديم تنازلات كبيره من الطرفين لاجل الوطن.

  8. بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على سيدنا محمد مع التسليم وبعد — شكرا دكتور جبريل على هذا الوضوح والتوضيح– واقول
    إن الحزبين العجوزين ظلا وما زالا مثل ضرتين متشاكستين وهما شريكان اصبلان في تاخر السودان وتدهوره — احدهما يريد الاتحاد مع مصر متماهيا معها لدرجة العمالة والاخر يريد الاستقلال على ان يكون له قصب السبق والصدر دون الاخرين وكليهما غير ابه بما يعانيه شعب السودان عامة والاطراف خاصة — وقد عجزا تماما في ابتداع نظام يشبه السودان وشعبه المتنوع — والافة الاخري هى النخبة المتنطعة التي ظلت تسعي من خلال دعم الدكتاتوريات العسكرية لتحقيق مآرب ضيقة شخصية, فئوية كانت او جهوية وعنصرية في اغلب الاحيان تابعين عسكريين اقل ما تقول عنهم انهم طلاب سلطة جهال وخائنين للعهود مفرطين في واجباتهم الاساسية وهي الدفاع عن الوطن وحدوده وشعبة واتخذوا بديلا لذلك تقتيل الشعب ومعاداته سواء في المظاهرات السلمية او الحركات الثورية التي تقاوم الظلم والظالمين — اما الجبهةالاسلامية واذنابها فهم ادعياء اسلام انتهازيون وصلوا الى السلطة بالكذب والتلفيق وظلوا فيها بذات النهج فاضاعوا اول ما اضاعوا حركتهم التى وصلوا للحكم على ظهرها وتفرقوا ايدي سبأ يتبعون الدنيا والدنية حتى اوردوا البلاد موارد الهلاك تشظيا سياسيا واجتماعيا وجغرافيا — وما البعثيين والشيوعيين باحسن حالا من الاسلاميين فقد تم تجريبهم في السودان وفي دول اخري — الان وقد شارفت البلاد على الوقوع في الهاوية — يجب علينا نعي الدرس جيد ونقدر العاقبة الماحقة التي سنصير اليها ان لم نتدارك امرنا حيث يجب علينا جميعا وما ابريء نفسي ان نتواضع ونستمع للجميع دون فرز او اقصاء وبدون خوف او وجل فاليد المرتجفة لا تستطيع حمل سيف الحق والسير به — ونخرج بنظام يليق بنا كسودانيين بين الامم ويضمن حياة ارحب واطيب لاجيالنا القادمة — ويجب ان يعطي الذي بيده القوة كل ما هو ممكن للوصول الى برالامان حتى ولو على حساب نفسه — فما اعظم ان تفدى بلدك واهلك باثمن ما تملك والله ولى التوفيق–

  9. تسلم يا دكتور جد كلام عين العقل و المنطق لغة مرتبة سهلة منسابة و افكار او بالاصح حقائق لا يمكن ان ينكرها الا مكابر – فهذا السودان بلد كل سوداني من اقصى حد في الشمال الى اقصى حد في الجنوب و من اقصى حد في الشرق الى اقصى حد في الغرب و ليس هنالك فضل من احد على احد فنكن جميعا قلوبنا على وطننا و نستفيد من درجة التداخل القوية بين جميع مكونات الشعب السوداني العظيم لبناء بلدنا و اللحاق بها في مصاف الدول المحترمة التي راس مالها الاول و الاخير الانسان و رفعته و تقدمه و تطوره

  10. موقف وتحليل منطقي وواضح يا دكتور وتسنده حقائق وممارسات مشهودة لهذه الشرذمة . هذا من ناحية ولكن الناحية الاهم أن وجودكم الاعلامي في الساحة قد يمثل ويحقق 50% مما قد تحققه الابندقية وهذا هو العنصر الغائب في نضالكم ، ولنعتبر مقالك هذا بداية لذلك العمل المفصلي .
    وفقكم الله وسدد خطاكم

  11. هذا هو الكلام الذي كان من المفترض يقال اما خطاب البشير كان للجلابة وكل الجلابة وليس الناس كل الناس

  12. من المهزوم ومن المنتصر غير المواطن المجروح منكم الاثنين فهولاء عبدة سلطة وانتم عبدة انتقام وتشفى فى الوطن بانهيار اقتصادة والمواطن بفقدة امنة

  13. منطق القوة يقول ان القوى الثورية المسلحة هى التى ستحكم السودان خاصة بعد حل الجيش السودانى وتوزيع مهامه الى شرطة ابوطيره والقوات الامنيه الخاصة وقوات المرتزقه المستأجرة .. وسيحكم اهل الهامش السودان قريبا جدا ..انهانفس قوة السلاح التى استولت بها الجبهة الاسلاميه على مقاليد الحكم وطلب البشير (السكرتير ) آنذاك ممن يريد السلطة ان يلجأ للسلاح ..هاهو انقلاب قادم فى ضوء الشمس وعلى ( قوات الجبهة الاسلاميه القوميه) التصدى له والدفاع عن سلطتها.. نحن ها هنا قاعدون متفرجون فليس اسوا من نظام البشير الا نار جهنم ..

