أخبار السودان

لها الإنحناءة والتحية أينما كانت

عبدالوهاب همت
هو الثامن من آذار يوم المرأة العالمي، لها الإنحناءة أماً وزوجة وأخت ورفيقة درب.
الثامن من آذار يهل علينا هذا العام بعد إنبلاج فجر الخلاص وسطوع شمس الحرية وأفول الديكتاتورية في أبشع صورها.
قبل هذا العام كانت المرأة السودانية في قلب مواجهة النظام لاهيابة ولامترددة ، بل كانت وفي كثير من الأحيان تتقدم رفيقها الرجل، حيث فاقت الرجال من حيث نسب المشاركة في كل التظاهرات والاحتجاجات، تعرضت للضرب والإذلال والمهانة، لكنها لم تتراجع قيد أنملة إنما تقدمت وببسالة نادرة الصفوف، كانت زغرودتها هي التي تقدح زناد التظاهرات في كل المواكب الاحتجاجية التي وقفت في وجه الطغيان حتى طوته ووضعته أسفل مداسها، مقدمةً درساً جديداً لنساء العالم بل وجعلتهم يحتارون في أمرها.
وكان التساؤل في كل دول الغرب كيف لنساؤكم بهذه الجرأة والجسارة، ونظامكم كان يقهرها ويكبلها بالقوانين في محاولةٍ لفت عضدها،لكن ذلك حولها إلى كتلة من اللهب الذي تشظى في وجوه كل من حاول النيل منها، لانها كانت تنتظر اللحظة المناسبة للإنقضاض على نمور الورق، وعندما هجمت على العرين إكتشفت أن نمور الورق قد ولت الأدبار بعد أن تيقنت النمور الورقية ان هذة الغضبة الثورية دونها الثورة، وما خلاف ذلك فهو خرق القتاد.
سليلات مندي ومهيرة والكنانية والمرغومابية قدمن شخصيةً قمة في الوعي والثبات والإقدام بل والانقضاض.
حفيدات فاطمة احمد إبراهيم وسعاد أبراهيم احمد وسارة الفاضل وجارة عثمان وحواء الطقطاقة كن في قلب المعارك حيث تنوعت المواجهات.
رفقة كانت تلتقط البمبان وتعيده إلى عربات قاذفيه من كلاب الأمن مما جعلهم يولون الأدبار أمام شراسة هذة الشابة، ومثيلاتها كُثر، تقدمن الصفوف في كل المدن والبوادي والنجوع بعزيمة لاتقهر.
قدمن كلما يمكن تقديمة في سبيل إنجاح ثورة الشعب وهن الآتيات من صلبه، دافعن عن شرفهن وفي مقابل ذلك واجهن الويلات وشمخن كالجبال الرواسي.
شاركن الرجال في الاعتقال وبيوت الأشباح والملاحقة ونلن قسطاً كبيراً من التعذيب وصلت الى مرحلة الإغتصاب، لكن ذلك مازادهن الا صلابة فوق صلابة.
عطرن أمسيات ومهارات الاعتصام، شاركن بالطبخ والترتيب والحماية والتفتيش والغناء الحماسي الباسل حتى إنتصرت الثورة، والتي ماكان لها أن تنتصر لولا مشاركتهن الكبيرة والمائزة والباسلة.
هذا داخل السودان أما من تواجدن خارجة فهذه حلقة سنفرد لها مقامًا آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..