من اين اتى هؤلاء ؟ا

من اين اتى هؤلاء ؟

نونة الفكي
[email protected]

كان سؤال العملاق الراحل يتضمن في جوفه اسنكارا و تعجبا و استفهاما و حيرة ،،ولذلك ظل حتى يومنا هذا دون إجابة . ولعل اندياح التساؤل يكمن في الاعتقاد السائد بأن مناصب القيادة في الدولة يجب أن تكون حجرا على جهات معينة و سلالات بمواصفات معينة لعظم المهمة و صعوبة التكليف. وفي محاولة متواضعة للبحث عن إجابة لمضامين هذا السؤال ترأى لي أن القفز إلى مواقع الصدارة و تملك السلطة في البلد أمر ميسور من خلال الثغوب الواسعة التي تشكل عليها السودان كدولة و نشأ عليها الشعب كأمة ومن خلال الفراغ الكبير في الساحة لفكر ناضج أو تجمع متوازن أو تحزب مستنير .
ولا شك أن شغل مقاعد القيادة للدولة ليس أمراً هينا يقفز إليه أي تكتل انقلاب عسكري لامتلاك السلطة واحتكار الأضواء ولا هو رهين بمقدرة مالية تستطيع تدبير و حشد التأييد الانتخابي بشراء ذمم العامة المبذولة لمن يملك ، فالقيادة تلزمها تهيئة طويلة الأمد و تأهيل متأني وإعداد دقيق للفرد المشبع بالمبادئ لمواجهة وهج الأضواء ومغريات السلطة بتنشئة تربوية سوية لا تتخللها مثالب وعقد الحرمان وأحقاد الضآلة.
أن يطمح أقطاب الحزبين الكبيرين في السودان للسلطة أمر طبيعي مقبول، و مساعي آل بيت الميرغني وآل بيت الإمام المهدي لتولي موقع السيادة والريادة مسعى لا غبار عليه خاصة أن الأيام تشهد والجميع يقر إجماعا كيف اتصفوا بالسلوك الرفيع والأدب الجم والكلمة المهذبة طوال التاريخ السياسي الحافل بالكثير.
لم يشفع للسيدين الجليلين أدبهما ولا حسن نشأتهما الصالحة فقد كانا سبب هذا الفشل المتسارع وعجزا أن أو يقدما فكرا ايدلوجيا يسير بالبلد خطوة واحدة للأمام او يخرج هذا البلد التعيس من الأزمات المستفحلة والعطن المزمن.
استغرق السيد الصادق المهدي لعقود من الزمان ركضه اللاهث لاستعادة عرشه المسلوب و مجده الموروث وإيمانه الراسخ باستحقاقه للحكم بلا منازع فأطال الحديث حتى دب السأم والملل إلى الاسماع ناسيا أن المجد بذل وعطاء وليس إرثا حتميا يكتفى فيه بمجد الأباء.
بقي الحسيب النسيب محمدعثمان الميرغني يسير متهاديا بين المريدين سنوات طويلة وقد انحنت له الحشود إكبارا و إجلالا مكتفيا ببذل تبريكات الفاتحة من كفيه الشريفين على الجموع إلا إن ابو هاشم رأي أخيرا أن يبارك حكومة السودان بنفحة من السلالة الزكية فقدم هذا الشاب الغر الذي وعد الأمة في أول تصريح نطق به هذا المبارك مقترحه بحل مشكلة النيل الأزرق في كادوقلي.
وفي غفلة من الزمان وفي وطأة النزاع بين البيتين تشكل لهما حزبان فأصبحا كارثة السودان و معضلته المأساوية المزمنة.
أنى للزعيمين أن يدركا من علو ورونق المجد الموروث وحياة الترف الباذخ مشاعر وأحلام وأحزان إنسان السودان وهمومه .. لا أحد منهما يخطر بذهنه أو يفهم معنى قسوة الحاجة و غلاء اسعار الزيت واللحم والدواء وهموم المسكن ورسوم الدراسة وضجة السوق والمواصلات وحر الصيف وقر الشتاء. … (يتبع)

تعليق واحد

  1. من أين أتى هؤلاء ؟ سؤال استنكاري طرحه الراحل الاديب الطيب صالح , وهو سؤال في
    موضعه لأن الكيفية التي حكم بها هؤلاء الاسلامويون من تشريد للعاملين والموظفين وبيع
    ممتلكات الدولة لصالح ( جماعتهم ) وافقار غالبية الشعب السوداني ….هذه الكيفية في
    الحكم لم يسبقهم عليها كل الحكومات التي تعاقبت على حكم السودان عسكرية كانت أم
    ديمقراطية ……أعتقد أن الراحل الطيب صالح كان يقصد بسؤاله ويستنكر هذه الطريقة
    في الحكم التي لا تشبه أخلاق الاسلام ولا أخلاق الشعب السوداني فهي طريقة شيطانية
    في الحكم ……لذا جاء السؤال بصورة عبقرية أوما يسمونه في البلاغة ( أسلوب التورية )…
    كأنه يريد أن يقول : ان الاسلامويين لايشبهون الشعب السوداني !!

  2. التسائل منطقي لانه ان انتهيتي من تحويله الى هجوم على البيتين فأبحثي في اخلاق واعراف كل الساسة السودانيين من شيوعيين وناصريين وعموم المنتمين لحزب الامة والاتحادي فستجدين قواسم مشتركة بينهم جميعاً من الادب والاصول وتفادي الفجور في الخصومية زائد النزاهه والتي تعيدنا الى سؤال الطيب صالح مرة اخرى—-من اين اتى هؤلاء, قطعاً ليسوا هم ابناء ناس كما يقول اهلنا, فأن كانوا ابناء ناس ما كان سيحدث منهم ما حدث من شر الم بهذا البلد الطيب اهله. فهذه القواسم المشتركة هي التي جعلت هذا الشعب يتفرد بين الامم وقد نجح هؤلاء التتر في تدمير القيم نعاها اديبنا الراحل——-ولا صفوية تتخيلينها ولا يحزنون انما قيم هذا الشعب التي دمرت وسحقت سحقاً مع كل ما يملك ايضاً.:mad: :mad: :mad: :mad: :mad:

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..