قرار السيسي المعلق.. العترة بتصلح المشي

لاشك أن هناك انتعاشاً إيجابياً في العلاقة بين السودان ومصر من خلال انسجام المواقف واكتمال التفاهم وتبادل الزيارات بين الرئيسين البشير والسيسي، لكن وبنفس القدر لا يوجد شك في أن هذه العلاقات الإيجابية المنطلقة بأقل درجة من التحفظات والمحاذير الأمنية والسياسية مؤخراً تزعج الكثير من الدوائر الأمنية والاستخبارية النافذة وتلك المرتبطة بأجندات خارجية في الدولة المصرية.. هذه الدوائر المصرية التي يعمل بعضها لحساب أجندات أخرى يزعجها ميل السيسي وتحول نظره استراتيجياً في اتجاه الجنوب ويزعجها أن يمضي هذا التطور الإيجابي بالسيسي إلى الاندياح الكامل مع النظام السوداني، وإلا فكيف يمكننا أن نفسر انتظار السودان لأكثر من عشرة أيام تنفيذ قرار صادر من الرئيس المصري بالإفراج عن المعدنين السودانيين الذين يتم احتجازهم في السجون المصرية؟..
وحتى لو تم الإفراج عنهم اليوم أو غداً فإن التأخير الذي حدث ليس مبرراً بأي حال من الأحوال وحتى لو افترضنا أن هناك تبريرات وأسبابا محددة واعتمدنا نظرية الغائب (عذره معه) فإن السؤال المطروح: لماذا هو غائب أصلاً؟ لماذا يغيب التفسير ويغيب التصريح الإعلامي الرسمي من الجانب المصري لتوضيح أسباب التأخير؟.
لماذا وبعد أن ننتظر عشرة أيام لا ينطق خلالها أي مسؤول مصري بكلمة اعتذار أو تطمين حول تأخير تنفيذ قرار السيسي نقبل أن يخرج علينا سعادة السفير السوداني في القاهرة بتصريح يحدثنا فيه عن استمرار اتصالاته مع السلطات المصرية كل هذا الوقت بشأن تنفيذ العفو عن المعدنين السودانيين ويحاول السفير عبد المحمود التماس العذر للسلطات المصرية و(الطبطبة) على هذا التأخير المريب وغير المبرر.
إما أن تكون هناك بالفعل رسائل مصرية خبيثة تريد دوائر محددة إبلاغها للسودان وللسودانيين وفي هذه الحالة نرجو أن تتعلم الحكومة من الدرس وتراجع سياسة التعامل بصفاء النوايا مع المصريين، وإما أن تقبل السلطات المصرية ملاحظاتنا الناقدة لها بضعف قوة القرارات والتوجيهات الرئاسية ووجود دوائر فلترة ومراجعة وتنقيح لقرارات السيسي بعد صدورها مما يعني وجود خلل أساسي في نظام السلطة الحاكمة لمصر.
لست مع الاتجاه الذي يلوم السودان في سرعة تنفيذه لتوجيه الرئيس البشير بإخلاء سبيل الصيادين المصريين بلا أدنى تلكؤ أو تأخير، لأن سرعة تنفيذ مثل هذا القرار تحسب للحكومة السودانية ولهيبة قرارات الرئيس ووفاء السودان بالتزاماته ولا تحسب عليه.
الرجل (بمسكوه من لسانو) كما يقول المثل وحين يصدر قرار من رأس الدولة للتنفيذ ثم تحدث مماطلات ويتعطل التنفيذ فإن على هذا الرئيس وعلى وقراراته وعلى سلطته التي يقودها السلام.
علينا أن نتعلم من هذا الدرس ما هو الأسلوب الأمثل في التعامل مع السلطة الحاكمة في شمال الوادي مع الإبقاء على الابتسامة والكلمة الطيبة وكل شيء بلا انفعال زائد أو تفاعل متجاوز لحدود الحذر المطلوب و(العترة بتصلح المشي).
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.
اليوم التالي

تعليق واحد

  1. هذا التناول البئيس لا يقدم ولا يؤخر بل يجر علينا تهكم المصريين. فالغمز من قناة عجز الرئيس السيسي عن انفاذ قراراته بفعل (وجود دوائر فلترة لقراراته)، ما هو الا هروب من حقيقة ان مصر تختزل السودان في الانقاذ(الكيزان) وتتعامل معه على هذا الاساس. المصريون ليسوا بغافلين عن تعاطف كيزان السودان مع اخوان مصر حيث خرجت مظاهرات كيزان السودان ضد قرارات القضاء المصري بادانة مرسي، حتى ولو كانت تلك التظاهرات باسم الحركة الاسلامية وليس حكومة السودان او المؤتمر الوطني. تقسيم الادوار هذا قد يفوت على المواطن السوداني ولكن المصريين يعلمون تماماان بكري نائب رئس السودان هو بكري نائب رئيس الحركة الاسلامية التي لا يفرقون بينها وبين اخوان مصر، وهم مصيبون. أما التأخير في انفاذ قرارات السيسي فالمؤكد انه مقصود، وليس كعجز رئيسنا الذي يصليه الفاتح جبرا يوميا براجمات التساؤل عن قراراته بشأن خط هيثرو والتي ذهبت نع الريح .. على الاقل حتى الآن

  2. هذا التناول البئيس لا يقدم ولا يؤخر بل يجر علينا تهكم المصريين. فالغمز من قناة عجز الرئيس السيسي عن انفاذ قراراته بفعل (وجود دوائر فلترة لقراراته)، ما هو الا هروب من حقيقة ان مصر تختزل السودان في الانقاذ(الكيزان) وتتعامل معه على هذا الاساس. المصريون ليسوا بغافلين عن تعاطف كيزان السودان مع اخوان مصر حيث خرجت مظاهرات كيزان السودان ضد قرارات القضاء المصري بادانة مرسي، حتى ولو كانت تلك التظاهرات باسم الحركة الاسلامية وليس حكومة السودان او المؤتمر الوطني. تقسيم الادوار هذا قد يفوت على المواطن السوداني ولكن المصريين يعلمون تماماان بكري نائب رئس السودان هو بكري نائب رئيس الحركة الاسلامية التي لا يفرقون بينها وبين اخوان مصر، وهم مصيبون. أما التأخير في انفاذ قرارات السيسي فالمؤكد انه مقصود، وليس كعجز رئيسنا الذي يصليه الفاتح جبرا يوميا براجمات التساؤل عن قراراته بشأن خط هيثرو والتي ذهبت نع الريح .. على الاقل حتى الآن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..