
محمد عبدالرحيم حسين
صراع البشرية قديم وموغل في القدم ودوافع الصراع هي تنافس وسباق مصالح ، ابرزها التنافس على السلطة وامتيازها المادي والمعنوي ،،السودانين ليسوا استثناء من بني البشر وان الحرب في السودان ليست جديدة ولا ظاهرة عرضية ومنذ ١٨ أغسطس العام ١٩٥٥م اندلعت شرارة اول حرب واستمرت سنين طويلة ، المتغيير الوحيد فيها تغير وجوه النظام السياسي في الخرطوم تارة بانقلاب عسكري مسنود بحزب سياسي وتارة أخرى بثورة شعبية تعيد نفس التفكير وتجترح نفس المعالجات للمشاكل وتتحاصص سلطتها القوى السياسية ، مما كان يجعل الحرب تستمر خاصة في الجنوب ظلت ثابتة ومشتعلة حتى وصفت باطول حروب القارة،، حرب ضروس تلتهم الموارد البشرية والاقتصادية اضعفت الدولة وجعلت الانظمة السياسية الحاكمة تنفق كل الموارد في مواجهتها مما جعل جل جهد الحكام ينصب في كيف يحمون أنفسهم من خطر القوى التي تقاتلهم ويشيدون المصدات حيث كانت النتيجة ان تأتي محصلة المعالجات سطحية وقاصرة ومساومات سلطة بين المجموعات المسلحة والحاكمة ، تستطيع تسكين الحرب والاقتتال مؤقتا ، هذا المنهج اثبت عدم فاعليته بالتجربة حيث وقعت معارضات عديدة مسلحة وأنظمة حاكمة العديد من الاتفاقيات منذ اتفاق اديس ابابا الذي ابرم بين نظام جعفرنميري وانانيا الجنوب في العام ١٩٧٢م بضغط من مجلس الكنائس العالمي والافريقي الا ان الاتفاق لم يصمد طويلا وعادت رحى الحرب مرة أخرى تطحن وتسحق السودانيين وتوسعت رقعتها لتشمل مناطق وحيز جغرافي اكبر (شرق السودان- دارفور-جبال النوبة) طويت كل هذه الحروب مؤقتا بإعمال نفس الحلول بالتركيز على خلق وظائف سيادية ودستورية للجنرالات والقيادة مما ان أدى تفجرها مرة أخرى دون معالجة دواعيها الحقيقية والجذرية من غياب تمثيل عادل للسلطة وتوزيع للموارد ومشاركة في أجهزة الدولة …الخ ، ظروف التهميش ظلت باقية وشاخصة أمام اعين الجميع في كل شبر ورقعة في السودان دون أن تجد التشريح والتحليل الكامل ثم الحلول المناسبة مما يعني معالجتها للابد وطي ملف الحرب والاقتتال نهائيا .
●حرب ١٥ أبريل وتمرد الجنجويد ليست ظاهرة منفصلة من تاريخ الحرب في السودان وما يدمغ قولنا هذا ان الجنجويد رغم أنها مؤسسة اسرية بامتياز وارتبط تاريخ نشأتها بحماية مصالح المجموعات العربية في دار فور ومخاطبة مخاوفهم من قبل الإنقاذ واستغلال ذلك النظام السياسي المركزي في الخرطوم مخاوف هولاء من حركات دارفور والتنافس على الموارد بين المجتمعات الزراعية والرعوية في دارفور ،، في تلك الظروف تم تجنيدهم والاستفادة منهم في دحر الحركات،، ومقابل ذلك تمكين ال دقلو اقتصاديا ومنحهم رتب عسكرية دون الالتحاق بالكليات العسكرية ولا الانتساب الى مؤسسات عسكرية ،،الا انه كلما كان البلاد تشهد تغييرا يكبر طموح ال دقلو اخوان خاصة في الفترة التى تصدع فيها نظام الانقاذ من الداخل وتفجرت فيه صراعات المراكز ابان ترشيح البشير واحتدام التعارك داخل الحركة الإسلاميةوالموتمر الوطني في تلك الظروف حاول البشير تعزيز دوره وتمتين قبضته وقنن الوضع القانوني للمليشيا وصبغهم بصفة القوى النظامية بواسطة اجازة القانون عبر البرلمان حتى يتسنى له تحريكهم خارج نطاق دارفور واستجلابهم لمركز السلطة في الخرطوم استخدامهم ضد اجهزة الدولة العسكرية الاخرى وعلى اقل تقدير ان يحظى بقوة عسكرية ترتبط به بشكل مباشر وتأتمر بامره دون أي بيروقراطية ويبطش بها المخالفين له وتوجس المتصارعين معه من نظامه كل هذه المتغيرات والظروف ساعدت المليشيا ان تكبر يوما بعد يوم حتى تحولت إلى قوة ضاربة وكبيرة ولا سيما الاستفادة القصوى من الثورة وما اعقبها من حل جهاز الأمن وايلولة مقرات هيئة العمليات والدفاع الشعبي لصالحهم والانتشار والتوسع في جميع ولايات السودان وشراء الذمم من الناشطين السياسيين والاعلاميين والفنانيين والادارة الأهلية والترتيب للانقضاض على الجيش في اي لحظة وورثة الدولة لصالح مشروع اسري عشيري وفي غفلة من الجميع اعدت المليشيا للحرب وللحظة الصفر بمعاونة أطراف اقليمية ودولية ترتأي فيها مصالحها لأنها قوة تعبر عن مصالح أسرة وفي افضل الأحوال عشيرة مما يعني سهولة التمكن فيها وقيادتها .
