سجمنا العيش هجمنا

? وصلتني آخر النكات – التي تفرض نفسها على هاتفك – مع هذا الاستخدام غير الواعي للواتساب صباح اليوم.

? تقول النكتة ” سمعتوا المثل الجديد، بنت فران ولا دكتورة أسنان.. سجمنا العيش هجمنا”.

? وبصراحة ، قد تغضب البعض، أقول أن ما صرنا نفعله بأنفسنا يفوق ما تفعله بنا حكومة المؤتمر الوطني.

? فلا يعقل أن نتبادل النكات (السمجة).

? وفي من؟! في أنفسنا.

? نخطيء جداً أن اعتقدنا أننا صرنا خفيفي الدم ، وأن المعاناة والجوع يجعلان منا مبدعين في صناعة النكات.

? فالمعاناة عندما تصل لهذا المستوى يفترض أن تدفعنا للإبداع في إيجاد وسائل لمناهضة الظلم.

? وما يحدث لنا يفترض أن يجعلنا نخجل من أنفسنا بسبب ( خنوعنا) له، لا أن نحاول التخفيف على أنفسنا بمثل هذه النكات التي تميت القلوب وتهيئها لقبول المزيد من الظلم.

? بدلاً من إهدار الوقت والطاقة، وإضرار البصر بتبادل مثل هذا الهراء الذي يُسمى مجازاً بالنكات، علينا أن نسخر ولو القليل من وقتنا يومياً للتفكير الجاد في الطريقة التي نخلص بها أنفسنا من هذه العذابات التي طالت كثيراً.

? وأتمنى أن يأتي يوم نكف فيه عن الكثير من الهزل والجري وراء ( الفارغة).

? وأن نعرف كيف نفرح ونرفه عن أنفسنا ونروح عنها بطريقة معقولة.

? فمن يبكي على ثمن الرغيفة المرتفع لا يفترض أن يساعد من يظلمونه بمتابعة قنواتهم، ولا شراء صحفهم، ولا نشر شائعاتهم، ولا الفرح بنكاتهم ( السخيفة) التي تستهدف إلهائنا ودفعنا لانفاق وقتنا فيما لا يفيد، ولا الترويج لكتابهم، ولا استئجار صالاتهم الباذخة لإقامة حفلات الأعراس الفخيمة.

? حتى العريس في يوم زفافه يفترض أن يصبح أكثر وعياً في تعامله مع هذه الليلة الخاصة، ما دمنا نعيش ظرفاً استثنائياً ونتعرض كل ساعة، بل كل دقيقة لظلم لا أظن أن شعباً غيرنا قد عانى مثله.

? يترتب على (عرسان وعروسات) هذا الزمن الأغبر أن يكفوا عن تقسيم أموالهم العزيزة ما بين ( نصف مطرب) فارغ يضيع وقت العباد، كوافيرة أو خبيرة تجميل تطلب الملايين، وفرق ومجموعات تنظم زفات لا تشبهنا ولا تستلهم تراثنا ، وممون مترف يقدم كل ما لذ وطاب من طعام نشكو لطوب الأرض من قلته خارج صالة ليلة الزفاف.

? أي تناقض نعيشه نحن كشعب بالله عليكم؟!

? يوم أن نتوقف عن مظاهر البذخ الزائف سنفلح في التعامل مع حكامنا الطغاة الظلمة وسنجد ألف طريقة لتخليص أنفسنا.

? أما بوضعنا الحالي فنحن نبدو كمن يتلذذ بالتعذيب والتدمير الممنهج الذي يتعرض له.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اعجبني مقالك جداً يا اأستاذ. نحن فعلا بحاجة إلى ابنكار وسائل متعددة وأكثر فاعلية لمقاومة هذا الطغيان الجارف والإستهانة الممنهجة بمقدرات هذا الشعب العظيم من هذه العصابة المنفلتة. المقترحات التي قدمتها تشكل بداية جيدة لما يجب عمله ولا بد للعاملين بالخارج أن يلعبوا دورهم من خلال أيجاد معادلة ما للإستمرار في دعم ذويهم بالسودان دون توفير مبالغ كبيرة من العملات الصعبة حتى ولو بالسوق الأسود لاتها في نهاية المطاف تصب في ايدي هذه العصابة وتحول لأرصدة بالخارج في دبي وماليزيا وغيرها.

  2. عزيزي كمال هذه النكات يرتاح بها النظام جدا ويضحك ملئ شدقيه فاذا كان الحكومة سجم فالمعارضة اسجم لوصح التعبير كلاهما وجه لعمله اسمها كرسي من السلطه شاغر !!! الظروف مواتية لكن لا توجد قيادة منظمة بالشارع لتوحيدالجهود

  3. اعجبني مقالك جداً يا اأستاذ. نحن فعلا بحاجة إلى ابنكار وسائل متعددة وأكثر فاعلية لمقاومة هذا الطغيان الجارف والإستهانة الممنهجة بمقدرات هذا الشعب العظيم من هذه العصابة المنفلتة. المقترحات التي قدمتها تشكل بداية جيدة لما يجب عمله ولا بد للعاملين بالخارج أن يلعبوا دورهم من خلال أيجاد معادلة ما للإستمرار في دعم ذويهم بالسودان دون توفير مبالغ كبيرة من العملات الصعبة حتى ولو بالسوق الأسود لاتها في نهاية المطاف تصب في ايدي هذه العصابة وتحول لأرصدة بالخارج في دبي وماليزيا وغيرها.

  4. عزيزي كمال هذه النكات يرتاح بها النظام جدا ويضحك ملئ شدقيه فاذا كان الحكومة سجم فالمعارضة اسجم لوصح التعبير كلاهما وجه لعمله اسمها كرسي من السلطه شاغر !!! الظروف مواتية لكن لا توجد قيادة منظمة بالشارع لتوحيدالجهود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..