الطيب مصطفى العنصري .. شاعرٌ يتغزل في ابوتريكة ..!

محمد عبد الله برقاوي ..
أعترف أن ثقافتي الرياضية في السنوات الأخيرة أقرب الى معرفتي باللغة اليابانية ولا تتجاوز في متابعة المباريات الهامة التي يكون فيها السودان طرفا حد معرفة النتيجة فأفرح للنصر إذا ما حققه الفريق السوداني و أحزن للهزيمة إذا ما لحقت به !
ولعلي أستطيع أتصور أن علاقة الأستاذ الطيب مصطفى صاحب الصيحة والذي يكتب دائما
( زفراته الحرى )
في الشأن السياسي إما شاتما بزفارة اللسان وإما شامتا لا يعرف التسامح ولا الغفران !
ربما لا يمر على الأخبار الرياضية حتى في صفحات جريدته إلا لماما ولاسباب تحريرية وإدارية بحتة إذا ما اقتضى الحال !
ولكنه بالأمس إنبري ممجدا للا عب الكرة المصري أبو تريكه ليس بصفته مشجعا للعبة في حد ذاتها أو عارفا باسرارها ومتحمسا لفعالياتها وإنما باعتباره ( كوزا ) مفتونا بأخونة ذلك اللاعب الذي نحترم قناعاته كمواطن مصري يحق له أن يعتنق من الفكر السياسي ماشاء له عقله أو أن ينافح عن حماس الغزاوية ويروج لها ولمأساة أهل غزة المنكوبين بذلك التنظيم حذوك النعل بالنعل مع تلطيش الكيان الإسرائيلي لهم .. فيرفع الفتى فانلته الخارجية كاشفا ما كتبه بالداخلية داعيا لنصرة أهل غزة كلما سنحت له فرصة إحراز هدف يركض به ناحية المدرجات ثم يسجد شاكرا للمولى عزوجل ..كما أورد الطيب مصطفى في غزله بعين الرضاء الكيزانية في ممارسات الفتى داخل الملعب و أعتبرها سنة تعلي من شأن الإسلام والمسلمين في عيون العالم عبر عدسات التصوير المفتونة بذلك اللاعب الإخواني على خلاف غيره من نجوم الكرة العلمانيين !
فذلك أمر يعود للرجل أن يعجب بمن يملاْ عينه الفارغة من حب البشر و التي تفيض بسواد مائها العنصري البغيض ..فلو أن مافعله بهجة بإنفصال الجنوب من ذبحه للثور المسكين المماثل في سواد لونه الرباني الخلقة لسواد نية الطيب المكتسبة من ثقافة الحقد السامة و نفخة التعالي الجوفاء وكان ذلك في بلد ديمقراطي تحترم حكومته حق الإنسان في تقرير مصيره وتقدر كرامته كبشر بغض النظر عن لونه وأصله ولسانه لتم عزله سياسيا مدى الحياة مثلما فعل الألمان مع النازيين والإيطاليين مع الفاشيين !
بيد أن ما يجعل المرء يشكك في قوى هذا الرجل العقلية أنه بالمقابل وبعين السخط التي لا ترى غير المساوي كال جام غضبه و إساءاته لنظام السيسي الإنقلابي كما وصفه و نعى عليه معاملة ابوتريكة كارهابي وعرج على ما انتهى اليه هذا النظام بمصر الى موارد الهلاك وانحدار الجنيه المصري الى الدرك الأسفل في شماتة تنم عن دواخل الرجل المريضة وكان نظام الإنقاذ ورئيسه قد جاءا الى الحكم عبر ديمقراطية اسكندنافيا ..ثم رفع بالسودان الى مقدمة الدول الصناعية الكبرى و أعاد الجنية ليتسيد عملات المنطقة كما كان في غابر الأزمان حينما كان يساوي أربعة دولارات إلا بضع سنتات !
وهنا فنحن لسنا في موقف الدفاع عن نظام السيسي أو ذمه فذلك شأن يخص الشعب المصري وحده .. ففينا ما يكفينا من مأساينا مع نظامنا وأهله المفسدين ..!
ولكن وللإنصاف وقول الحق ومن منطلق إنساني و مبدئي بالتالي فإننا لا نؤيد وصم أبوتريكة أوغيره بالإرهاب وفي أي مكان وزمان طالما أنه لم يقدم على عمل يهدد أمن المجتمع وليس السلطة إن كانت عسكرية باطشة أو مدنية ديمقراطية .. ولكن ما نستغرب له أن الطيب يتافف من رائحة عرق الآخرين ولا يشم رائحة أبطه من تحت جلبابه القريب لجسده و التي تزكم أنوف العالم كله بفسادها ونتانة تعاطيها مع معارضيها بالإعتقالات والتنكيل والمنع من السفر للذين لا يجدون العلاج أو التعليم وقدحرمتهم الإنقاذ التي جاءها الخال الرئاسي مطرودا من ديار الخليج ثم عاث في ديواونها تجريبا دون أهلية ولا كفاءة غير صلة القربى من البيت الرئاسي .. وليصبح زعيما حزبيا وهي صفة لو عاش في غير زمان الغفلة هذا لما إنتبه اليه أحد ولا تساوى مع أبسط صبية السياسة في هذا السودان على عهده القديم ..!
وبعد ذلك كله يطلق لسانه ناقما على أهل الجوار و كل الموبقات السلطوية تمارس على رؤوس الأشهاد في داره!
ليس موضوعنا هو ابوتريكة في حد ذاته ولكن حالة الفصام التي يعيشها أصحاب الفكر الظلامي ..هؤلاء الذين يرون عيوب الآخرين ويجلدوها بأقلام العداء السافر بينما لايرون عوراتهم التي يسخر منها كل ذي عين و يملاء نفسه الحياء و الخجل والسخرية من سوءات عقولهم المريضة .. شفاهم الله وجنبنا عدواهم .
مع اختلافنا مع الكيزان وحقدنا عليهم إلا أننا نربو على ان نكون مثلهم في فحش القول والإساءة الشخصية فكاتب المقال ليس بأفضل من هذه الطغمة في نتانة شتائمه فكان الأجدر أن تتبع المنطق والفكر والعقل في مواجهة الآخر ، لأن الشتم لا يودي ولا يجيب بل يريح من يقوم به ويخفف توتره فلا أثر له غير ذلك .
فنحن أكثر عفة ، وأكبر نفساً وأكمل عقلاً من هذه الطغمة الفاسدة ، وهذا ما يملئهم حقداً وحسداً علينا فينبغي ألا نكون مثلهم إلا وأفرحهم ذلك فعلينا ان نسد كل باب يدخل سروراً في نفس أي منهم
مع اختلافنا مع الكيزان وحقدنا عليهم إلا أننا نربو على ان نكون مثلهم في فحش القول والإساءة الشخصية فكاتب المقال ليس بأفضل من هذه الطغمة في نتانة شتائمه فكان الأجدر أن تتبع المنطق والفكر والعقل في مواجهة الآخر ، لأن الشتم لا يودي ولا يجيب بل يريح من يقوم به ويخفف توتره فلا أثر له غير ذلك .
فنحن أكثر عفة ، وأكبر نفساً وأكمل عقلاً من هذه الطغمة الفاسدة ، وهذا ما يملئهم حقداً وحسداً علينا فينبغي ألا نكون مثلهم إلا وأفرحهم ذلك فعلينا ان نسد كل باب يدخل سروراً في نفس أي منهم