بعد منتصف ليلة رأس السنة

كمال كرار

في كل ليلة (رأس سنة)تشهد بلادنا حدثين ظلا يدوران في مكانيهما منذ 1989 وحتي الآن،إلا أنهما أصبحا(3)في ليلة 31 ديسمبر 2015،ومع مطلع يوم 1 يناير 2016.
مع اقتراب يوم 31 ديسمبر،تخرج بيانات الشرطة في الخرطوم،تحذر الناس من الإحتفال(علي طريقتهم)وتعلن أنها استنفرت قواتها للقبض علي(المتفلتين)وهم هواة البيض والدقيق،أو الرش بالمياه.طيب إذا الناس ما زعلانة من الحركات دي..البوليس مالو زعلان؟
وبينما تصدر هذه البيانات التحذيرية في الخرطوم،يمد(المتفلتون)الحقيقيون(كرعيهم)في دارفور وكردفان وأعني بهم الجنجويد والمليشيات العسكرية التي تحرق القري وتقتل الناس،وتغتصب البنات،دون أن (تهبشهم)أي تحذيرات.
ومن عجب أن الذين تحرق قراهم وتسبي نساؤهم،لو احتموا بمكتب(الوالي)ضربوا بالرصاص حتي الموت،كما حدث في الجنينة هذا الأسبوع.ومن عجب أن القتلة إن سئلوا عن الحادثة قالوا (إيه يعني ما ماتوا 6).
وفي يوم 31 ديسمبر من كل عام،يملأ(السلفيون)شوارع الخرطوم بالملصقات التي تشتم غير المسلمين،وتحذر من الإحتفال بيوم رأس السنة،وتتوعد الناس بالعقاب،والملصقات تنسجم مع بيان الشرطة(أيدولوجياً)لذا لا تمزقها الأجهزة الأمنية التي تجتهد في مطاردة المعارضين إن وزعوا البيانات،أو كتبوا الشعارات.
الجديد في ليلة 31 ديسمبر 2015،ما فعلته محلية بحري عند الساعة (12 ونص) ليلاً،والناس كانت تحتفل بقدوم العام الجديد،فقد هجمت الدوريات البوليسية علي محلات العمال الحرفيين الممتدة علي طول شارع المزاد بالخرطوم بحري بمحاذاة نادي العمال،وكسرتها(تكسيراً)وتركت معداتهم في العراء عرضة للنهب والسرقة.
وقصة العمال هؤلاء مع محلية بحري لم تبدأ فقط مع الإنذار الصحفي الذي هددهم مع آخرين بإخلاء أماكن رزقهم لأن مظهرهم يؤذي السدنة والتنابلة،بل بدأت مع شكوي تقدم بها اتحاد العمال ضدهم في محاكم مدنية وجنائية بهدف طردهم من جوار نادي العمال،والمفارقة أن النادي إسمه نادي العمال،وأن العمال الحرفيين الذين تنظر إليهم المحلية باعتبارهم (منظراً مؤذياً)غالبهم يحملون بطاقات الهيئة الفرعية لاتحاد الحرفيين،وهو ضمن هيئات إتحاد النقابات ،ولكن آخر ما يشغل بال إتحاد النقابات الحكومي،هو الدفاع عن العمال ورعاية مصالحهم وغيرها من الشؤون النقابية،التي حافظ عليها فيما مضي نقابيون شرفاء،لم يتكسبوا من النقابات ولم ينحنوا للديكتاتوريات،وظلوا أوفياء حتي الممات لمبادئ العمل النقابي،علي عكس ما نراه اليوم.
ومن عجب أن المحلية بجيشها وعسكرها(تتلبّد)كالحرامي بعد منتصف الليل لتنفيذ أوامرها الجائرة بحق عمال،شردتهم(الإنقاذ)من مصانعهم ومؤسساتهم بحجة الصالح العام او الخصخصة،فجلسوا علي الرصيف،يبيعون أدوات الكهرباء والسباكة المستعملة،أو ينتظرون أصحاب الحاجة لإصلاح ماسورة،أو توصيل كهرباء مقابل نقود قليلة،هكذا يعيشون،من عرق جبينهم،وليس من خلال نهب الأموال العامة تحت سمع وبصر الجميع بما فيهم محلية بحري ومعتمدها.
وليس من عجب عندما يقول بعض المتنفذين في بحري للعمال في معرض التهديد،أنهم علي استعداد لعسكرة المدينة بحيث يصبح(قصاد)كل مواطن شرطي مدجج بالسلاح.ليس من عجب،لان المحلية إبنة نظام عسكري،ينفق معظم الميزانية علي الأمن والدفاع لحماية نفسه من الشعب.
من المؤكد ان العمال هؤلاء سيكونون في طليعة الإنتفاضة الوشيكة،وسيؤذي منظرهم الواهمين والفاسدين،لكنهم سيكتبون مستقبلاً أفضل لكل السودان،والخرطوم ليست(طهران)..يا سعادة اللواء(فلان).

