بارا أولى برمالها

بارا أولى برمالها

محمد التجاني عمر قش
[email protected]

بار ا أَوْلى برمالها
رمية:
زارعنه في بارا
و شايلنه الجمالا
زولاً ستر حالا
في الغربة البطالا
مدينة بارا واحدة من أجمل مدن كردفان و أعرقها على الإطلاق. تمتع هذه المدينة الصغيرة بميزات قل أن تتوفر لموقع واحد، فهي تقوم على حوض جوفي يحتوي مليارات الأمتار المكعبة من المياه الجوفية العذبة ، كما أنها منطقة زراعية كانت تسهم بقدر كبير من إنتاج الخضر و الفواكه للسوق المحلي في الولاية حتى وقت قريب. بارا اشتهرت بروعة الطقس و الهدوء و جمال أهلها وسماحتهم، و هي تصلح لأن تكون منتجعاً سياحياً راقياً إذا استغل موقعها و توفرت الإرادة الاقتصادية لتحقيق هذا الهدف مع بعض المقومات و المنشآت الضرورية الأخرى . لكن بارا الآن تحتاج لجهد خارق لتنميتها فقد ترك معظم الأهالي العمل بالزراعة، ثروة المنطقة الحقيقية، تحت وطأة الضرائب التي كانت تفرض على كل شجرة مثمرة والفساد الذي ساد معاملات البنك الزراعي مما ورّط المزارعين في ديون عجزوا عن سدادها و لذلك هاجروا إلى المدن الأخرى ؛ فهل سيشملهم قرار إعفاء ديون المزارعين أو تأجيلها كما فعلت الحكومة مع المناطق الأخرى؟
بارا الآن تمثل عجوزاً هرمة قد تنكر لها بنوها بعد أن أرضعتهم من ثديها سنين عدداً ولكنهم تركوها فأصبحت معظم الدور مهجورة و تحول بعضها إلى خرابات يسكنها الوطواط، و المسافر لا يكاد يجد مطعماً يتناول فيه وجبة أو مكان يأخذ فيه قسطاً من الراحة، و السواقي ما عادت بتلك الروعة والرونق الذي عهدنا.
ولكن ما جعل هذه المدينة الوادعة تقفز إلى صدارة الأخبار في الآونة الأخيرة هو موقعها الجغرافي إذ أنها تتوسط بحراً من الرمال الناعمة التي تزيد من جمال المدينة و جاذبيتها. كما أن وجود عنصر السليكون بكميات تجارية كبيرة في رمالها وتلالها جعل السيد وزير العلوم و التكنولوجيا يطالب باستغلال هذه المادة إذ أفاد في التقرير الذي قدمه للبرلمان (بإمكانية بيع رمال بارا التي قال إن العالم لو اكتشفها “سيدور حولها قتال”، وأشار إلى أنها تعدّ من أنقى أنواع الرمال، وأوضح بأنهم استغلوها في مجال الطاقة الشمسية، قاطعاً بقيام الوزارة بإجراء دراسة جدوى اقتصادية لمادة السيلكون التي تدخل في عدد من الصناعات المهمة، وأكد أن هذه الرمال يمكن أن تعود للبلاد بعملات صعبة حال تصديرها). و لذلك لنا وقفة معه لأنه يعني السليكون تحديداً. وبما أن ” جحا أولى بلحم ….” فلماذا لا يستغل هذا المورد الاقتصادي لتطوير هذه المدينة التي كادت تنعدم فيها سبل الحياة العصرية لما أصابها من إهمال أفقدها كل ما أشرنا إليه من روعة وجمال. و لماذا لا يفكر القائمون على الأمر في تصنيع السليكون في موقع إنتاجه من خلال شراكة ذكية مع الجهات التي تريد استيراده حتى نوفر فرص عمل و دخل لأهل المنطقة وتنمية مثلما يحدث في كل مناطق التعدين في العالم؟ و كيف يمكن تصدير السليكون أو الرمال إذا لم يقوم طريق بارا_ أم درمان الذي تحدثنا عن أهميته في أكثر من مقال ولكن لم يجد كلامنا أذناً صاغية؟
و كما أشرنا فإن بارا تمتلك الأرض و المياه التي ربما تكون سبباً للحرب الكونية القادمة فهل هنالك خطط للاستفادة منها؟ لقد علمنا أن الفريق محمد بشير سليمان وزير الزراعة بولاية شمال كردفان لديه خطة طموحة لتطوير منطقة ” الخيران” التي من ضمنها بارا فهل يا ترى سيجد سيادته الدعم الكافي من الجهات المعنية لتنفيذ هذه الخطة التي تعد المخرج الوحيد والاتجاه الصحيح للاستفادة من موارد المنطقة الطبيعية ؟ نتمنى ذلك. و عندما نتحدث عن بارا إنما نعني سلسلة طويلة من الواحات تشمل البشيري و الطويل و منطقة دميرة و غيرها وكلها صالحة للزراعة.
ونتمنى أن تفكر السلطات المحلية و الولائية و تشرع في تطوير منتجع سياحي من شأنه أن يحدث نقلة نوعية لتطوير بارا. و نهيب بشيخ العرب إبراهيم حمد علي التوم معتمد المحلية أن يقود تحركاً في هذا الاتجاه ويسعى لتكوين هيئة لإعادة تعمير بارا تضم كبار الرأسمالية الذين خرجوا من رحم هذه المدينة وهم كثر وفيهم الخير.
إن بارا أولى برمالها من غيرها، وإن كانت المعادن ثروات قومية، لأن هذه المنطقة من شمال كردفان يمكن أن تتحول إلى منطقة إنتاج ضخم من زراعة و ثروة حيوانية وربما معادن إذ ابلغني أحد العالمين ببواطن الأمور عن جبل يقع على مقربة من جنوبي بارا ، قد لا يرى الآن، كان يحتوي على كميات من الذهب ولكن أزاله التنقيب العشوائي قديماً، وهذا مؤشر على وجود المعدن النفيس حول المدينة. نحن نريد لبارا أن تعود كما كانت “جنة سواقي الريد مرتع الغزلان وادي النخيل والصيد”.
بقلم/ محمد التجاني عمر قش- الرياض
[email protected]

