محنة “أتير” ترتفع درجة الاهتمام بمباراة “السودانين” في بحر دار.. لن يضطر ريتشارد لترديد النشيد الوطني لدولته التي انفصلت في العام 2011..

الخرطوم ? الزين عثمان
سيغيب قائد المنتخب السوداني سابقاً وكابتن منتخب جنوب السودان حاليا عن المواجهة التي تجمع (السودانين) في ملعب بحر دار الإثيوبية. ريتشارد جاستن لن يكون مضطراً لترديد نشيد علم السودان الواحد والسلام الجمهوري لدولته التي انفصلت في العام 2011 لكن نجماً آخر في منتخب جنوب السودان سيجد نفسه متنازعاً ما بين النص القديم والجديد هو لاعب الهلال السوداني أتير توماس والذي دافع عن شعار المنتخب السوداني حين كان لاعباً في صفوف نادي الموردة قبل الاستفتاء.
توماس سيجد نفسه في الامتحان الأول حيث تمثل المباراة المعلنة اليوم في بطولة شرق ووسط أفريقيا المواجهة الأولي بين منتخبي السودان منذ الانفصال وهو اللقاء الأول بين دولتي السودان في إثيوبيا.. وبعيداً عن صفيح السياسة الساخن هي تسعون دقيقة أخرى فلا ترحل تماماً.
السودان في مواجهة جنوب السودان في مباراة لكرة القدم لكن يظل السؤال القائم: هل يمكن إضافة محمول السياسة لما يمكن أن يدور طوال التسعين دقيقة؟ الاجابة تمضي في اتجاهها الأول نحو إطار ما يجمعنا فمعظم لاعبي المنتخب الجنوب سوداني ينشطون في الدوري الممتاز السوداني مما يجعل من المباراة حالة تواصل بشكل خاص، لكن ذات الأمر هو ما يزيد من درجة التنافس بين لاعبي الفريقين وكل يريد أن يؤكد على أهمية الفوز في المواجهة الأول التي يشبهها البعض بمواجهة فرق القمة مع فرق ولائية تحمل ذات الأسم أو هو لقاء بين الأب والابن وهذا الأمر لا يبدو كافياً لتحديد من الفائز في نهاية المباراة التي تمثل للجنوبيين تحديا خاصا خصوصاً وأن كثيرين ما زالوا على عهد انتمائهم القديم المقسوم بين شمال وجنوب العرضة.
ترتفع درجة الاهتمام بمباراة (السودانان) في بحر دار وهو اهتمام انطلق منذ إعلان القرعة التي وضعت الفريقين في مجموعة تضم بجانبهما ملاوي وجيبوتي, جنوب السودان عبر في مباراته الأولى بالفوز على جيبوتي بهدفين دون مقابل بينما استقبل السودان خسارته الحادية عشرة توالياً وهذه المرة من ملاوي. يرفع الكاتب الجنوب سوداني وعضو البرلمان السابق في السودان دينق قوج من تيرمومتر التحدي حين يكتب (كده إنتو ماشين كويسين …التاريخ حيكتب كدة: أول مشاركة له في بطولة شرق ووسط أفريقيا استطاع منتخب جنوب السودان قهر منتخب جيبوتي 2/ صفر بس ده ما بكفي.. نحن دايرين التاريخ يكتب برضو الآتي أول لقاء رسمي بين منتخب جنوب السودان ودولة السودان انتهى بفوز النجم الساطع على صقور الجديان المهم التاريخ يا شبابنا).. ينتظر قوج الكاتب السابق في جريدة أجراس الحرية أن يقرع طبول الفرح بفوز منتخبه على السودان وهو فوز يكفي حتى ولو لم يصل منتخبه لمراحل متقدمة، فالفوز على السودان كأس يتخذ خصوصيته من خصوصية علاقة البلدين بتحولاتها.. لكن دينق أكوت الدبلوماسي بالسفارة الجنوب سودانية بالخرطوم يقول إن إحساسه متنازع والمؤكد أنه سيشجع النجم الساطع ويتمنى فوزه على صقور الجديان في أول مواجهة متوقعاً أن تأتي بصورة طيبة تعبر عن عمق العلاقة التي تجمع بين الطرفين خصوصاً وأن معظم نجوم المنتخب الجنوبي ينشطون في الدوري السوداني وهو ما يجعل اللقاء أشبه بلقاء الإخوة الأحباء وليس الأعداء. يؤكد أكوت على أن الظروف السياسية لن تلقي بظلالها على المباراة في التسعين دقيقة التي ستنتهي بتقديم التهنئة للفريق المنتصر..
