مقالات وآراء

المجتمع الدولي.. الشارع أولاً

صباح محمد الحسن

في زاوية ما قبل إعلان الاتفاق السياسي بيومين بعنوان ( التدخل الأجنبي ما الفرق ) تحدثت ان المجتمع الدولي عندما تضامن مع السودان في أزماته السياسية، ووقف مواقف قوية ومشرفة في وجه الإنقلاب فعل ذلك لأنه يحترم الشعب السوداني ويقدس ثورة ديسمبر المجيدة ، وقلت ان الثورة التي أبهرت العالم بأثره ، حري بها ان تجبره على الوقوف بجانبها ، ضد الأيادي التي امتدت لها غدراً وحاولت التعدي عليها، وذكرت ان احترام المجتمع الدولي لحمدوك ليس في شخصه ولكن لأن الرجل يمثل رمزية الشارع الثوري ، وحتى عندما طالب المجتمع الدولي بعودة حمدوك ليلبي المجتمع رغبة الشارع.

وكشفت الايام ذلك وأثبته سريعاً عقب الاتفاق السياسي المعلن من قبل رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء ، إن المجتمع الدولي ، قال الشارع اولاً ، رحب نعم بالاتفاق الثنائي ولكنه قال انه سيتابع خطوات تنفيذ الانتقال الديمقراطي بحذر، وقالت الخارجية الأمريكية : ( لا تغيير في موقفنا من توقف المساعدات للسودان وما حصل خطوة أولى ننتظر أن تعقبها خطوات ونراقب الوضع عن كثب).

وحتى دول الترويكا والاتحاد الاوربي وغيرها من دول العالم تضع الآن عينها على الشارع السوداني، وهذا يؤكد مما لا مجالاً للشك فيه أن دول العالم يهمها الشارع السوداني ورغبته وتطلعاته ، أكثر من عودة الدكتور عبد الله حمدوك ، لأن مجئ حمدوك وحده لقيادة الحكومة المدنية لا يكفي .

وان استمرت أمريكا في وقف المساعدات للسودان فهذا يعني أن المجلس العسكري الانقلابي ( شرب مقلباً ) لأنه ظن ان إعادة حمدوك الى رئاسة الحكومة ستقيه شر العقوبات الاقتصادية وتحول بينه وبين العقوبات الفردية التي طالب بها اعضاء الكونغرس الامريكي والتي ربما تصدر قرار العقوبات الفردية على جنرالات الجيش.

ونظرة المجتمع الدولي بعيداً عن زاوية حمدوك لتراقب المشهد وترهن الدعم برضا الشارع و( وجبر خاطره) ربما لا تختصر صدمتها على المكون العسكري ، بقدر ما يكون وقعها سيئاً على رئيس مجلس الوزراء الذي أعلن أمس ان الحفاظ على المكاسب الاقتصادية التي تحققت خلال العامين الماضيين من أهم الاسباب التي دفعته للعودة الى منصبه.

لكن تمسك المجتمع الدولي بموقفه وجعل ( يده مغلولة ) حتى بعد عودة حمدوك يجب أن يجعل رئيس مجلس الوزراء يعيد حساباته، ويراجع موقفه فوراً، ويقوم باصلاح ما أفسده الاتفاق السياسي، ويدخل في حوار سياسي عريض مع القوى السياسية والقوى الثورية، فالرجل إن فقد الشارع الداخلي والمجتمع الدولي ولم يتحقق اصلاح الاقتصاد السوداني، وظل الوضع كما هو، او ربما بات أسوأ ، إذاً ماذا تبقى له من ثقل ووزن ؟!

فبالرغم من انقسام الشارع الثوري، وتباين آراء لجان المقاومة، وتصريحات رئيس مجلس الوزراء للأجهزة الاعلامية الخارجية، إلا ان ليس ثمة جديد يرجح الكفة ، فمازال الشارع يعاني من حالة احتقان كبير وعدم رضا ، فمواكب الخميس قد تغير المشهد السياسي وترسم خارطة طريق جديد، فالشوارع لا تخون ، والشعب هو من يقرر .

