منبر الدوحة لحل قضايا مجتمعات «الإبادة» السودانية? ومؤتمر دولي على غرار الطائف اللبناني

محجوب حسين
في الثلث الأخير من العام الماضي، نشرنا مقالا على هذه الصفحة ذاتها، جاء العنوان، كما هو وارد في الشق الأول من العنوان أعلاه، وفيه دعونا إلى ضرورة «إعادة تأهيل منبر الدوحة، ضمن مسارين لتحقيق السلام الشامل في السودان»، بعدما استقر ? على ما يبدو- على اجتهادات العقل السياسي السوداني، في فعله اليومي لحل حرجه التاريخي الذي وقع فيه ماضيا وراهنا. جاءت تلك «الاجتهادات» على شاكلة مناورة أو مبادرة، على رؤيتين أساسيتين، إما تسوية سياسية تتحقق عبر تفاوض أو حوار ما مع مؤسسة الخلل القيمي، برئاسة البشير تنهي خلله وانحرافه، أو ثورة جماهيرية تعيد التحقق في كل شيء سوداني لصالح تغيير بنيوي، تتملك فيه زمام المبادرة. وهو معطى لم تكتمل اشتراطاته الزمنية والذهنية بما يكفي، بسبب تواطؤ بيّن مع دائرة ما، حيث بالتمعن فيه، ما يزال لم يتعد دائرة الخطاب السياسي، الذي يستدعي في أحايين كثيرة، رغم وجه المفارقة، التماثل التاريخي لمحطات من التاريخ السياسي السوداني الحديث، فيها وقع الاستبدال من «الخوذة» إلى «العمامة»، لتحقيق حاجيات وأواليات النخبة، بعقد اجتماعي ممنوح يوفر غطاء لتلك الحاجيات.
دعوتنا وقتئذ لـ»إعادة تأهيل» منبر سلام الدوحة، هي تلبية للرسم الذي رسمته القوى والمؤسسات الدولية، عبر قرارات مشتركة بين مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي، التي أوكلت مهام تنفيذها إلى لجنتها رفيعة المستوى في الاتحاد الأفريقي، التي تشمل ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين، برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابومبيكي، فيها رسمت مسارين للتفاوض عبر منبر واحد في العاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)، ورغم نتائج جولاتها التفاوضية الصفرية وعجزها عن إحداث اختراق حقيقي، غير ورقة واحدة موقعة من طرف واحد، لما يطلبه المشاهد الحكومي، أيضا لم تتمكن من إحداث توازن سياسي بين قوى المسارين، حيث تتعاطى بفهم أن هناك أصلا وآخر تابعا. وترى في كواليسها أن هذا التابع/ الملحق- إن صح القول- يعيق المنبر عن إحراز أي تقدم لاختلاف أولويات وأجندات كل مسار، رغم شراكة الأجندة والأولويات، وهما بين مسار دارفور بزعامة كتلة القوى الحركية الدارفورية، ومسار الحركة الشعبية/ شمال في قضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق، هذه الرؤية التي ما انفكت ترسل الخرطوم إشاراتها في كونها غير معنية بقضية دارفور في منبر أديس أبابا، إلا بما يخدم أغراضها في الوصول إلى وقف العدائيات لأغراض إنسانية، وهي صيغة من صيغ وقف إطلاق النار، لم تنته إلى وقف إطلاق النار بشكل نهائي، وترتيبات أمنية ملزمة، تتم بعد الوصول إلى اتفاق سلام شامل.
هذا في جانب أول، وفي الجانب الثاني تسعى الحكومة إلى إلحاق القوى الثورية من الحركتين بوثيقة سلام دارفور، التي وقعت في الدوحة في إطار الثالوث القائم، إما دمجا او إلحاقا او انضماما، بدون اجتهادات أخرى، فضلا عن ذلك تمضي في إنتاج أدوات الإعاقة بقولها المتكرر بأن اتفاق «سلام دارفور» في الدوحة هو آخر صيغة سياسية لحل أزمة دارفور، رغم ان الاتفاقية لم يوقع عليها أي من القوى الثورية التي تمتلك المشروعية التاريخية في الصراع، فضلا عن انتهاء كل آجالها وجداولها القانونية، بدون أن تحرز أي استحقاقات غير تلك التي يريدها الحكم ويعمل على انتقاء جزء منها، مثل عملية التلاعب التي جرت مؤخرا باسم شعب دارفور، وفيما سبق السودان كله، وقيل في الأول إنه تم استفتاؤه. والثاني إنه انتخب رئيسه، أي شعب ينتخب ديكتاتورا، الديكتاتور لا ينتخب.
