تساؤلات للسيد والي الخرطوم

بسم الله الرحمن الرحيم

تساؤلات للسيد والي الخرطوم

د.سيد عبد القادر قنات
[email protected]

ولاية الخرطوم هي العاصمة القومية وجميع موءسسات الدولة القائمة عليها ملك لكل الشعب السوداني بإختلاف طوائفه و لهجاته وسحناته وكريم معتقداته ، فهم شركاء فيها وقد دفعوا بسخاء من أجل إنشائها لخدمة كل السودان.
من ضمن تلك الموءسسات الخدمية مستشفيات وزارة الصحة القومية والتي كثر الحديث عنها في ما سبق من أسابيع وأنها قد تمت تبعيتها أو أيلولتها لوزارة الصحة ولاية الخرطوم بحسب قرارات سيادية إنفاذاً لدستور 2005 وإتفاقية السلام الشامل.
كنا نتمني أن يكون قد صدر هذا القرار بعد تمحيص ودراسات علمية يُشارك فيها أهل الخبرة والإختصاص ومعرفة إتجاهات الرأي و المواقف ، ثم إخضاع القرار للتنفيذ الفعلي الجزئي علي أرض الواقع وصولا لرأي قاطع نهاية الأمر ومعرفة السلبيات والإيجابيات، أما الإستمرار في التنفيذ أو وقفه.
هكذا كان يُفترض أن يكون رأي السيد مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم، ولكن! إن إنعدام الخبرة التراكمية وقصر العمر المهني و جلباب العصا والبيرق ،ما زالت هي المُسيطرة، ، وما أضرّ بالصحة والخدمات الصحية ، إلا إقحام السياسة لإنعدام المهنية والخبرة والرأي السديد وفوق ذلك إفتقاد النظرة العلمية لمستقبل الخدمات الصحية .
إن أحاديث السيد مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم المكرورة لإجهزة الإعلام المقروء والمرئي والمسموع عن تلك الأيلولة قد إستعّدَت معظم الإختصاصيين وبقية الأطباء والكوادر الطبية ، علما بأنهم هم المناط بهم تنفيذ تلك الأيلولة إذا إقتنعوا بجدواها، ولكن الإستعداء الذي وصل ذروته بأنه يحق للمريض أن يفتح بلاغ في الطبيب إذا لم يكن متواجدا في مكان عمله، فهل يوجد إستعداء للأطباء أكثر من هذا؟ أنت علي قمة وزارة الصحة ولاية الخرطوم وهؤلاء هم العاملين تحت إمرتكم ، فكيف تطالب بفتح بلاغات ضدهم؟ أليس أنت المُخدّم والمسئول عن حمايتهم والدفاع عنهم وتوفير بيئة ومناخ العمل المثالي لهم؟ تطالب بفتح بلاغات ضدهم!!! يا للعجب !!! نقول لك كيف يعرف المريض أن الطبيب غير موجود في مكان عمله؟ هل الطبيب مربوط بجنزير حتي لا يغادر لحالة طارئة في العنبر أو لقضاء حاجة أو لسد رمقه بلقيمات يقمن صلبه وعلي حسابه الخاص من الملاليم التي تصرفونها له نهاية الشهر؟ ما لكم كيف تحكمون؟ تحت أي قانون ومادة يمكن لوكيل النيابة أن يُصرّح بفتح بلاغ جنائي ضد طبيب غائب عن مكان عمله؟ إذا أين واجب الإدارة الطبية للمرفق العلاجي وهي تأخذ بدلات وحوافز ربما كانت مليونية عن الإدارة والزيارات الإشرافية ؟الطبيب السوداني يعرف واجبه دون قوانين ، ويعرفون الوطنية التي رضعوها من ثدي رسالتهم الإنسانية، يعملون دون كلل أو ملل أو تذمر وفي أسوأ ظروف في كثير من مستشفيات ولاية الخرطوم ، فهل تدركون تلك الحقيقة المُرة مرارة العلقم أن هذا الوطن منكوب ببنيه الذين تبوأوا مناصب فوق مقدراتهم المهنية وخبراتهم التراكمية وذخيرتهم العملية، جاؤا فقط لتلك المناصب لأنهم من أهل الولاء ليس إلا.