  14. دكتور جبريل اقسم بالله اني اندهشت من فهمك العالي وقوة منطقك واقسم بالله اني قرأت عشرات المقالات التي تحلل او تحاول ان تحلل خطاب الرقيص الكارثي فلم اجد مقال اكثر عمقا واقناعا وفهما كما تفضلت ..
    دكتور جبريل انت وامثالك من الوطنيين عالي الفهم والادراك من تستحقون حكم هذا الشعب المغلوب على امره .. اقول قولي هذا وانا من نفس الجهة التي ينتمي اليها هذا الرقيص الكارثة ..

  15. دعوة الكيزان للحوار عزومة مراكبيه القصد منها شق صف المعارضه وهم بذلك يخدمون المعارضه الحقه ليتساقط من جسدها مدعي الكفاح وطلاب المناصب وناس كراع بره وكراع جوه … يذهب الزبد جفاء ويبقي ماينفع الناس

  16. نحن عندما ثرنا علي نظام المؤتمرالوطني انما ثرنا علي كل المنظومه الموجوده في الساحه السياسيه ولم نفوض شخص يتكلم باسمنا نحن ثوار سبتمبر وعليه نضم صوتنا الي صوت جميع اهل الهامش بان اي حوار يعزل المهمشين هو حوار طرشان

  17. حقيقة ان هذه الاحزاب لا تمثل المعارضة ولاتحمل همومها فغالبية المعارضين غير متوافقين مع هؤلاء الذين دعاهم المؤتمر الوطني لقاعة الصداقة بل هم لهم معارضين ابتداءا .واساسا هؤلاء المدعويين للقاعةهم جزء من الحكومة بصورة واضحة او بصورة سكوتية وحملة السلاح هم جزء عزيز من ابناء الوطن ويمثلون قمة جبل المعارضة الذي يحوي اكثر من50 حزب سياسي لم يصلوا بعد لحمل السلاح لاسباب مختلفة تتعلق ببيئتهم وظروفهم والمؤتمر الوطني يعي تماما اوزان هذه العمائم لذلك يعمل لاحيائها لانها يسهل ابتلاعها لاحقا وهم يركضون لشربة الحياة هذه التي يتصدق بها عليهم المؤتمر الوطني

  18. “كل القوى السياسية الوطنية شريكة أصيلة من مبتدأ الحوار إلى منتهاه، ”
    ألم يفهم المركز بعد ان الهامش شريك بالمواطنة المتفق عليها والتي أكدها السفاح في أكذوبة الوثبة، اذا أريد لهذا البلد ان ينجو من الهلاك فعلى الشعوب كنس أبالسة الانقاذ، تأكدوا أنهم لم يذهبوا طالما هنالك مساءلة ومحاسبة عدلية فهم يناورون ويبحثون لمن يضمن تصفير موبقاتهم وجرائمهم والمال المنهوب قبل الهروب

  19. اتفق تماما مع د.جبريل فيما ذكره من مطلوبات اساسية كان يجب ان يحويها خطاب الرئيس اذا كان فعلا جادا فى فتح حوار وابتدار مرحلة جديدة وان غياب هذه المطلوبات هو الذى ادى الى هذا الاحباط الكبير واحساس الجميع بان لا جديد عند المؤتمر الوطنى.ولكن هذا لا يمنعنا من الاختلاف الكبير مع هذه الحركات المسلحة لايماننا العميق بان الاهداف النبيلة لا يتم الوصول اليها الا بالوسائل النبيلة وشواهد التاريخ فى ذلك كثيرة وتغنينا عن ضرب الامثلة وبالاخص فى بلد مثل السودان لا يزال تكوينه القومى هشا جدا ولن يؤدى استخدام العنف فيه لفرض الرؤى السياسية الا الى مزيد من تشظى هذا البلد ودونكم مثال الجنوب القريب زمانا ومكانا كما ان خطاب بعض منسوبى الجبهة الثورية خاصة مما قراناه فى وثيقة الفجر الجديد يجعل الكثيرين من ابناء بلادى وانا منهم ان يقولوا ان امثال هؤلاء لن يضمنا معهم وطن واحد ولماذا هذه الحساسية العالية تجاه كل ما ياتى من الوسط والمركز وما المهم ان تاتى الدعوة للحوار من الوسط او الشرق او الغرب ثم يلحقهم الاخرون بل المهم هو مضمون الحوار ونتائجه .ولماذا لا تاتى الدعوة منكم وتعلنون للناس انكم قررتم وقف الحرب والاستجابة للحوار وذلك لفترة ستة اشهر مثلا وذلك حتى تضعوا الكرة فى ملعب المؤتمر الوطنى امام الشعب وتثبتوا بانكم دعاة سلام كما تقول.حفظ الله بلادنا وحماها من التمزق.