في مشروع «إعادة تأهيل» منبر الدوحة لسلام دارفور، حدثت اختراقات مهمة، وفق ترتيبات الوساطة الأفريقية، وكذا بعثة حفظ السلام الدولية «اليوناميد»، فضلا عن الشركاء الدوليين، فيها جاء لقاء باريس التشاوري الذي جمع نائب رئيس الوزراء القطري مع قيادتي حركة العدل والمساواة وتحرير السودان في يناير الماضي، فضلا عن رؤيتي الحركتين التي جاءت تلبية لاستحقاقات القضية السودانية، التي تجاوزت عمليا زمن الاتفاق وتاريخ توقيعه، والفاعلين فيه. فضلا عن تغيير مواعيد وآليات القوى وتوازنها بين صراع الإرادات داخل الجغرافيا السودانية، على إثر جريمة قطع الجغرافيا السودانية، التي ارتكبتها عصبة الإسلامويين التي تبين أن عقليتها قائمة على القطع والبتر والإقصاء، عبر الإبادة وتغيير الديمغرافيا وما بينهما منهج فساد متكامل، إن إسلامويي الخرطوم باتوا ظاهرة خاصة، تتنكر لها حتى «إخوة» الإسلام السياسي، خوفا من تشويه قد يقع عليهم.
تبقى الحاجة السياسية الملحة كيف يتحول منبر الدوحة من سلام دارفور إلى سلام السودان، هذا التحول يتطابق ويلبي التصاعد الكيفي والكمي الذي جرى للأزمة ومعامل تغيرها، إن كان على مستوى عناوين القضية الوطنية أو عناوين الجغرافيات السودانية الملتهبة، التي يجمعها ما أسميه بمجتمعات الإبادات السودانية واستحقاقاتها السياسية والاقتصادية والقانونية، ورفع مدرسة الهبة التي يتقدم بها جهاز التمركز إلى مدرسة الحقوق.
إلى ذلك، ايضا خلق توليفة دولية تحسم كم التفويضات الدولية التجزيئية وتقاطعها والجهات المخولة في شراكة متحدة، ومن منبر سياسي واحد في الدوحة، من شأنه ان يضع حدا لتسويفات الخرطوم وتمييع القضية المركزية، ضمن منهج تفويضات التجزئة والتقطيع الذي تستفيد منه الخرطوم وربما قوى دولية لها أجندات مختلفة.
إذن، إعادة تأهيل منبر الدوحة لرسم مستويين، أولهما، حل قضية مجتمع الإبادات السودانية التي تمثل حوالي نصف توازن القوى المجتمعي، وهو ما يعرف بقضايا «المناطق» في محاولة للاختزال ومن ثم التمييع للإلغاء، هذا أولا، ويلي ذلك، وعبر أولويات الشراكة الدولية ذاتها، التي ترمي إلى إقرار السلام الدائم في السودان، أن تبدأ وتنطلق أشغال التحضير لمؤتمر دولي في الدوحة، على غرار مؤتمر الطائف اللبناني، تجمع فيه كل القوى السودانية بدون إقصاء طرف أو جهة أو أي كيان، فيه تبحث القضية السودانية بشفافية. وأن خيار الطائف اللبناني الذي قسم المشترك اللبناني كعينة وصيغة وبواقعية أعتقد انه عينة ممتازة لحل الصراع السوداني، فيه يبقي الخاص السوداني في خصوصيته والعام السوداني المشترك المقيد بحكم القانون هو حق للجميع، وكفى الله المؤمنين شر القتال.
٭ كاتب سوداني مقيم في لندن
القدس العربي
لبنان فيه خلافات مذهبية وخلافات دينية كبيرة اما دارفور لا تعاني من هذه المشاكل والنيل الازرق
وارى ان كاتب المقال غاص كثيرا في المصطلحات التي لا طائل منها طالما ان قضايا هذه المناطق اصبحت بقرة حلوبا للمسترزقين من قضايا اهلهم يعيشون في الفنادق بينما اهليهم يعيشون في العشش
كلامك منطقى لكن؟ للمعارضة تقبل بذلك ولا الحكومة لان نقطة الاختلاف بينها واحدة وهى كيف يتم تقسيم الكعكة
من التحليل الذي سقته يبدو انك لم تعي الدور القطري في السياسة السودانية او انك تعي ولكنك تراوغ فالوساطة القطرية غير محايدة والحكومة القطرية لا تخفي انتمائها للاخوان والواضح ان حركات دارفور المنبسقة من الحركة الاسلامية لا تريد حل مشكلة دارفور بل هي حصان طروادة للاسلاميين لاطالة وتنفيذ مخططاتهم فانتم ابناء دارفور ركيزة الخوان في السودان ولن تحل ضية دارفور عبر قطر فعلى الحركة الشعبية ان تفض الشراكة معكم والتبحث لها عن تحالفات اخرى
لك التحية اخ محجوب حسين..مقال يستحق الوقوف عنده.. أعتقد:
1/ ان نموذج اتفاق الطائف وهو الاسم الذي تعرف به وثيقة الوفاق الوطني اللبناني، التي تعتبر المرجعية الأولى التي يستند إليها اللبنانيون كمرجع نهائي يستمدون منه وفاقهم الوطني وسلمهم الأهلي بعد الحرب الأهلية التي استمرت قرابة 15 عاما وقد شمل الأطراف المتنازعة في لبنان وذلك بواسطة سعودية في 30 سبتمبر 1989 في مدينة الطائف وتم إقراره بقانون في أكتوبر 1989 منهياً الحرب الأهلية اللبنانية وذلك بعد أكثر من خمسة عشر عاماً على إندلاعها.