السيد الوالي دكتور عبد الرحمن الخضر ، كثير من مستشفيات ولاية الخرطوم ( النو، البان جديد ، أمبدة النموذجي، بشائر ، الأكاديمي ، إبراهيم مالك وربما غيرها)والتي صرف عليها حمد أحمد ود عبد الدافع مليارات الجنيهات من أجل أن تخدمه، هي اليوم في قبضة كليات طب خاصة ، نكررخاصة ، فهل يحق لنا أن نسأل لماذا ؟ هل لعدم قدرة وزارة الصحة ولاية الخرطوم علي إدارتها والإشراف عليها؟ مستشفي أمبدة النموذجي وعمره أقل من 10 سنوات وكلف 18.5 مليار جنيه(ونعلم عنه الكثير المدهش)، ربما الآن آيل للسقوط! هل تدركون ذلك؟ ما هي الأسباب؟ من يحاسب من أهدر أموال الشعب السوداني؟ مستشفي النو لم تُجري فيه عمليات جراحية لفترة قاربت العام بسبب الصيانة فهل يُعقل ذلك؟ السيد مدير عام وزارة الصحة ولاية الخرطوم يتحدث عن إنشاء أكثر من 70 مركز صحي جديد، ولكن نقول له، المراكز الصحية الموجودة فعلا كم عددها؟ كم نسبة أدائها؟ هل هي مكتملة عدةً وعتاداً؟ لماذا لا تعمل أولا علي تجويد الموجود فعلا وتطويره ورفده بالخبرات والكوادر والمعدات؟ ما هي رؤيتكم لإستقطاب الكوادر التي تفتقدها مستشفيات الولاية حاليا؟ ألا تعتقدون أن بيئة ومناخ العمل في مستشفيات الولاية طاردة بكل المقاييس؟ ما هو دوركم في تطوير الخدمات الصحية في محلية كرري عندما كنتم معتمدا لها؟ إنها لاتسوي غير جزء يسير من خدمات ولاية بحجم العاصمة القومية والتي أنتم علي رأس إدارتها صحيا، فإن فشلتم في كرري فهل تملكون عصي موسي أو خاتم سليمان لتطوير الخدمات الصحية بولاية الخرطوم ؟؟؟
نحن لسنا ضد قرار الأيلولة إن كانت قد جاءت وِفق منهجية وعلمية وأسس ، ولكن؟ هل هنالك دراسة وخارطة صحية للخدمات الصحية في ولاية الخرطوم، الموجود فعلا ، والنقص المطلوب توفيره زمانا ومكانا ؟ وهذا يشمل الكوادر البشرية بجميع التخصصات والكوادر الطبية المساعدة والمباني المؤهلة والمعدات الحديثة المواكبة، من أجل تقديم خدمات مثالية في بيئة ومناخ عمل تعمل من أجل تحقيقه لجنة أطباء السودان منذ سنون خلت. هل يتوفر ذلك في الولاية؟ هل هنالك خارطة صحية للحوجة الفعلية للموءسسات العلاجية الخاصة وتوزيعها الجغرافي علي مدن العاصمة القومية ؟ كم هو النقص الفعلي في التخصصات وبقية الكوادر في مستشفيات الولاية؟
هنالك سؤال يطفو علي السطح:
هل هذه الأيلولة من أجل تجويد الخدمات الصحية والإرتقاء بها كما ونوعا خدمة للمواطن؟
أم أنها جزء من حلول تطمح نهاية المطاف لتشتيت تجمع الأطباء وضرب وحدتهم وكفاحهم ونضالهم لسنين عددا من أجل تحقيق مطالبهم العادلة قولا وفعلا؟
أم هو من أجل إعادة توزيع الكوادر الطبية بما في ذلك الإختصاصيين علي مستشفيات الولاية؟
أم أن كل ذلك من أجل خصخصة الخدمات الطبية نهاية المطاف وخروج الدولة نهائيا من مسئوليتها تجاه المواطن وهو في أسوأ حالاته ? المرض ؟؟
ولاية الخرطوم هي العاصمة القومية، وقوميتها هذه تعطيها بعدا جغرافيا وسياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وخدميا، وكل الشعب السوداني الفَضَل ،شُركاء في إمكانياتها وما تقدمه للمواطن من خدمات في شتي المجالات.
أخيرا نقول:
الما بِعرِف ما تديهُو الكاس يَغَرِف،
قطعا سَيغرِف ، ولكن سينكسِر الكاس، ويتحير الناس،
والآن قبيلة الأطباء كلهم متحيرون في أمر الصحة وكيفية مُعالجة الدولة لمشاكلها، إنها فقط تحتاج للقوي الأمين، تحتاج لمن يملك قلبا نابضا وعقلا راجحا وفكرا ثاقبا ووطنية لا تشوبها ذرة شك وتجرد وبعد نظر وفوق ذلك أن لايخاف في الحق لومة لائم ولا يخشي إلا الله ، وهم كثر خارج أهل الولاء، أفلا يحق لهم ذلك؟؟؟.
يديكم دوام الصحة وتمام العافية.

تعليق واحد

  1. الوالى صاحب عثمان شخيط لم يعطى ابو الاولادالطشو اى اهتمام…..تاتى انت وتمطره بهذه الاسئلة !!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..