مقالات وآراء

الانقلابيون والتدابير الأمنية الفاشلة .. ما العمل

 

 

خارج السياق
مديحة عبدالله
اندلعت مرة مواجهة دامية بين المواطنين في ولاية النيل الأزرق وفقد 21 أرواحهم خلال يومين ونزح الكثيرون، وإنهار (اتفاق وقف العدائيات) الذي تم التوصل إليه في أغسطس الفائت، ببساطة لأنه قام على معالجات أمنية فشلت سلطة الانقلاب في القيام بها، فالأمر يرتبط بتدابير سياسية واجتماعية وليس أمنية كما درجت السلطة العسكرية والأمنية في معالجة النزاعات المتفاقمة، سنظل نفقد الأرواح والممتلكات ونشهد موجات النزوح بلا توقف بكل ما يترتب على ذلك من مشاكل إنسانية ومعضلات اقتصادية واجتماعية، فالأزمة الاقتصادية ستتفاقم وتبعاتها من نقص الغذاء الذي وصل حد المجاعة في أجزاء واسعة من البلاد، ولولا الجهود الدولية الإنسانية لتفاقمت المأساة..
هذ الوضع لا يمكن أن يمضي هكذا، فكل المؤشرات تدل على أن المواجهات الأهلية لن تتراجع في الولاية بل سيكون لها تداعياتها الاجتماعية في الولايات الأخرى ذات التركيبة السكانية والاثنية الممتدة لتلك الموجودة في النيل الأزرق، والأمر أكبر من مجرد مواجهات بين أفراد أو حتى مجموعات، فهو صراع يرتبط بالأرض والملكية والثروات، وهناك من يعمل على تحريكه بحيث يقود لمواجهات دامية خدمة لأغراض سياسية، إلا أن أسباب الصراع موضوعية وتتطلب مراجعة دقيقة وحقيقية من القوى السياسية والمدنية صاحبة المصلحة في استقرار الولاية، فهو صراع شبيه بما يدور في ولايات أخرى.
كل مناطق السودان تشهد الآن ارتفاع أصوات المواطنين من أجل التنمية وإدارة الموارد بشكل عادل، بحيث يجد كل المواطنين حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، تأخير التصدي لهذه المطالب، سيحيلها لقبلية وعشائرية، ويعتم على طابعها الموضوعي، والمرتبط بشكل أساسي بتأسيس دولة المواطنة، فالسائد الآن من علاقات اجتماعية لم يعد يلبي طموح وتطلعات كل المواطنين في ولايات السودان المختلفة، فقضية الأرض محورية، وتجاهل ذلك سيقود لحرب أهلية شئنا أو أبينا..
المطلوب الآن من القوى السياسية والمدنية أن تطرح رؤيتها لحل المشاكل المتصلة بقضية الموارد، وبحث ذلك مع أصحاب الشأن، الذين لن يتراجعوا عن مطالبهم في الاستقرار والتنمية مهما كلفهم ذلك من أرواح وممتلكات، وهي قضية جوهرية من قضايا المؤتمر الدستوري، إلا أنها الآن متفجرة بشكل حاد وملح، ولا بد من التعامل معها بكل جدية، فقد تم طرحها من قبل أصحاب الحق، ولا يمكن تأجيل الخوض في جوانبها المختلفة والشائكة الآن لحين إسقاط الانقلاب!!!
الميدان

‫2 تعليقات

  1. وهل حكومة اربعة طويلة وحكومة الحزب الشيوعى السودانى حكومة منتخبة حتى نسمى بالثورة التصحيه التى قام بها البرهان انقلاب؟؟؟؟؟؟؟؟

  2. الاخ اوشيك اذا لم تكن حكومة حمدوك منتخبه هل ذلك يبرر للبرهان الانقلاب علي حكومه مدنية ولكن هنالك دجاج الكيزان وعاشقي العبودية امثالك يرون تلك الاحداث تصحيح للمسار ليس انقلاب انتم من تعشقون العبودية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..