إلا الرئيس … وحاجات تانية “حزبية”

وحاجات تانية “حزبية”
الدولة يجب أن تكون قوية صارمة عادلة حاسمة… وفوق كل ذلك يجب أن تكون حكومتها رشيقة خفيفة على المواطن،لا يعيبها ترهلٌ ولا بذخٌ ولا إسراف ولا تبديد… وعندما أقول الدولة أعني الحكومة وإن كان المصطلح أشمل وأوسع منها… وعندما أقول يجب أن تكون قوية لا أعني باطشة مستبدة متغطرسة عابسة في وجه مواطنيها وشعبها، ولا أتمثل في ذلك قولاً من شاكلة:”ما في أقوى من الحكومة والبمد راسو بنقطعو ليهو..!!!”، ولا من قبيل:” البمد إيدو بنقطعها ليهو”، بل هو بنيانٌ قائم على أساس ” ليس القوي بالصرعة، وإنما القوى من يتمالك نفسه عند الغضب”، وفي ذلك كله أرمي إلى الحكمة والحنكة، بعيداً عن “نفش” الريش والصراخ، بل أرمي كذلك إلى قوة المواقف والمبادئ والقيم ووضوح الرؤية.. وعندما أقول صارمة وحاسمة أعني الصرامة في تطبيق القوانين واللوائح وتنفيذ الخطط واتخاذ الإجراءات والضوابط الكفيلة بتحقيق العدالة الاجتماعية وحفظ الأمن والاستقرار وحماية المال العام من السرقة ومن الإهدار والتبديد والسفه بكل أشكاله وأنواعه، ولابد أن أقول وحمايته من التهريب أيضاً… وأما أن تكون عادلة فأعني عدالة لا تعرف الانتقائية ولا تقديم كباش الفداء…عدالة تتمثل قول المعصوم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :” وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها “… بنتُ محمد وليست “بنت أي حد ” (مُش) ابنُ وزير ٍأو وزيرةٍ أو برلمانيةٍ يتم ضبط المخدرات والسلاح داخل سيارة “الدولة” التي يمسك بمقودها، ثم تتوارى كل شواهد إدانته المغلظة، بينما يقبع في السجون الآن حوالي “4” آلاف ممن ضبطوا وبحوزتهم هذا “السم الهاري” ـ المخدرات ـ

وأما أن تكون الحكومة رشيقة ورشيدة في “تصرفاتها” و”صرفها” فلنا في أمريكا ضالة وجدناها وما أخذناها ونحن نزعمُ أننا مؤمنون.. ففي أمريكا حكومة وزراؤها “15” وزيراً… ولنا في الصين أيضاً ضالة وقد وجدناها ولم نأخذها، بل أخذنا منها الموبايلات “الصينية”، والنفايات الإلكترونية، وحاجات تانية “حزبية”..

فعدد وزراء جمهورية الصين ذلك البلد المترامي ذو الكثافة السكانية الأعلى في العالم هو 18 وزيراً فقط… ولنا في بريطانيا وفرنسا ضالة لم نأخذها حينما وجدناها ونحن “المؤمنون”، ولنا في سويسرا التي عدد وزراء حكومتها لايتجاوز الـ” 8″ وزراء أسوة حسنة… ولكم أن تقارنوا بين تلك البلاد التي ذكرتُ وعدد وزراء حكومة السودان الذين ناهزوا الـ” 200″ وزير ووزير دولة ، اتحادي وولائي …..اللهم هذا قسمي فيما أملك…

نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

إلا الرئيس

قلتُ أمس إن الصين ذات الكثافة السكانية العالية والتي يقدر سكانها بالمليار ونصف المليار تتكون حكومتها من “18” وزيراً فقط، وأمريكا ذات المساحة الواسعة والتي تصل ولاياتها إلى “51” ولاية لا يتجاوز وزراؤها الـ ” 15″ وزيراً، وسويسرا الجميلة الغنية ذات الاقتصاد القوي عدد وزرائها “8” وزراء فقط..

أحد الكتاب المغاربة يندب حظ شعبه وينتقد حكومة بلاده مقارناً بين عدد وزرائها ووزراء الولايات المتحدة الأمريكية والصين مجتمعين، مشيراً إلى أن عدد وزراء بلاده يفوق عدد وزراء أكبر دولتين في العالم من حيث الكثافة السكانية والمساحة، وهو يقصد أمريكا والصين مجتمعتين …ويقول إن عدد وزراء بلاده يفوق عدد وزراء الصين وأمريكا مجتمعين ويذكر أن عددهم “39” وزيراً..

بالطبع أشفقتُ على الكاتب وهو يعرض حال شعبه وبلاده و”يتجرس”، وعندما وصلت إلى الرقم “المجننا بيهو” ووجدته “39” وزيراً فقط، قلت في نفسي (يا راجل ما تختشي، بطِّل جرسة ياخ هسي 39 وزير ديل بجرسو ليهم شعب، انت ما تشوف ناس أخوك الكاشف ديل شايلين على ضهورهم 200 وزير..!!)..

إي والله “200” وزير على أكتافنا ثلاثة عقود بالتمام والكمال، ندفع من مواردنا الشحيحة، ومن ضرائبنا وحصائل جباياتنا مرتباتهم وحوافزهم وبدلاتهم (بدل سكن وبدل سفر، وبدل لبس، وبديل إجازة وبدل عيدية فطر وضحية، وبدل زواج تاني بس للأمانة الأخيرة دي ما متأكد منها)، وعلاج بالخارج وعلاج بالداخل واتصالات وخدمة انترنت وتذاكر سفر…الخ…. دا طبعاً غير التبديد والإهدار والعبث بالمال السائب الذي لا بواكي له..

“200” وزير من غير مساعدين وولاة ومعتمدين ، ومن غير نواب البرلمان القومي البالغ عددهم ” نصف الألف”، ونواب المجالس التشريعية في “17” ولاية، في كل ولاية “مئة حبة”…

لو أن الكاتب المغربي ذاك عرف مصيبتنا لهانت عليه مصيبته، لكنه لا يعرف، معذور… تلك الدول وزراؤها يتفوقون علينا في الإنتاج والابتكارات والمبادرات، ونتفوق عليهم في العدد، ويتفوقون علينا في كثرة الفعل وقلة الكلام، ونتفوق عليهم بـ “قلة” الفعل وكثرة الكلام …برضو فهم، مُش؟… أما يأتي علينا يوم نأمن فيه ونضع الأغلال وهذا الإصْر… صبراً “آل ياسر” لا تلبثون إلا قليلاً حتى يأتي زمانٌ نشتهي فيه رؤية وزير واحد فلا نجد، لأن كل شيء سيصبح إلكترونياً وستحل التكنلوجيا والهواتف الذكية بتطبيقاتها محل الوزير والوالي والنائب إلا الرئيس.. نعم إلا الرئيس.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

الصيحة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..