تعليق واحد

  1. والله نحن ناس الحكومه دي عاوزين الضربه جاهزه بيع واستلم المقابل ، عاوزنا نفكر في تنمية منطقة ونشوف شغل لسكانها ، ليه الغلبه دي كلها نبيع ونقبض النسبه والعمر ما مضمون والكرسي ممكن بعد ده يضيع قريبا ، أما موضوع السياحه ده انساه لان السياحه الداخليه فابناء هذا الوطن الان يبحثون عن توفير وجبتين في اليوم لانه حتي الوجبتين بقت مشكله عاوزهم يفكروا في سياحه داخليه ، وفيها سفر بمئات الالوف واقامه بمئات الالوف ووجبتين بعشرات الالوف ، أما السياحه الخارجيه ياحليل زمن كنا نراهم وهم الغربيين في شوارع الخرطوم يتسوقون وفي الطرق السفريه سواء المسفلته (ذلك الزمان كان طريق مدني/الخرطوم فقط) وهم يتحركون بالموتورسايكلات وعربات اللاند روفر (الاندروبر) ، في أمن وأمان يمرون القري والبوادي ويجدوا كرم السودان وأمان السودان وحسن السوداني ، الان الواحد سوداني محتاج ليهو طوف امني وده بالنهار أما بالليل دي مصيبه وممكن يحتاجوا مارينز بمناظير رؤيه ليليه لحمايتهم ، وكما قال أحد الاخوه الجنوبيون السودان يتقدم بسرعه رهيبه لانه لو كان بيتراجع كان يكون أحسن فكل عشره سنوات جديده، أفضل منها العشره السنوات السابقه وكمثال العشره سنوات السابقه كان الحمالين يعملون بحريه دون ضرائب وبطاقات ، الله يرجع لينا سودان زمان ويا عزيزه كفايه احلام عن مستقبل مع هذه الحكومه