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نقابات العمال كانت لها صولات وجولات فى تاريخ السودان الحديث , ولكن بكل اسف تم وضع خطة جهنمية من كيزان الانقاذ لانهم يعرفون ويدركون ان الذى سيطيح بهم هى النقابات وخصوصأ نقابات العمال , فتم وضع خطة تبدا بخلخلة البناء النقابى من الاساس ,
    اولأ : الاطاحة بكل القيادات النقابية او اى شخص له اى نشاط تحت مسمى الصالخ العام , مهما كانت اهميته المهنية وخبرته فى مجال عمله.
    ثانيأ : تحجيم وعرقلة اى عمل نقابى اونشاط ثقافى او اجتماعى فى كل المرافق .
    ثالثأ : اغراء الفاسدين والمرتشين من العمال ومساعدتهم فى تكوين نقابات تدار سريأ بواسطة الدولة .
    رابعأ : تكوين مجموعات عميلة وماجورة يتم زرعهم فى النقابات لنقل اخبار الاخرين ومراقبة سلوكهم .
    خامسأ : ضعضعة العمل النقابى بصورة عامة ودمج نقابات العمال مع الموظفين مع المهندسين مع المحاسبين .. الخ فى جسم واحد لخلق حالة لا يمكن تجاوزها من عدم التجانس والتوافق على اى قضية او مشكلة وذلك لاختلاف طبيعة مطالب كل قطاع .تم تكليف وزير الخارجية الحالى دكتور غندور للقيام بهذا العمل وتنفيذ هذه الاستراتيجية وقد قام بدوره ونفذ المهمة الموكلة اليه على اكمل وجه .
    هل تعلم ان دكتور غندور طبيب الاسنان هذا عضو فى نقابة اطباء السودان سابقأ اصبح بقضل هذه الاستراتيجية عضو فى نقابة واحدة مع محمد احمد عامل الطلمبات فى سكر كنانة ومع محمد على المهندس فى الموانى البحرية وعثمان فنى ورشة فى وزارة الرى , هل مشاكلهم واحدة , هل هناك ماهو مشترك بينهم ,,؟؟؟

  2. بعد منتصف ليلة …. الكيزان ماسينيون و خفافيش ظلام يخافون النور و الضوء.

    يملأ(السلفيون)شوارع الخرطوم بالملصقات التي تشتم غير المسلمين

    السلفيون ديل كمان بلاء اخطر من الكيزان.

    لأن مظهرهم يؤذي؟؟؟ مظهرهم دا جابوه من اسرائيل ولا من النصاري البيحاربوكم؟ ديل اهلنا الجوعتوهم انتوا وبعد ما اكلتوا حقهم وقطعتوا رزقهم بالصالح العام بقي مظهرهم ما عاجبكم؟ انتوا جيتوا من اهاليكم شحاتين وجعانين و مقاطيع و فاقد تربوي ولولا كيزان السجم ديل كنتوا ما تسووا حاجة في سوق الرجال يا اشباه الرجال.

    عمال بسطاء و شرفاء يُطردون من امام نادي العمال؟
    غريب امرك يا بلد. طيب غيروا اللافته عشان العمال يعرفوا انه نادي العمال الجديد دا لعمال الصفوة تحت المسمي الجديد “نادي عمال المؤتمر الوطني” و العمال ديل مما يشوفوا اللافته الجديدة حيشردوا قبل ما تطردوهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..