  20. على أحزاب المركز عدم إضاعة وقتها في الهرج والمرج واللقاءات الجانبية فيما بينها: الصادق يزور غازي، وغازي يزور الترابي، والترابي يلبى ويحضر خطاب الوثبة البشيرية .. ألخ، وهي ليس لديها ما تقدمه لبعضها البعض.

    يجب أن نعترف بأن الشعب السوداني الآن أنقسم لفصطاطين: هامش مظلوم ومركز ظالم، هامش يمتلك الرجال والقوى البشيرية والعزيمة ومركز يمتلك المعدات العسكرية والأسلحة والأماني دون رجال، هامش يسيطر ويبسط سيطرته على الأرض ومركز يدعي ملكيتها على الأورق الرسمية في المحافل الدولية، هامش يسيطر ويتحكم في جميع مداخيل الأنتاج ومركز يسيطر على الأسواق ومنافذ التصدير. جبهة ثورية تستمد قوتها ودعمها من الأغلبية الميكانيكية الساحقة وأحزاب مركز أقلية تستمد شرعيتها من أرث الماضي المندثر.

    وكذلك اليوم لدينا جيشين وطنيين في بلادنا، جيش المركز المترهل والمتهالك “القوات المسلحة” والتي أضحت تعتمد أعتماد شبه كامل على المرتزقة وإستجلاب المقاتلين من خارج الحدود، وجيش الهامش الواثب والمتطلع “الجبهة الثورية” التي يتسابق الشيب والشباب للتطوع في صفوفها، جيش أثبت تمرسه وقوة بأسه وحقق أنتصارات ساحقة على جيش المركز المترهل خلال المعارك الأخيرة.

    عليه، فأن أي حوارات سياسية أو مفوضات يجب أن تأخذ بالحقائق الواردة بعالية، وأن تكون بين طرفين لا ثالث لهما “هامش ومركز”، “جبهة ثورية وقوات مسلحة”، “أحزاب هامش وأحزاب مركز”، “أغلبية ميكانيكية ساحقة وأقلية محدودة”. وعندما يتفاوض غازي صلاح الدين مع الصادق المهدي أو الصادق مع عمر البشير، يجب أن لا يكثروا الحديث عن إيجاد حلول للمشكلة السودانية على عمومها، بل يجب أن تنحصر مناقشاتهم وحواراتهم حول توحيد رؤيتهم كأقلية وطرف واحد للدخول في مفوضات مع الطرف الثاني، ممثل الأغلبية الميكانيكية الساحقة “الجبهة الثورية” التي أجتمعت وحددت رؤيتها في وثيقة الفجر الجديد.

    هذا هو الطريق الأوحد، إذا ما كانت أحزاب المركز/الأقلية جادة في مسعاها لايجاد حلول سياسية حقيقية لأزمة البلاد المتطاولة. وأي محاولات أخرى للفهلوة والتزاكي والألتفاف من أحزاب المركز ستترتب عليها نتائج كارثية. وليعلم الجميع بأنه وبعد إنبثاق فجر الجبهة الثورية، فأن عقارب الساعة لن تعود للوراء أبداً.

  21. لك تحية النضال اخ جبريل ابراهيم…
    لقد أثلجت قلوبنا بالموقف الواضح الذي لا (غباشة) فيه .. لقد انتهى زمن الوصاية على الاخرين والهيمنة والاقصاء…والله ووالله نحن لن نتسول حقوقنا ونستجديها من الاخرين..سنأخذها طوعا ان ارادوا..والا سننتزعها انتزاعا وعنوة كحق اصيل..نحن لانقل شأنا.. ولا مواطنة ولا وطنية ولا قيمة عن أحد!! من يمتلك شهادة بحث بملكية الوطن (لجده) فليخرجها..يبلها وليشرب مويتها…
    لاتسقني ماء الحياة بذلة**بل اسقني بالعز كأس الحنظل
    ماء الحياة بذلة كجهنم**وجهنـم بالعــز أطيـب منـزل

  22. ماقاله الأخ الدكتور: جبريل في هذا المقال عين الحقيقة المرة، وكل من يختلف معاه في هذا الرأي عليه أن يراجع نفسه مرة تلوى الأخرى، فالرجل سرد المشكلة الأصلية في السودان، منذ فجر الإستقلال إلى يومنا هذا يعاني الوطن من هذا الجرح الغائر، نرجو من الإخوة المحبين للسلام وناس العلاقات العامة في الراكوبة، أخذ مقاله هذا إلى رئاسة الجمهورية، للإطلاع عليه وجعله برنامجا للحوار الوطني .

