المعارضة والحكومة والحوار

أكتب هذه الخواطر التي تنتابني وأنا خارج السودان يحدثني قلبي وأنا أنظر لحال بلدي من على البعد أن الشعوب المتقدمة والحكومات المحترمة والمعارضة الذكية هي التي تحلم دائماً بالاستقرار والأمن والطمأنينة والسلام والازدهار الاقتصادي وحسن مستوى المعيشة في ظل نظام حكم راشد يقوم على العدالة والحرية والمساواة والتبادل السلمي للسلطة من خلال نظام ديمقراطي حقيقي وعبر انتخابات حرة وصادقة وشفافة ونزيهة ودورية.. هذا المستوى الراقي من التعاطي السياسي والدستوري ليس مدينة فاضلة في عالم الخيال وفي أحلام الفلاسفة والمفكرين كما كان سابقاً، بل أراه موجوداً بنسب متفاوتة في عالم اليوم بعد أن دعا له كثير من المفكرين خاصة منذ القرون الثلاثة الماضية وقامت على إثره ثورات وثورات أنتجت حوارات وحوارات خرجت من بين دم وفرث كثير من الممارسات السالبة في هذا العالم الذي قفز قفزات هائلة في مجالات علمية وصناعية مختلفة تماماً مثلما كان حلماً ًوخيالا لآخرين أنهم يرتادون الفضاء ويصلون الى القمر فكان أمراً مستحيلاً ومستفزاً بادئ الأمر ولكنه تحقق بفضل المثابرة والإصرار بعد عون الله يؤتيه لمن يشاء من عباده المثابرين وليس الكسالى والقاعدين الذين يأكلون من فتات الشعوب فالله هو رب العالمين جميعهم..
أكتب هذه الكلمات وأحلم ? ومن حقي أن أحلم، بل أدعو الله من كل قلبي- أن يكون هذا السودان بشعبه الصابر المحتسب الذي ضحى من أجل قادته وزعمائه وكياناته، أن يكون دولة (أرضاً وشعباً ونظاماً سياسياً) في مصاف الدول المحترمة المتقدمة وليس في ذيلها كما نحن الآن، شباباً غضاً أصبح كل همه أن يجد طريقاً الى المنافي والاغتراب والهجرة لا يفكر في العودة لبناء وطنه كما حدثني كثير ممن ألتقيت بهم في الخارج والداخل، وحكاماً ورجال دولة وساسة وزعماء كل همهم ذواتهم الفانية وكياناتهم والأسرية والاجتماعية والسياسية والدينية والقبلية والمكانية لمصالح الوطن العليا.. الحاكم منهم يريد المزيد من البقاء حتى ولو اضطر الى التجاوز، والمعارض كل همه إقصاء من يحكم لا برامج له يحكم به بالكفاءة اللازمة وقد جرب الحكم من قبل وفشل فشلاً ذريعاً، والنخب المتعلمة موزعة الفكر والمصالح الشخصية بين هذا وذاك لدرجة وصل فيها الشعب الى حالة أقرب الى الإحباط والتشاؤم.. أما نحن أصحاب الأقلام فواجبنا أن نشيع التفاؤل وندعو جميع الأطراف الى أن يكون مثل تلك المرأة التي قالت للقاضي الذي حاول التوفيق بين المرأتين المتنازعتين على طفل وحكم بقطعه – اختباراً – الى نصفين فقالت له إحداهما بالله لا تقطعه لقد تنازلت لها وقبلت الأخرى بقراره فهنا علم القاضي أنها أمه الحقيقية وحكم لصالحها.. فهل يمكن أن ينطبق هذا المثل علينا اليوم فيحكم القاضي – الذي هو الشعب السوداني- في أول انتخابات حرة لصالح من يكون مثل تلك المرأة لا يريد تقطيع وطنه بعد أن تقطع منذ عام 2011 فيقبل بالحوار بديلاً للصراع الدامي والمنافي؟ أخلص بمقدماتي أعلاه بل أتمنى أن يكون الطرفان الحكومة والمعارضة كلا منهم أكثر ذكاءً” وحكمة من الآخر، حينها من المؤكد سيجد من الشعب التقدير والاحترام والقبول.. وبنفس القدر الرفض لمن يضع العراقيل ويصنع التعنت.. فالشعب يدرك جيداً ما يحدث.
الجريدة
______
-1-
قبل التعليق نحن في حاجة الى العلماء الاكاديمين والاطباء والمهندسين والسودانيين المثقفين الذين يحملون هم السودان في صمت ويعملون في صمت ولسنا في حاجة الى إمراة بضاعتها السب والشتم واللعن ….
-2-
عن اي حكومة تتتحدث ؟ وعن اي معارضة تتحدث ؟؟
هنالك جاء الى الحوار 120 حزب سياسي .. قبلت بهم الحكومة على انهم احزاب بشهادة ميلاد وتسجيل من مجلس الاحزاب الذي اسست الحكومة والدولة وحركة الاخوان ..
