ديمقراطية نافع..!!

عبد الباقي الظاهر

في تلك الليلة رفعت يدي بإلحاح شديد اطلب فرصة سؤال..استجاب الراحل فتح الرحمن شيلا الذي كان يشغل منصب امين اعلام الحزب الحاكم لرجائي..كنت وقتها استغرب لاحتحاج الدكتور نافع على نافع على الاعتقالات السياسية التي قامت بها الحركة الشعبية في جوبا تجاه منسوبي المؤتمر الوطني..استشاط الدكتور نافع من ملاحظتي وقال قولته المشهورة( الحمد لله الذي أكرمني بان اكون في الإنقاذ فريقا)..تلك الحالة من الاستغراب انتابتني مرة واخرى والدكتور نافع على نافع يتحدث امس في حوار صحفي مع زميلنا فتح الرحمن شبارقة عن الديمقراطية الزاهية داخل حوش المؤتمر الوطني.

دكتور نافع استدل على الأوضاع الديمقراطية في حزبه مستندا على تجربة التنافس في الولايات على الفوز بترشيح الحزب الحاكم ..بل قال نافع بالحرف ( الحل الأمثل الذي يحفظ وحدة الناس هو الديمقراطية وان يغلب الراي الغالب في الشورى وليس هنالك من وسيلة عادلة بين الناس تحقق أهدافهم وتهزم الذي يرفض الاتفاق غير ان تحقق ديمقراطية حقيقية)..لكن الدكتور نافع يناقض رؤياه الديمقراطية جداً بالممارسة الحالية حينما يقول ان المجموعة القيادية في الحزب الحاكم لها رؤيتها وتقديراتها لما هو الأصح والأسلم في المرحلة القادمة ..هذا تحديدا منهج الوصاية على الناس واحتكار المعرفة.

لم ينكر دكتور نافع امكانية ان تختار تلك القيادة الملهمة واليا لم يحرز المركز الاول في السباق التمهيدي..وبما ان هنالك من تقدم لمنصب الوالي ولم يحرز سوى صفرا في الانتخابات .. حتى صاحب الصفر يمكن ان يهزم من نال المركز الاول في الولايات بافتراض ان اهل الفيافي ليس لهم الاهلية والقدرة على الاختيار حسب معايير الدكتور نافع.
الدكتور نافع يقدم نموذجا بائسا يخالف روح الديمقراطية القائم على التداول السلمي للسلطة..يوضح الرجل ان مرشح الوطني للرئاسة شبه محسوم. ويقول تحديدا ” ليست هنالك منافسة اصلا على المستوى القيادي “.. لا يريد نافع ان يحدد اسم المرشح حتى لا يحجر حرية التنافس ويسدل الستار قبل ان يبدأ العرض المسرحي.. من ثنايا الحوار يخلص القاريء ان هنالك مجموعة تطبخ القرارات ثم تخرجها على اجهزة الحزب الحاكم.. نائب رئيس الحزب الحاكم السابق لم يتحدث عن مؤسسات بقدر ما أشار الى اجهزة تماثل الأشباح في عدم وضوح الملامح والوصف الوظيفي لهذه المجموعات.

في تقديري ان أسوا اجتهاد يقدمه دكتور نافع في رؤاه الديمقراطية ان ليس هنالك من بين ولاة أمورنا من اكمل دورتين وبالتالي استنفذ فرصه..يا سبحان الله بعد ربع قرن من الزمان ولم يكمل مسئول واحد دورتين ..منطق التصفير يناقض روح الديمقراطية ..بهذا المنطق وبعد اقرار دستور جديد ستدخل الإنقاذ سنة اولى ديمقراطية وتبدأ دورة رئاسية جديدة باعتبار ان القانون لا يطبق بأثر رجعي او كما قال نافع.

[email][email protected][/email] التيار