  23. Let Us Be Honest And Say Over Is Over And For Good

    (Association Is Rejected)
    Al Bashir may think that he is the most liked, supported, capable of cheating and moving around to beat in the hearts of event for his favor, forgetting that even children started to dismiss that kinds of cheats which do not bring them their beloved chocolate sweets to chuck nicely whenever their exhaustion appears and when their food is not yet put into the oven to be prepared for them to eat and fill their empty stomachs. He was so stupid, pushed in that manner in front of his own people/audience added to the others who believed what could not be believed from the very beginning at all. What Dr.Jibriel stated is typically, the political down playing for that useless public address, if that ?Presidential Speech? was ever good and it was meant to realize anything at all, but the military side version of the article (Association Is Rejected? it which should be more highlighted openly as the greatest portion and cause of that NCP event and as the core issue of relieving NCP mission blockage and its supporters squeezed enough situation and their lose control of everything was not there in its depth concern, due to follow the trend of why that generalization of the poor addressed speech can?t be read more than being a negative and un-expected shock for many of the attendants to it? Then the analysis of the value of the message to be if the inclusion of what Dr. Jibriel Ibrahim as put it plainly matters to explain what the expectations that can be accepted to realize something more likely to be a welcome route of consensuses? at the minimum level valued. This regime is the back bone theoretically and practically, for the International Islamic Movements and can?t step anything without their secret agents approval and giving the green light to Al Bashir to say something for the always cheated Sudanese masses, so doing something out of that windows cluster will not be to them more than bloody confrontation among themselves to speed up their final ruling times.
    But since their credibility is every day sinking down to the button of the events then that status of economic gross loss and the military tripled losses and increasingly would let their supporters gradually lose their basic interests and hopes to nourish what they have had gone through tens of years ago, bilaterally, multilaterally and likewise internally, for that witnessed popularity depression expandable day by day and night by night and extremely as a result of the ground factors loss and stealing activities from the national drained up resources. Going away from the life of the Sudanese is the mission they are evaluating it now, but that mentioned bundles of their regional and external ideological obligations and commitments remain to them a big headache how to come out of it and hand over the ruling remains to the powerful emerging Sudanese Calm Revolution headed by the marginalized areas new freedom fighters without any jeopardy of political interpretations either. That is the fact of bringing together the major sectarian over aging leading consultants and scholars alike of those collaborating religious backgrounds to pave way for peaceful handing over elements before being faced in fact by those upcoming realities which they did not dream of at all one day like this time. Whenever the unity of those whose feet are set to walk on the burning fire in the first place is realized and their peoples long standing claims are seen honestly to be achieved, based on their cultural diversity norms and based on each region?s characteristic facts and live situations then all will see how fast they will surrender to the facts and the forcing factors to either to real peace end or to hand over un-willingly the power, never mind what level of complexities that might be over sighted afterwards and reforming steps, tactics and strategies to build up the new nation and the new quality country of justice, freedom, fair and equality, without any cultural and religious discrimination, racial or creed basis. Similar examples have been seen successful to up-root the injustice quality and racial practices existed before that kind of gained freedom.
    Even all those alien forces as civilians and political launched calls for changing the dictatorship system of the Sudan can?t prove that they have not had inherited any kind of that look of I am the man of the center and you are the man of the marginal or suburb remote areas or regions to be finally controlled from that previous but modified kinds of sharing power, but less impact on the burned feet by that injustice power and ruling others alone, practices.

  24. أتمنى لو أن بعض المتحاورين يرتقوا لمستوى الطرح ولايفجعونا فى هذا الوطن المفجوع أصلا بفعل أطفال السياسة ..ليتكم تتجاوزون خط التسميات المقيتة .. جلابة وزرقة..جنجويد وطورا بورا..لنرتقى مدارج السمو فى الحوار لمستوى مثل طرح الدكتور هذا..والمثل السودانى يقول {الكلمة الطيبة بخور الباطن}..
    وواهم يادكتور من يعتقد أنه فى المقدمة ويمكنه إستصحاب الآخرين كترلات بعد كل ..المتغيرات التى طرأت على الساحة الوطنية ..والفهم المتقدم للشعب الواعى.

  25. اتفق معك في كل حرف يا دكتور الا في قولك أحزاب الوسط عينك في الفيل تطعن في ضله الصحيح تحديدا هو تحالف ناس الشمالية العنصري ضد الاغلبية الساحة في البلد .الرجاء مذاكرة الكتاب الأسود جيدا وتصحيح معلوماتك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..