طيف أخير :

تلقى مرادك والفي نيتك

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. صباح من فضلك لا تغيري موقفك حسب الموجة البرهانية ..”الشارع الثوري منقسم” دي إستراتيجية المعادلة البرهانية الكيزانية ولحقتها أخيرأ “الحمدوكية” فنرجوك رجاء” وليس أمرا” خليك في مقعد الشارع

  2. وان استمرت أمريكا في وقف المساعدات للسودان فهذا يعني أن المجلس العسكري الانقلابي ( شرب مقلباً ) لأنه ظن ان إعادة حمدوك الى رئاسة الحكومة ستقيه شر العقوبات الاقتصادية وتحول بينه وبين العقوبات

    *****
    لا أعتقد أن المجلس الانقلابي ينظر الي مساعدات امريكية أو عقوبات أو خلافه بقدر ما تحركه مصالحه الذاتية الضيقة ، فالانقاذ جثمت علي صدر البلاد لثلاثة عقود افقرت فيها البلاد والعباد وأصبح الشعب السوداني شعب الشتات والتيه وغيرت الاخلاق ولم يشعرو بوخذ الضمير حتي .
    فالمجلس الانقلابي اليوم ومن شايعه قد وضعو أياديهم مرة ثانية علي جزيرة الكنز من ذهب وثروات معدنية وحيوانية وزراعية لا حصر لها وكل ما في الامر انهم يريدون النجاة من اي عقاب قد يطالهم بيد الثورة وهذا اولا ثم الاستمرار بالشراكة الذكية مع الاوغاد لضمان مصالح الجميع كل حسب مركزه مع ضمان مصالح الدول الغربية والاقليمية وتنفيذ أجنداتها بغض النظر عن أخلاقيات ذلك ولا مانع من تحية قبر اتاتورك ومن تحية السيسي ومن لعق أحذية بن زايد وقبل ذلك أخذ صكوك الرضا والغفران من اسرائيل والقوم في ذلك سواء والقاسم المشترك بينهم الخسة والضعف والدناءة ….

  3. (وهذا يؤكد مما لا مجالاً للشك فيه أن دول العالم يهمها الشارع السوداني ورغبته وتطلعاته ، أكثر من عودة الدكتور عبد الله حمدوك)
    كررتي اكثر من مرة أن اهتمام المجتمع الدولي ما معناه اهتمام المجتمع الدوليبشأن الثورة عشان خاطر عيون شعب السودان ورغباته وتطلعاته! صحيح قد يقولوا لك ذلك في الميديا وفي بيانات السفارة الأمريكية مثلا! ولكن الحقيقة مغايرة تماما.
    الذي يحركهم في المقام الاول والاخير هو مصالحهم ومصالحهم فقط صرف النظر عن مظاهرات في الخرطوم أو مدني أو نيالا.. الاعتقاد بغير ذلك غشامة سياسية مفضوحة ونشرها بين الناس هو نشر للجهل، فالذي يقرر مصائر الامم شعوبها وليس “المجتمع الدولي”!
    في مصر المجتمع الدولي دعم السيسي ليس لأنه يمثل ارادة الشعب المصري عبر صناديق الاقتراع ولكنه يمثل مصلحتهم اولا وقبل كل شئ.. هذا ببساطة شديدة.
    ما قام به الدكتور حمدوك جهد هائل ومقدر في وجه موجة عاتية تكاد تذهب بالسودان حيث ذهبت الصومال وليبيا وسوريا واليمن والعراق! فنحن لسنا اقوى ولا احسن ولا افضل من هؤلاء حين انهاروا

  4. للأسف نجح الكيزان في الايقاع بين العسكريين والمدنيين أولا ثم بين المدنيين والمدنيين ثم اخيرا الايقاع بين حمدوك والمدنيين من جهة والشارع وحمدوك من جهة أخرى. ونحن نسير ببلاهة خلف المخطط.

    والمستفيد الأوحد من كل ما يجري هم الكيزان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..