يعتبر مفيدا للوضع في السودان الان لكونه مماثل له في الاحتقان السياسي والانفلات الامني قبل الاتفاق..ان الدول الراشدة تسترشد بتجارب الاخرين الايجابية..
2/ ان وثيقة الدوحة بوضعها الراهن تؤسس للحل الجزئي الذي أثبت فشله والذي ترفضه جميع مكونات القوى المعارضة السياسية..المدنية والمسلحة..كما ان الوسيط القطري يبدو في نظر الكثيرين بانه منحاز للنظام السوداني وداعما له مما تنتفي معه صفة النزاهة.
3/ الحل يبدو في يد النظام السوداني الذي “اصلا لا يرغب حلا” للمسألة السودانية بل يسعى لتأجيج الصراع الايدلوجي والسياسي والقبلي والجهوي والاثني تمهيدا لتفتيت ما بقي من الوطن كهدف..
4/ ولافشال هذا المخطط القمئ..اذ لا بد من تضافر الجهود النضالية وتكامل الادوار السياسية والمدنية والشعبية والمسلحة لاسقاط هذا النظام الماسوني للحفاظ على ما بقي من وطن..
ابشعر دا منو؟
الأخ [زول]
ما ذكره الأخ حافظ حقيقة و هي ليست عننة ، يعني عن فلان عن فلان ، و لا من مصادر ، لكن أكثر من ٤٠٪ ، من الشعب السوداني ، شهود عيان و عاصروا تلك الفترة ، و عاصروا أمراء الجهاد ، و تحشيد الجماهير في إقليم دارفور لإستقبال الرئيس كلما أصابه إحباط أو تزايد سخط سكان العاصمة تجاه الإنقاذ ، كلما قاموا بعملية إعدام جائرة ، أو تزايد أعداد المعتقلين و المختفين في بيوت الأشباح.
لو أجريت حسابات دقيقة للسنوات الأولى لإنقلاب الإنقاذ ، ستجد أن كوادر التنظيم لم تكن لديها أملاك أو بيوت في الخرطوم التي سميتها معقل نظام الإبادة العنصرية.
و حتى الآن و رغم إستلابهم لأملاك و منازل بأموالنا المنهوبة ، فما زالوا غرباء ، ستجد ذلك في مناسبات الوفيات ، حيث لا يذهب إليهم إلا من كان مجبوراً (جار مباشر) ، و على مضض ، و هم غرباء عن كل السودان.
الحق حق ، نحن نحارب الإنقاذ لأنهم إستلبوا وطننا و حقوقنا ، و من باب أولى ألا نحيد عن طريق الحق و نطمس الحقائق.
ولاعب المنتخب الانجولي دا عايز يحكم الشعب السوداني؟؟؟؟؟ والله انك محتاج لماكينة حلاقة علي الزيرو وتنظيف كل الراس من كل الحشرات
الأخ [زول]
ما ذكره الأخ حافظ حقيقة و هي ليست عننة ، يعني عن فلان عن فلان ، و لا من مصادر ، لكن أكثر من ٤٠٪ ، من الشعب السوداني ، شهود عيان و عاصروا تلك الفترة ، و عاصروا أمراء الجهاد ، و تحشيد الجماهير في إقليم دارفور لإستقبال الرئيس كلما أصابه إحباط أو تزايد سخط سكان العاصمة تجاه الإنقاذ ، كلما قاموا بعملية إعدام جائرة ، أو تزايد أعداد المعتقلين و المختفين في بيوت الأشباح.
لو أجريت حسابات دقيقة للسنوات الأولى لإنقلاب الإنقاذ ، ستجد أن كوادر التنظيم لم تكن لديها أملاك أو بيوت في الخرطوم التي سميتها معقل نظام الإبادة العنصرية.
و حتى الآن و رغم إستلابهم لأملاك و منازل بأموالنا المنهوبة ، فما زالوا غرباء ، ستجد ذلك في مناسبات الوفيات ، حيث لا يذهب إليهم إلا من كان مجبوراً (جار مباشر) ، و على مضض ، و هم غرباء عن كل السودان.
الحق حق ، نحن نحارب الإنقاذ لأنهم إستلبوا وطننا و حقوقنا ، و من باب أولى ألا نحيد عن طريق الحق و نطمس الحقائق.
ولاعب المنتخب الانجولي دا عايز يحكم الشعب السوداني؟؟؟؟؟ والله انك محتاج لماكينة حلاقة علي الزيرو وتنظيف كل الراس من كل الحشرات