مقالات سياسية

مُرسال الظلم يستحيل أن يأتي إرساله بخير…

✍ يحكى ان صيادا كان يصطاد الغزلان وكان معه كلبه المطيع ، السريع الجري، الذي كان يتحسس بأنفه ليشم روائح الغزلان من حوله ، وفجأة واذا بالكلب ينطلق بسرعة واذا بغزال يقفز بين الاعشاب ويولي هاربا ، ويسرع الكلب ولكن الغزال اسرع ويستجمع الكلب قواه ولكن الغزال يدرك ان القضية قضية حياة او موت فتزداد سرعته ، وهكذا استمرت عملية الهرب والطلب حتى تعب الكلب ، فأدار الغزال رأسه نحو الكلب وقال له: كف عن مطاردتك لي وملاحقتك فانك لن تلحقني ولن تمسك بي ، فقال له الكلب ولماذا؟ فقال الغزال : اما انا اركض من اجل نفسي ، واما انت تركض من اجل غيرك.

✍ قصة تصلح لان تكون مثلا وعبرة لكل من ارتضوا لانفسهم ان يقوموا بدور وان يؤدوا مهمة كمهمة الكلب لا يستفيدون منها شيئاً غير الطاعة، ثم هي تصلح كذلك للذين يقومون بأدوار كدور الغزال حيث ان جهدهم وبذلهم وتضحياتهم انما من أجل حقوقهم الحياتية.

✍ يتعب الكلب من أجل الصياد، ويهز ذيله مستشعرا انه حقق الكثير دون ان يعي أن الصياد، قد أرهقه بلا فائدة، ولو ادرك عاقبة ظلمه ومطاردته للغزال لما ارتضى لنفسه ان يقوم بذلك الدور.

✍ الإنسان يحيا بمبادئه وأخلاقه، ويعمل لإرضاء ربه القوي الجبار، قبل أن يجتهد لمرضاة مسؤول انتهك حقوق غيره وظلم واستبدّ بقراراته وفعل بالضعفاء والمستضعفين من الناس مالا يرضاه الله عزوجل، ومانهى عنه رسولنا الكريم من انتهاك حقوق الغير ومن محاباة لأهله المقربين، وظلمه لمن ليس من أقربائه، وقد نهى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها).

✍ يكفيني فخراً وشرفاً، أنني دافعت عن نساء ليسوا من قبيلتي، وليسوا من أسرتي، ويكفيني فخراً أن قلمي لم ينطق غير صوت الحق والضمير، ومن يهددني بالسجن أقول له، لقد مكث سيدنا يوسف عليه سلام وهو نبي من أنبياء الله عزوجل، بضع سنين، يقال سبع ويقال تسع سنوات، في قضية تحرش وهو برئ منها، فما بالي وأنا أنتقد مايحفظ للمرأة عفتها وكرامتها، ولمن سُلبت دمائهن بلا مبالاة، ومن تم رميها بمرضها للحياة، تُصيب به أسرتها، وتمضي به والألم ينهش في بدنها.

✍ إن شرُّ الجناة في الأرض نفسُُ تأبى رؤية الحق، ظنّاً منها أن الله عزوجل غافلاً عن كونه، ليفعل فيه الطغاة مايُريدون، من يحسبون أن السلطة أكبر من إرادة الله وأمره، هم غارقون في الوهم حتى شحمات آذانهم، ومن يحسبون أن القوة في تفكيرهم وقراراتهم، لن يجد الجهل أرضاً خصبة غير عقولهم لينبُّت فيها.

✍ من يلهث بالباطل للظالم، تتقطع أنفاسه بخفقات قلب مريض، يحمل في دواخله كل أمراض الإنسانية والضمير، ومن يصمد على الحق غي دنياه، لا تهمه خسارة الدنيا، فالسعادة الحقة هي أن تحيا حراً لنفسك وأخلاقك وضميرك.

✍ قال تعالى: (والله غالبُُ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون (21) – سورة يوسف.

✍ علي بابا
13-1-2018م.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..