شهداء الوطن .. كلهم شهداء !

محمد وداعة
أخرج أبو داؤود والترمزي عن سعيد بن يزيد ،مرفوعاً ،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد ) ، وروى النسائي و الضياء عن سويد بن مقرن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من قتل دون مظلمته فهو شهيد ) ، وتوسع فقهاء الاسلام قياساً بعد ذلك في اضافة ( الغريق ، والحريق ، والنفساء ، والحامل ، وصاحب الهدم والمبطون ) الى زمرة من يعتبرونهم شهداء ، على أساس القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار ، و درء المفاسد مقدم على جلب المصالح،
خلال زيارته ولاية غرب كردفان في إطار الإحتفالات بعيد الشهيد القومي قال السيد رئيس الجمهورية ( أن السودان قدم ( 28,000 ) شهيد ، وأعتبر أن كل أبناء الشعب السوداني هم سودانيون ) ، وقال أنه ذكر أربعة مرتكزات في مبادرته للحوار الوطني منها الهوية وقال ( أن الجميع مسلمون وسودانيون ، ولا نسمح لأحد بأن يفرقنا أو يقسمنا ) ، الدستور الانتقالي لسنة 2005م تعديل 2015م نص في المادة 21 ( تبتدر الدولة عملية شاملة للمصالحة الوطنية وتضمد الجراح من أجل تحقيق التوافق الوطني والتعايش السلمي بين جميع السودانيين ) ، وجاء في الجدول (ب) الملحق بالدستور الانتقالى لسنة 2005م ، الفقرة ( 18 ) اختصاصات حكومة الجنوب ( أعادة تأهيل وإعانة قدامى المحاربين والمعاقين واليتامى والارامل ورعاية عائلات المعالين أبطال الحرب ،والذين سقطوا في الحرب )، وحسبما أذكر فإن المجلس الوطني الانتقالي اتخذ قراراً غير ملزم أعتبر فيه شهداء الحركة الشعبية لتحرير السودان شهداء للوطن.
الآن وفي إطار تهيئة المناخ لحوار مسئول وجاد يفضي إلى اطلاق الحريات وتحقيق السلام واعادة هيكلة الدولة السودانية ، وصولاً لدولة الوطن و تحقيق مصالحة وطنية تفتح الباب لاستدامة التنمية ،ربما كان من المهم أن تطلق الحكومة مبادرة شاملة فيما يختص بالشئون الانسانية وتوصيل الإغاثة ، ولعله من نافلة القول أن الافضل للوطن تضميد الجراح بمبادرات شجاعة بدلاً من انتظار تفاصيل و مخرجات خارطة الطريق وهذا واجب الحكومة بحكم مسؤليتها الدستورية و بنص الدستور ، بادرت الحركة الشعبية ، أو استجابت لوساطات لاطلاق سراح اسرى الحكومة طرفها ،ومن المؤسف ان هذه المبادرة لم تكلل بالنجاح حتى الان ، الحكومة سبق واعترفت بمسئوليتها تجاه شهداء سبتمبر وعرضت الديات لاسر الشهداء، ورغم انها لم تقدم الجناة للمحاكمة العادلة الا ان اعترافها بمسؤليتها عن استشهادهم هو الأهم.
وعلى ذات النهج يمكن ان تقوم الحكومة بمبادرة لإعلان شهداء 28 رمضان شهداء للوطن ، وتكشف عن ملابسات اعدامهم ومدافنهم، و تكريمهم بما يليق بهم ، كذلك ينطبق الحال على شهداء الحركة الطلابية وشهداء النزاع في دارفور والمنطقتين بإصدار قرار يعتبرهم جميعاً شهداء للوطن ، ولا فرق بينهم وبين شهداء الحكومة ، ولعله من واجب الحكومة تجاه رعاياها المدنيين الذيين سقطوا في الحرب ان تتعامل معهم بنفس الفهم ووفقآ لاتفاقية الأمم المتحدة لحماية المدنيين في مناطق النزاعات العسكرية، و العمل على انصافهم و تعويضهم ، هؤلاء جميعآ ،هم شهداء الوطن ، فمنهم من كانت له مظلمة، ومنهم من سقط عشوائياً ومنهم من خرج متظاهراً ومحتجاً ، ومنهم شهداء رمضان الذين كانوا يعملون على استعادة الديموقراطية ، بهذا ربما ينفتح باب لمعالجة جراح شريحة مهمة من شرائح المجتمع السودانى ، هم أسر الشهداء كافة و دون تمييز ، واعلان الشعب السوداني تقديره لهم ولتضحياتهم ، هكذا تضمد جراح الوطن ، هذه هي الحكمة ، هذا ضمير الوطن ، افتحوا بابآ للحقيقة و المصالحة.
الجريدة
حرب الاطراف فيها شعب واحد ومسلم ! وقد سنعنا بشهداء وبمن مات فطيسى . ضيعوا الدين ضياعا .
حرب الاطراف فيها شعب واحد ومسلم ! وقد سنعنا بشهداء وبمن مات فطيسى . ضيعوا الدين ضياعا .