-3-
وفدت الى جلسات الحوار بقلب مفتوح ونية حسنة 35 حركة مسلحة بشهادة ميلاد من الجيش والامن بأنها حركات مسلحة وبشهادة اليوناميد وبشهادة السلطة الاقليمية..
ومع ذلك فأن الحكومة تتربص بهم الدوار تريد ان تقلب لهم ظهر المجن وتقول لهم مشكورين ما قصرتوا
جاء في الاخبار ان المؤتمر الوطني كلف لجنة لبحث ترتيب كيفية تنفيذ مخرجات الحوار ولك ان تعلم ما تريد ان تفعله الحكومة لتلتف على هؤلاء الطيبين او المستغفلين الذين استغفلتهم الحكومة..
الحكومة تخاف من حدوث نيفاشا ثانية؟ ولكن من فعل نيفاشا الاولى؟؟ ولماذا لم تحاسبه وتريد أن تحاسب الشعب بدلا عنه؟ من وقف وراء نيفاشا التي تتبرم الحكومة منها وهل يتحمل الشعب خداع الحكومة تعاقب وسلمت الحركة الإسلامية الجنوب طائعة إلى الحركة الشعبية ؟ هل هذه نهاية الجنوب ليفعل به سلفاكير ما يريد ؟؟
الحكومة خصصت ميزانية مفتوحة لاتفاقيات نيفاشا خصصت جيش كامل من خبرائها وطلابها جلس الجيش الكامل في فنادق نيفاشا وكينيا وكانوا يروحون ويغدون كانهم ذاهبون الى قاعة الصداقة ووفرت لهم حكومة الاخوان حتى اقلام الرصاص والورق في اكبر فنادق نيروبي ومنتجع نيفاشا ؟؟
-4-
الحكومة لم تشرك الشعب معها في حل قضية الجنوب ولا في حل قضايا دارفور ولا تريد ان يشاركها احد في حل مشكلة جنوب كردفان والنيل الازرق وتريد ان تستفرد بالنوبة في الشمال حيث السدود وتستفرد بالنوبة في الجنوب حيث الذهب … وتريد ان تقلب الطاولة على الجميع وتخرج بذهب السودان وخيرات السودان وتبيع النيل ومياه النيل من اجل ان تستقوى به على الشعب وتحرم الشعب وتقول من اراد ان يعيش فالينضم الينا ومن لا يريدنا فليشرب من البحر او يهاجر في سبيل الله الى الخارج ..
-5-
الحركة الإسلامية ? تريد الجميع أن يمدحوها بعد أن رهنت السودان للغير لأطراف أخرى وتريد بقبضتها الحديدية أن نأتي إليها ونقول لها الستم خير من ركب المطايا واندى العالمين بطون راح كما قالها الشاعر جرير في عبد الملك بن مروان فبعد مدح ابن الزبير سبع سنوات ولما انتهت حركة ابن الزبير وانكسرت شكوته على يد الحجاج وضاقت بالشاعر الاحوال جاء مكسور الفؤاد فقيرا معدماً ليمدح عبد الملك بن مروان بأجمل بيت قيل في المديح … في قصيدته التي بدأها بتعريض الخليفة
اتصحو ام فؤادك غير صاح
عشية هم صحبك بالرواح
حتى قال البيت المشهور
الستم خير من ركب المطايا
واندى العالمين بطون راح
والبيت بإختصار مدحه بإجمل خصلتين كانت تفتخر بها العرب آنذاك هما الشجاعة (ركوب المطايا للقتال) ومدحه بالندى وكرمه الفياض …وقبل عبد الملك توبته واوبته واجزل له العطاء لانه يخاف من لسانه فجرير معروف بالشتم والسب واللعن والقذف ثم ان شغله الاساسي هو الهجاء ..
اما هذه المرأة التي لم تذكر اسمها فهي ضائعة ليس عندها غير الشتم والسب واللعن وعليها ان تجلس في تلك البلاد الباردة فإن امثالها لا خير يرتجى منهم لأن بضاعتها كاسدة فهي تبيع السب والشتم وتجيد اللعن تركب مع هؤلاء لتسب الآخرين ثم تركب اؤلئك لتسب الآخر فمثل هذه لا يؤمن مكرها ولا يؤمن شرها وهنالك آلاف السودانيات الفضليات الذين يربين الاجيال في بيوتهن في قمة الادب والذوق والحياء والعفة والطهر والنقاء
هنالك الاف الاكاديمين والعلماء والمثقفين الافذاذ الطيبون الصامتون نحن في حاجة لأمثال هؤلاء ولسنا في حاجة لمثل هذه المرأة..
Look who is talking