عفوا عن أي حرية تتحدثون !ا

عفوا عن أي حرية تتحدثون !!ا
خالد أسامة خالد عثمان
جامعة الخرطوم ? كلية الآداب
المستوي الثالث “تلميذ الفلسفة والإعلام” الرسالة
كلنا الآن شهود لما ألت إليه أوضاعنا من ظلم واستبداد وقهر وتخلف وجهل وانحطاط ، وفيما يبدو لي أننا نعلم الأسباب وبوضوح ، فهي ظاهرة أمامنا ولا تحتاج إلي توضيح ولكننا الآن نحن أصبحنا مثل السلحفاة التي رأت الذئب من بعيد فقامت بوضع رأسها تحت كومة تراب وقالت بأنه لا يوجد ذئب وقامت لتفسير الشيء الذي رأته ، فالسبب واضحا و فحواه واضحة كذلك ،ومن هنا فأنا أحاول أن أنطلق منه وفقا لمبدأ الوضوح والتصارح معي ومع غيري من أهل بلدي بأذن الله ، فالمسالة مسالة وطن ليس فقط لنا بل ولأجيالنا أيضا ولوطن يسع الجميع ، فعندما أقول أن السبب واضح ، فأعني أننا لا نتكلف عناء الفكر لكي نجده فالسبب هو ملوكنا وأسيادنا وطواغيتنا ،وهم يخادعوننا وفقا لتدليس وتكذيب الحقائق استنادا إلي الدين حينا وإلي الدفاع عن الوطن حينا أخر ، ووفقا لكبتنا وإسكات صوتنا استنادا إلي القهر والتعذيب والتنكيل ،
فإن فعلوا ذلك فهو إرثهم وديدنهم وسلوكهم فهم أصلا ورثة فرعون عدو موسي عليه السلام ، وقوم ثمود أعداء نبي الله الصالح ، فهؤلاء الجنود الطواغيت ورثوا المهنة من أمثالهم إذ أن هذه الفئة هي عدوة للإنسانية منذ فجر الإنسانية ، والتاريخ يعلمنا بهم جيدا ، كمثال ما حدث في طروادة وإسبارطة وألمانيا وإيطاليا والهرسك وغيرها ، وكذلك القران أخبرنا عنهم ،وعرفوا بالسمعة السيئة من استكبار وفساد وظلم وقهر وجبروت وعناد للأنبياء وخطيئة وغيره ، فهم ورثة فرعون وقوم ثمود يقول تعالي “هل أتاك حديث الجنود فرعون وثمود بل الذين كفروا في تكذيب ” البروج ” فهم يفعلون مثل ما فعل فرعون يتلاعبون بالوقت لكي يتفادون عواقب أفعالهم مثل ما كان فعل فرعون تماما عندما نبي أن في سنة سوف يولد طفل يقتلع عرشه فما كان فعله؟ أمر بقتل الأطفال الذين يولدون في تلك السنة ،وهنا كذلك يعذبون أهل بلادي ،بالتهديد والوعيد والرمي في السجون والتعذيب وأن دعي الداعي القتل حتى !!! وكل ذلك في سبيل الدفاع عن الملك ، لقد نبي فرعون بمن ينزع عرشه ، “ولو نبي أسيادنا بشخص لقتلوه ووضعوا جثته في سجن ,وأمروا كتيبة من حرسهم لتحرسه ” وهذه هي فلسفة الدفاع عن السلطة . نحن نواجه جنود اعتي واعنف مما لاقاه قوم فرعون وذلك بحكم استعدادهم التي نزعوها من جبين شعبنا ووجهوا هذه الاستعدادات ضده ، ففرعون ترك لهم ارث كان لابد أن يسيروا علي ، بل لو أن فرعون رأي ما فعله أحفاده إستبرا منهم , فالآن هم سخروا كل مواردنا لخدمتهم وخدمة الذين يحمونهم ونسوا الفقراء والمساكين ، ووجهوا هذه الموارد لاستعداداتهم ووجهوها في وجوه أبنائنا ، وأضاعوا الحقوق ، بإله من منا لم تضيع حقوقه في ظل الدولة الظلامية القهرية ، شردوا جهابذة علماءنا الذين خدموا في بلاد أخري وكان من الأولي أن نستفيد منهم ،وضيعوا أجيال الحاضر والمستقبل ، عاثوا في الأرض فسادا ، ونكلوا بنا ،وغيره كثير