في ذات السياق يمضي الصحفي أبراهام البينو بأنه ضد تسييس المباراة ويريد الحفاظ على الرياضة باعتبارها قيمة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.. يضيف أبراهام ساخراً: اليوم سيكون اللقاء الأول بين الجنوب والشمال دون حضور الوسطاء.. اتركوا الكرة تتهادي في اتجاه المحبة. البينو يستعيد شريطاً من التواصل في المجال الرياضي ويؤكد في الوقت ذاته على أن سطوة الهلال والمريخ بعد في جنوب السودان عليه فإن المباراة ستكون في الملعب فقط ولا تحتمل نقلها الي مسارح أخرى.
على المستوى الكروي فإن السودان الجنوبي سيدخل المباراة متصدراً المجموعة بينما سيدخل صقور الجديان الملعب ومنتخبهم يعيش أسوأ فتراته بعد سلسلة من الخسارات المتتالية كان آخرها يوم الاثنين في بحر دار نفسها، لكن هذا لا يعني أن لقاء الجنوب ستكون له خصوصيته في ملعب المباراة وهو لقاء يطرح سؤالا آخر: أي المنتخبين سيختار جمهور بحر دار الإثيوبية؟
لا تبدو الإجابة هنا مهمة على المستوى الرياضي ويمكن إطلاقها بصيغة سياسية ستحتفظ إثيوبيا بدور الوسيط ومؤكد أنها ستشجع اللعبة الحلوة.. حلاوة اللعبة من خلال الكرة وهي تقرب بين أهل المصير والتاريخ الواحد يمكن استعادتها من ملعب الخرطوم في العام 2013 حين اختارت الفرق الجنوبية السودان مسرحاً لمبارياتها في أفريقيا.. الخرطوم فعلت ما يمليه عليها ضمير محبتها حين خرجت تحمل أعلام مؤازرتها لأبناء الوطن الذي كان في المدرجات الشعبية واحداً.. لم تكن الجماهير آنذاك في حاجة لمن يحدد لها العلم الذي تحمله فتداخلت ألوان راية دولة الجنوب مع العلم السوداني وارتفع صدى الهتاف للبلد الواحد كما كان في التاريخ.. قد لا تغادر ذلك المشهد دون التوقف في محطة بطولة سيكافا نفسها في العام 2013 فحين غادر منتخب الجنوب في مشاركته الأولى من الدور الأول لم يجد ريتشارد جاستن اعتذاراً يقوم بتقديمه غير قوله: نعم خرجنا كمنتخب جنوبي من البطولة ولكن ما زال الإخوة في صقور الجديان يحملون ذات الراية السودانية ويمثلوننا.
بحر دار عصر اليوم.. بحيرة تانا تلوح في الأفق والملعب الذي كان قبل سنوات قليلة مجرد خرابات نجيلته الخضراء تقول إن البلدان يبنيها إيمان أهلها ومياه النيل المنطلقة في اتجاه السودان تردد عبارة أمبيكي (النيل لا يغير مسيله) وأن ما يسكن القلوب يسكنها إلى الأبد. جوبا تنتظر من يزف لها خبر الانتصار على السودان والخرطوم المرهقة بالهزائم تتمنى بعض الفرح لتنثره على عيون أبناء الجنوب الجالسين حول مباني الكمبوني وتقول لهم انتصرنا في الكرة ونحنا المهزومون في ملاعب متعددة. تنسى أن ثمة جمعية عمومية لأهل الكرة تنتظر حسم الفائز ببطولة دوري سوداني الممتاز.
اليوم التالي
نصر وبس
عرفنا السودان ح يلعب مبارة من ج السودان بس السؤال علاقة الصورة بالموضوع شنو
ما عارف علاقة الصورة اللي دائما الراكوبة بتجيبها بالمباراة كما قال بعض المعلقين،، مع علمنا بان زوجته من جنوب السودان؟