باقة القنوات الفضائية الجديدة

لاحظت إعلاناً نشر قبل فترة وجيزة وبصورة مكثفة عن انشاء باقة سودانية بهدف تحديت وتحسين جودة البث التلفزيوني باعتبار أن هذه الباقة ستضم كل القنوات السودانية في طبق واحد وعبر تردد واحد. وحسب مبلغ علمي ومتابعتي فإن ذلك التردد هو ذات التردد الذي تستخدمه مباشرة جميع قنوات السودان عن طريق الموفر (جلف سات) التي تأتي تحت مظلة القمر الصناعي (نايل سات). هنا لم أفهم المقصود بذلك الإعلان ولم أخرج عنه بشيء سوى أن هذه الباقة الوليدة تم الزج بها كوسيط يظهر تحت (جلف سات) التي تأتي ضمن بث القمر نايل سات وإلا ما الجديد الفريد في هذه الخطوة.

ما علينا طالما أن الهدف تحسين الخدمة كما يقولون، ولكن ما أن حانت ساعة الانتقال للخدمة الجديدة حتى فشلت غالبية أجهزة الإستقبال في تقبل الضبط الجديد، فاختفت أغلب القنوات السودانية الأساسية عن الظهور رغم سهولة إجراء ضبط القنوات بالنسبة للمرء إذ يعتبر ذلك الاجراء من الأبجديات مقارنة بما يفعله صغارنا في أجهزة الموبايل. وحين تعذر الضبط واستحال استقبال البث، ظن البعض أن خللاً عاماً أصاب القمر الصناعي أو أن الدماء في عروق أجهزة استقبالهم قد جفت، فلجأوا إلى فنيي الأجهزة الذين أفادوهم بأن هذا الضبط لا يمكن أن يتم إلا في جهاز استقبال من فصيلة (اتش دي) وما من وسيلة لتطوير أجهزتهم الحالية التي تلتقط مختلف قنوات العالم عدا الباقة السودانية الجديدة. وكما تعلمون أننا حين نبتاع جهازاً لا ندقق كثيراً في قدراته الفائقة الدقة طالما أنه في وقت الشراء أرضانا بفعاليته.

وعند رجوعي للإعلانات المنشورة السابقة لم أجد تنويها واضحاً يقضي بضرورة توفر جهاز (اتش دي) إلا في الإعلان الذي نشر يوم تغيير البث، علماً بأن هذه المعلومة إذا ما عممت من قبل لكان في الإمكان لمن يرغب في متابعة القنوات السودانية شراء جهاز بالمواصفات الجديدة. أما الآن ليكن معلوماً لدى الجهة المبتكرة إن هذا الانتقال حال دون متابعة أغلب القنوات السودانية مع أن كثيراً من المشاهدين ربما في الواقع يتخطونها عمداً ولا يلجؤون إليها إلا عند الشديد القوي.

وللخروج من هذا النفق المظلم ولإضاءة المشهد أمامنا فقد أصبح شراء أجهزة جديدة. ضربة لازب. ولكن قبل أن نتجه لسوق الله أكبر، الذي يستهدفنا في كل صغيرة وكبيرة بزيادات فاقت حدود الوصف – وليس هذا وقت الحديث عنها – نود أن نتساءل عن الضرر الذي حدث لنا خلال مشاهداتنا العادية وشكونا عنه حتى حرص صاحب الفكرة على معالجة مشاكلنا باستحداث هذه الباقة. هل يا ترى أن هناك بعض الذين تراكمت عندهم هذه النوعية من أجهزة الاستقبال فلم يجدوا سبيلاً لتصريفها إلا بإجبارنا على استقبال البث عبرها وبالتالي يختطفها الناس بأي ثمن، أم ربما أن هناك من يتأهب لاستيرادها على جناح السرعة ليلحق بها ركب التسابق المحموم. وهل يا ترى فشلت القنوات في الوفاء بسداد التزاماتها فنهضت هذه الباقة الجديدة لتضمن لها الاستمرارية أم ماذا وراء الأكمة يا من يهمه الأمر؟
[email][email protected][/email]