  2. بارا مدينتى الساحرة كلما اطل ذكرها يتبادر للذهن الجمااال والروعة فى كل شئ كانت تنبت فى بيتنا كل انواعا الفواكهة التى كان يزرعها والدى ادم الرشيد كنا نذاكر فى حدائق بيوتنا كما الملوك والامراء كانت الناس لاتشترى الليمون من السوق بل تاخذه بعد ان يتساقط على الارض كنا نذهب الى المدرسة الغربية وعناقيد العنب تتدلى فى الشوارع والمكذبنى يسال عن بيت فضل الله الدرديرى وبيت سيد عبد الله وبيت ال حنين كان فيه حتى القشطة والرمان اتحدى الان ان يكون واحد من هؤلاء الجيل ان راى بام عينه شجرة قشطة او رمان وكنا نشترى الخضار من السواقى بالحوض لاتقولوا هذا ماضى العالم يتقدم ويتحضر كانت التلفونات تصل الى لندن اى ان اتى هذا الزمن اللعين وفرضت الضرائب على لورى الخضار المسافر الى الابيض وكان يحسبوها بالمرخة والكرتونة فترك الناس اشجار الليمون تجف بل تحترق حزنا على حال الانسان الشيطان الذى يختطف القمة من الفم وظهر الارزقية الذين لايعرفوا طباع اهل بارا ونبلهم وكرمهم اتوا لنا بالجهلاء من كل صوب وحدب حتى وانك فى سوق بارا تمشى كالغريب فى فترة كان الناس التزموا امام بيوتهم يتعجبون من اين اتى هؤلاء العربات اللاندكروزر تفحط فى الشوارع الى الصباح بل فى مرة من المرات فى احد اجازاتنا وكان هنالك زواج ابنى عمى اتى من قام بتفريق الحفل بل اعتقلنا من الشارع حتى صباح اليوم التالى وكنا نجلس امام منزل العم روسيا فى البكراوية كالعادة كانت روابط ابناء بارا بالجامعات تسير القوافل الطبية والثقافية وتقام معارض الكتب ودورات الشطرنج والاسواق الخيرية كنا نقوم بدهن المدارس وبناءها باموال الاسواق الخيرية وكنا نسمع مانسمع الى ان تفرقت بنا السبل فى بلاد الله الوسيعة وايضا فى اجازاتنا كنا نقوم بالتدريس فى الكورسات الصيفية كطلاب بجامعة الخرطوم وتخرج من ابناء بارا الكثيرون من دكاترة ومهندسين يحفظوا لنا هذا الجميل لانمتن على احد او مدينتنا البهية لكن تولى زمام الامور فى مدينتنا من لايعرف كوعه من بوعه غير اللهط ومضايقة البشر فى ارزاقهم فاندثر كل جميل وغادرها صفوة ابناءها الذين يحملون لها الكثير وحتى المنح التى تقدم لبنات بارا فى الاحفاد مجانا قد حضرت اجتماع فرضوا فيه كرابطة ابناء بارا مبلغ ستمائة الف على بنات فقيرات اتتهم المنحنة من السماء فتركوا فرصتهم فى الدراسة ومنهم بنت اختى لعنة الله على من تسبب فى ذلك ولكنها بارا الوسيمة بارا اساتذتنا ال الاعيسر وال كرداوى بارا مهدى السيد وباراالبكراوية وال معروف بارا العشير الركابية بارا السواقى وبارا اللبخ بارا ال يسين وبارا التى جنوا عليها حتى ولو كانوا ابناءها كنا نقرا مجلة الصبيان قبل ناس الخرطوم وتاتينا الصحف كل يوم اخبار الهلال والمريخ بالبصات فى موقف بارا حتى اتى من قال ان بارا غير مواكبة عندما سال كم لديكم من الشهداء بارا الشهيرة ملء السمع والبصر معركة بارا والقيقر غير مواكبة هذا المسؤل كلفت اهل بارا قرابة الاربعين مليون ودفع لهم عشرون مليون كتبرع ربما ذهبت لجيوب البعض سعر الشطة والشرموط عندما قال احدهم فى ذاك الوقت اشترينا شرموط باربعة مليون ساله احدهم بالله شريتوه وين؟ولطريق بارا الابيض حكاية تدفع انت ماشى وجاى حتى ولو لم ترجع بنفس الطريق
    لك الله مدينتى من جعلتى لهم شان بخلوا عليك حتى بالطريق الذى يربط بارا بامدرمان وبلعوا وعووووودهم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..