فهذا سلوكهم لأنهم يريدون أن يحافظوا علي ملكهم ، فالملك عندهم هو الغاية وحده ففي سبيل المحافظة عليه يفعلون كل شي ، وكل ذلك وفق رؤى ميكيافلية واضحة جدا في سلوكهم ، أقتل أهل دارفور ” كردفان” أعزب طلاب جامعة الخرطوم أسلب حقوق ” المناصير” و أدمر “مشروع الجزيرة ” الذي جلب الخواجات من بلادهم وغيره كثير ، فميكيافلي نفسه لو رأي مثل هذه الأفعال ربما غير رأيه في قوله ، لقد صدقت بلقيس عندما ” قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أزلة وكذلك يفعلون “النمل 34 لقد شاهدت بلقيس سلوكيات الملوك وعرفتها ولقد كانت مملكتها في حوالي القرن العاشر ق.م وأفصحت عنها وهي الفساد والتدمير ، ومنذ ذلك الحين إلي الآن كذلك هم يفعلون فكيف نؤكل أمورنا لبشر عرفوا بتلك الخصال منذ قبل القرن العاشر ق.م والي الآن واضحة وضوح العيان ,نعم لقد حق أفلاطون عندما قال أن السلطة تفسد والسلطة المطلقة تفسد إفسادا مطلقا ، وهذا أمر لا غشاوة فيه ففي يوما من الأيام مر هتلر بمكتبة من المكتبات وأراد أن يشتري كتابا عجبه فلم يستطيع لعدم وجود المال وتحسر وتمني أن يكون غنيا لكي يوفر الكتب للناس بالمجان لكن ماذا فعل عندما أمسك بذمام السلطة ؟ نكل وقهر العلماء “حني أضطر بعضهم للخروج من ألمانيا مثال فرويد ولودفيج وغيرهم ” أقام رقابة قوية علي حركة ألتأليف والنشر ، ودمر الجامعات في براغ ، وقتل طلابها وحرق كل مادتها العلمية ، ونفس الأمر في بولندا وتشيكوسلوفاكيا وغيره .
نعم إن الحكومات العسكرية وبكل جدارة هم سبب تأخرنا وتقهقرنا وانحطاطنا لسنا فقط بل والعالم الإسلامي بأثره فلو نظرنا إلي لكل العالم الإسلامي وجدنا أن ولاته كانوا من ذاك القبيل “صالح ، القذافي ،مبارك وغيرهم” ،وقديما كانت الحكومات الأموية والعباسية وبني بويه وغيره ،فمثل هذه الحكومات كانت حجر عثرة لتقدمنا وكلما تقدمنا خطوة إلي الأمام أرجعونا مثلها أو أكثر ، ورقم أننا نعرف الفيل جيدا نضرب علي ضله ونتهم منهجيات وشخصيات برية براءة الذئب من دم ابن يعقوب ، فكيف لنا أن ننهض وكل ميزانياتنا متجهة إلي هؤلاء الملوك فما هي الميزانيات المخصصة للتعليم والصحة وللعلماء وللتقدم والتحضر وغيره ، فهم ألان يقومون بمثل ما قام به هتلر فأين الآن هي جامعة الخرطوم أليس هو نفسه نهج هتلر . ومن هنا كيف لنا المثول لفئة إن عرفت إنما عرفت بالفساد والضلال والقهر والتخويف فعلينا إذن الرجوع إلي الورثة الحقيقيون الذين سيوصلوننا إلي الطريق الصحيح والمنهج السديد القويم ، لكي نواكب ركب الأمم ثم نتجاوزهم ، ويجب علينا أن ننظر ثم ننظر ما هي النتائج التي جنيناها وما هي طموحاتنا التي نريد أن نحققها
جيد واصل