●مشاركة الحركات في الحرب جنبا مع القوات المسلحة سلاح ذو حدين ويمكن ان تتحول هذه الحركات الى دعم سريع اخر اذا لم يعامل معها بيقظة وبشروط واضحة ومنهجية جديدة ، الا وهي عزلهم من لعب اي دور خارجي بعيد عن مؤسسات الدولة المعنية بذلك وعدم السماح لهم بممارسة نشاط تجاري والتصرف في خزينة الدولة لصالح تقوية هياكل وأجهزة حركاتهم ومنظومتهم العسكرية التي يمكن أن تنقلب راسا على عقب في موقفها هذا من الدولة وتقف على الضد منها .
●على القوى السياسية والمدنية ان تبحث عن حلول غير تلك التي اثبتت عدم الجدوى والنجاعة وتاريخنا حافل بتجارب الحلول الجزئية التي اوردتنا الهلاك كلما اطفأنا شرارة حرب اندلعت أخرى مما يعظم مسؤوليتنا في هذه المرة ويحتم علينا نفكر بحق في الجلوس إلى بعضنا والاصغاء الجيد ثم تحديد اجندات الخلاف والقضايا الرئيسية ونقاشها باسهاب أملا ان نصل إلى صيغة تعاقدية تؤمن للجميع حقه وتخاطب المخاوف وتؤسس لبناء وطني اساسها العدل وقيمه السماحة وهدفه النهضة والسلام .
●حرب ١٥ أبريل وتمرد الجنجويد ليست ظاهرة منفصلة من تاريخ الحرب في السودان وما يدمغ قولنا هذا ان الجنجويد رغم أنها مؤسسة اسرية بامتياز وارتبط تاريخ نشأتها بحماية مصالح المجموعات العربية في دار فور ومخاطبة مخاوفهم من قبل الإنقاذ واستغلال ذلك النظام السياسي المركزي في الخرطوم مخاوف هولاء من حركات دارفور والتنافس على الموارد بين المجتمعات الزراعية والرعوية في دارفور ،، في تلك الظروف تم تجنيدهم والاستفادة منهم في دحر الحركات،، ومقابل ذلك تمكين ال دقلو اقتصاديا ومنحهم رتب عسكرية دون الالتحاق بالكليات العسكرية ولا الانتساب الى مؤسسات عسكرية ،،الا انه كلما كان البلاد تشهد تغييرا يكبر طموح ال دقلو اخوان خاصة في الفترة التى تصدع فيها نظام الانقاذ من الداخل وتفجرت فيه صراعات المراكز ابان ترشيح البشير واحتدام التعارك داخل الحركة الإسلاميةوالموتمر الوطني في تلك الظروف حاول البشير تعزيز دوره وتمتين قبضته وقنن الوضع القانوني للمليشيا وصبغهم بصفة القوى النظامية بواسطة اجازة القانون عبر البرلمان حتى يتسنى له تحريكهم خارج نطاق دارفور واستجلابهم لمركز السلطة في الخرطوم استخدامهم ضد اجهزة الدولة العسكرية الاخرى وعلى اقل تقدير ان يحظى بقوة عسكرية ترتبط به بشكل مباشر وتأتمر بامره دون أي بيروقراطية ويبطش بها المخالفين له وتوجس المتصارعين معه من نظامه كل هذه المتغيرات والظروف ساعدت المليشيا ان تكبر يوما بعد يوم حتى تحولت إلى قوة ضاربة وكبيرة ولا سيما الاستفادة القصوى من الثورة وما اعقبها من حل جهاز الأمن وايلولة مقرات هيئة العمليات والدفاع الشعبي لصالحهم والانتشار والتوسع في جميع ولايات السودان وشراء الذمم من الناشطين السياسيين والاعلاميين والفنانيين والادارة الأهلية والترتيب للانقضاض على الجيش في اي لحظة وورثة الدولة لصالح مشروع اسري عشيري وفي غفلة من الجميع اعدت المليشيا للحرب وللحظة الصفر بمعاونة أطراف اقليمية ودولية ترتأي فيها مصالحها لأنها قوة تعبر عن مصالح أسرة وفي افضل الأحوال عشيرة مما يعني سهولة التمكن فيها وقيادتها .
●مشاركة الحركات في الحرب جنبا مع القوات المسلحة سلاح ذو حدين ويمكن ان تتحول هذه الحركات الى دعم سريع اخر اذا لم يعامل معها بيقظة وبشروط واضحة ومنهجية جديدة ، الا وهي عزلهم من لعب اي دور خارجي بعيد عن مؤسسات الدولة المعنية بذلك وعدم السماح لهم بممارسة نشاط تجاري والتصرف في خزينة الدولة لصالح تقوية هياكل وأجهزة حركاتهم ومنظومتهم العسكرية التي يمكن أن تنقلب راسا على عقب في موقفها هذا من الدولة وتقف على الضد منها .
●على القوى السياسية والمدنية ان تبحث عن حلول غير تلك التي اثبتت عدم الجدوى والنجاعة وتاريخنا حافل بتجارب الحلول الجزئية التي اوردتنا الهلاك كلما اطفأنا شرارة حرب اندلعت أخرى مما يعظم مسؤوليتنا في هذه المرة ويحتم علينا نفكر بحق في الجلوس إلى بعضنا والاصغاء الجيد ثم تحديد اجندات الخلاف والقضايا الرئيسية ونقاشها باسهاب أملا ان نصل إلى صيغة تعاقدية تؤمن للجميع حقه وتخاطب المخاوف وتؤسس لبناء وطني اساسها العدل وقيمه السماحة وهدفه النهضة والسلام .