ده “الجنن” إشراقة !

بلغت أحاديث العودة النهائية للأسر السودانية المقيمة في السعودية هذه الأيام قمتها، مع بدء العد التنازلي لنهاية العام الدراسي في مايو 2018م ، حيث وضع الخطط والبرامج تمهيدا للعودة التي أصبحت حقيقة معاشه أكثر من أي وقت مضى، فقبل أن يمتص معشر المغتربين “هول” دفع رسوم مالية على الأسر بواقع 100 ريال شهريا العام الماضي تصبح 200 ريال هذا العام ، وتتصاعد لتبلغ 400 ريال شهريا بحلول يوليو 2020م، جاءت زيادة الوقود والكهرباء بنسب تفوق مقدرة كثير من الأسر المنهكة أصلا بتراجع الدخل في السعودية.. إضافة الى ضريبة القيمة المضافة بواقع 5% على السلع الغذائية والملابس الخ.. وهذه قد فاقمت الوضع لحد الصدمة..الصدمة التي تحاول السعودية إخراج مواطنيها منها من خلال ما يعرف بالمقابل المالي الذي يصرف لهم شهريا، إضافة الى إصدار الملك سلمان بن عبد العزيز قبل يومين قرارا بصرف راتب شهر لجميع موظفي الدولة عسكريين ومدنيين لمدة عام ، واعفاءات خاصة للسعوديين من ضريبة القيمة المضافة في شراء السكن والتعليم الاهلي .
في ظل هذه الترتيبات تعود “بلدياتنا العوض” أن يذهب الى بيت “العزابة” نهاية كل اسبوع حيث تحتد النقاشات حول واقع السعودية الذي أصبح مكلفا جدا للبقاء، وما يحدث في السودان من إرتفاع مجنون للأسعار ، دونما تدخل حكومي ..في هذه الأثناء أنبرى أحد العزابة الذين تعودوا معاكسة “العوض” ،يعدد قائمة جمارك السيارات وفقا للموازنة الجديدة ، “أكسنت 2013 ، بمبلغ 206 الف ” ،” أكسنت 2017 648 الف”. “توسان 2014 360 الف” الخ.. “والعوض” يرمقه بطرف عينه غير مبالي.. والعزابي”العنيد” يتلو أسعار الساعة في السودان وكأنه يريد للعوض أن يعدل ما لا يمكن تعديله ببقاء أسرته في السعودية..” شوال السكر 800 “،” الفحم 420 “،” عيش الدقيس 500 “، ” القمح الف جنيه” ..” وبنغمة طروبة ” واصل حديثه ” والعيشة الواحدة، يالعوض بجنيه”.. هنا أنتفض “العوض” صايحا “ده الجنن إشراقة” .. وإشراقة هي أم أولاده .. فهو يرى أن المدام مقتنعة تماما بالعودة وجمعت كل أغراضها للسفر، لكن قبل 5 أيام أصبحت ” تنقنق” وهي تردد “مودينا وين يالعوض العيشة بجنيه” !.
قصة العوض تنطبق على جميع المغتربين في السعودية ، فهم سيعاودون حتى لو أصبحت العيشة بمليار ليس تحديا أو حبا لا ديم الوطن ،بل لانهم بكل بساطة لا يستطيعون البقاء في السعودية التي أصبح البقاء فيها ربما يكلف أكثر من الراتب الذي يتقاضاه أغلب المغتربين المطلوب منهم اعتبارا من الشهر الحالي دفع مبلغ 400 ريال شهريا مقابل الوجود الشخصي، تزداد لتبلغ 800 ريال، ولن تتحملها المؤسسات التي أغلبهم يلتحقون بها اسميا فقط ،وهي اصلا تتقاضى منهم مبالغ كبيرة نظير تجديد الاقامات.
وتزامنا مع هذه الظروف بالغة السوء ، تسارع الحكومة بزيادة الدولار الجمركي لـ 18 جنيه ضمن الميزانية الجديدة، في وقت كان ينتظر فيها معشر المغتربين إعفاءات جمركية تمكنهم فقط شحن سياراتهم القديمة التي يمكن أن تعينهم في السودان وهم العائدون قسرا .. حقا لا يليق بدولة تحترم أبناءها ان لا تعير هذا الجانب اهتمام لمن لم يتأخروا يوما عن دعم الوطن طواعية بضرائب أمتدت لعقود طويلة.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..