حدود الدم وشد الأطراف

التطورات الإقليمية الأخيرة والصراعات والتحالفات في الجوار السوداني أحدثت متغيرات كبيرة في الموقف السوداني وعلاقات السودان مع دول الجوار العربي والافريقي، مع تطورات الحرب في اليمن وعاصفة الحزم سارعت الحكومة السودانية والتحقت بحلف السعودية والإمارات وقلبت ظهر المجن لإيران وتحسنت علاقتها بالولايات المتحدة وأروبا وفي المقابل تراجعت قدرات وإمكانات الحركات المسلحة ، وتبعاً لهذه التطورات شعرت الحكومة السودانية بأنها انتصرت علي كل أعدائها في الداخل وفي الجوار، ويبدو أنها لم تقرأ المعلب قراءة دقيقة ، في الفترة الأخيرة ظلت الحكومة السودانية تسوق حالة الاستقرار الهش لدول الجوار والدول الأوربية وتقدم أوراقها كحليف مهم في ملف الهجرة وقضايا الإرهاب.
صحيح السودان لعب ويمكن أن يلعب أدوار مهمة لصالح الاستقرار في كثير من دول الجوار ولكن الصحيح أيضاً أن كثير من الدول الأوربية ودول الجوار بدأت تعيد النظر في دور الحكومة السودانية في الأحداث الجارية في عدد من دول الجوار العربي والافريقي ونذكر هنا التقرير الذي نشر هنا في (الجريدة) والذي صدر عن ” المجموعة البرلمانية لجميع الأطراف للسودان وجنوب السودان ” وتضم المجموعة أكثر من 100شخص من أعضاء مجلسي العموم واللوردات البريطاني حيث دعا التقرير الحكومة البريطانية للتعامل بحذر مع الحكومة السودانية التي تقدم نفسها كجزيرة استقرار في محيط ملتهب فيما لاتزال تحتفظ بعلاقات مع الجماعات المتطرفة.. انتهي التقرير ، والنقطة المركزية أن الحكومة تعتقد أن الاستقرار الهش الماثل الآن سوف يستمر دون تهديد ، وهذا زعم غير صحيح ، كل مسببات انفراط عقد الأمن في السودان متوفرة(جبهة داخلية غير متوحدة) ، العلاقة مع معظم دول الجوار سيئة ومتوترة ، مع مصر العلاقات متدهورة جداً ومع ليبيا غير مستقرة ومع تشاد توتر مكتوم ومع جنوب السودان محل شد وجذب ويبدو أن إرتيريا تمضي نحو دول التوتر والنزاع مع السودان ، والعلاقة مع السعودية والإمارات في ظل التطورات الأخيرة قابلة للتراجع ، وهذا التدهور في العلاقة مع معظم دول الجوار يأتي في ظل استقرار هش ونسبي في السودان ووضع قابل للانفجار تحت تأثير أقل تهديد خارجي ، والاقتصاد السوداني لن يقوي علي أي جبهة للحرب يمكن أن تنتج كمحصلة متوقعة لتدهور علاقات السودان مع دول الجوار شمالاً وجنوباً وشرقاً والسودان بوضعه الحالي لن يصمد أمام أيه استراتيجية تقوم على شد الأطراف، ثم تتطور لاحقاً إلى شد الأطراف ثم البتر ، فتح جبهة جديدة في الحدود مع إرتيريا ثم مع جنوب السودان وفي ظل حروب مشتعلة في أكثر من مكان يعني أن السودان يلقي بنفسه في جحيم . السودان مطالب اليوم قبل الغد بالتركيز على الداخل ومعالجة
الأزمات الاقتصادية والسياسية المتراكمة بدل سياسية الهروب إلي الأمام ومحاولة شغل الناس بمشاكل وصراعات خارجية.

حسن بركية
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في سقوط الانظمة هنالك دائمامجال لعنصر الغفلةاو الاغترار اذا شءت ان تسميه بذلك/فجوة صغيرة نسي النظام ان يحكم اغلاقها او حجر في جسم السد تسللت منه جموع الفئران وقد وضع هذا الكاتب القدير يده على واحد من ا الثغرات الهامة في دفاعات الانقاذيين نرجو ان لاينتبهوا لها وان يأتيهمم من نخلالها الفيضانن النهائي الكبير

  2. في سقوط الانظمة هنالك دائمامجال لعنصر الغفلةاو الاغترار اذا شءت ان تسميه بذلك/فجوة صغيرة نسي النظام ان يحكم اغلاقها او حجر في جسم السد تسللت منه جموع الفئران وقد وضع هذا الكاتب القدير يده على واحد من ا الثغرات الهامة في دفاعات الانقاذيين نرجو ان لاينتبهوا لها وان يأتيهمم من نخلالها الفيضانن النهائي الكبير

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..